شياطين الخير المتوهّم !

قد يجتهد بعض الناس اجتهادات ، هي خير بذاتها ، أو يظنّها صاحبها خيراً ، فيكون من الذين قال عنهم ربّهم : (قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً ). 

 وقد توسوس الشياطين ، لبعض الناس ، بالأفعال غير السوية ، فيفعلونها ، وهم يحسبونها أفعال خير! وقد ورد في الحديث الشريف ، أن الشيطان يجري من ابن آدم ، مجرى الدم من العروق ! ومن الشياطين التي تزيّن للمرء أفعال السوء :  

شيطان الإشفاق : الذي يزيّن لبعض حسني النيّة ، قتل بعض الناس المصابين ، بأمراض مزمنة عضال ، ميؤوس من شفائها .. إشفاقاً عليهم ، بعد أن يرجوهم هؤلاء المرضى ، بإراحتهم من الآلام !  

شيطان الرحمة : وهو الذي يوسوس للقاضي ، بأن يرحم الجاني ؛ وذلك بهضم بعض حقوق المجني عليه ، فيخفف القاضي العقوبة ؛ رحمة بالجاني ، دون النظر إلى مافعله بالمجني عليه .. ودون النظر إلى العقوبة الواجبة ، المقرّرة للجاني ! 

شيطان السياسة : يوحي الشيطان أحياناً ، لبعض الناس ، أن يرتكبوا مخالفات كبيرة ، بحقّ شعوبهم وأوطانهم ، تصل إلى حدّ الخيانة العظمى ؛ وذلك على سبيل السياسة ، والحساب السياسي المرتجل ، أو غير المدروس جيّداً ، فيوقع السياسي ، باجتهاده المتسرّع ، شعبه أو وطنه ، في مهالك الخيانة ، وتحقيق أهداف الاعداء !  

شيطان المصلحة : قد يوهم الشيطان بعض الناس ، بأن مصلحتهم تقضي ، ببعض الأفعال السيئة أو المنكرة ، تجاه أشخاص معيّنين ، أو تجاه قبيلة أو حزب .. أو تجاه الدولة ! وقد يرى الفاعل في ذلك خيراً ! ثم يكتشف بعد حين ، أنه كان واهماً !   

شيطان الصدق : الكذب مع العدوّ ، من الأمور التي أباحها الشرع ! لكن بعض الناس يخبرون عدوّ بلادهم ، بصدق ، عن سائر المعلومات التي يعرفونها : عن جيش بلادهم ، وعن كلّ مايحرص العدوّ على معرفته ؛ احتجاجاً بمبدأ قول الصدق ، في سائر الأحوال ! فيُهلك الصادق جيشه أو شعبه ، بصدق ، يجب عليه اجتنابه ! 

وسوم: العدد 919