سنة عاشرة ثورة .. ومليون سوري منسي من أولي الضرر ..!!

ورقم آخر منسي ، خلفه الحل السياسي الأسدي - الروسي - الأمريكي ... مليون أو يزيدون من السوريين أولي الضرر ..

و" أولو الضرر " هو المصطلح الذي اختاره البيان القرآني ، لتسمية من يطلق عليهم في هذا العصر أصحاب الاحتياجات الخاصة ..

" أولو الضرر" هم الرجال والنساء والأطفال الذين دمرت منهم البراميل الأسدية، والقذائف الروسية، والصواريخ الأمريكية ، بعض بنيتهم الجسدية، وجعلتهم فاقدين لأحد أطرافهم ، أو لسمعهم أو لأبصارهم أو ...نالت من أجسادهم ولكنها لم تنل أبدا من أرواحهم وعزائمهم وإصرارهم ، وتمسكهم بالأمل والحلم ..

وحين نجمل العدد تحت العنوان الإنساني الأكبر من دمر بنيتهم الجسدية بشار الأسد، ومن دفعهم على طريق التدمير، سنجد أنفسنا أمام رقم أكبر وأبهظ. وربما تدخل سورية الوطن موسوعة غينيس بالعدد الأكبر من " أولي الضرر" على مستوى دول العالم أجمعين ..

وحين نتحدث عن مليون إنسان في تعداد عشرين مليون ، فإننا نتحدث عن رقم بكل المعايير الإنسانية والدولية كبير ، ومثقل لحاضر المجتمع وغده ، ومثقل للفضاءات النفسية لهؤلاء الضحايا المعذبين ..

" أولو الضرر " عامل آخر يجب أن يدخل في معادلة الحل السياسي ، الذي لا يجوز أن يفكر فقط في مصالح الطبقة المخملية من العفن الأبيض والأخضر والأصفر ..

ويشكل " أولو الضرر هؤلاء " عاملا جديدا يجب رعايته وإدخاله في المعادلة الوطنية المستقبلية بكل أبعادها ..

وجل هؤلاء الذين دفعوا من بعض بنيتهم الجسمية ثمنا لثورتهم ولأحلامهم وفيهم الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ...ما زالوا يحلمون بسورية الأجمل... وعلى العالم أجمع ، وعلى من يسمون أنفسهم ممثلي الثورة السورية أن يحسنوا تمثيلهم ..

فأولو الضرر هؤلاء ، على اختلاف درجات ضررهم ، هم طرف أقوى في معادلة الغد الآتي ، وإن حسبهم الذين لا يعلمون أنهم الأضعف !!

وأصيخ إليهم فأسمعهم بجمعهم يهتفون : وسورية بدها حرية ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 920