"معركة الشيخ جراح" جولة أولى من معركة كبري في القدس قريباً

لم يكن رمضان هادئا هذا العام ولم يسمح للفلسطينين المسلمين باداء صلواتهم بحرية في المسجد الاقصي ,منعوا الكثيرين ,منهم الاطفال الذين بكوا علي بوابات الاقصي لانهم حرموا من الدخول الي باحاته برفقة والديهم , ليس هذا فقط بل فتحوا كل الطرق امام المستوطنين المتطرفين للاعتداء علي المصلين الفلسطينين في باب العامود وباب السلسلة وباب حطة واقتحم جيش الاحتلال المسجد الاقصي ودارت هناك مواجهات ضارية اصيب فيها المئات من الفلسطينين  في محاولة لصد جيش الاحتلال عن اقتحام المسجد الاقصي المبارك وتدنس المسجد الاقصي.  ولم يتمكن حتي المسيحين من اقامة احتفالاتهم بمناسبة عيد سبت النور بحرية ايضا في كنيسة القيامة . انها سياسة الكيان العبري عدم ترك المسلمين والمسيحين اداء طقوسهم الدينية بحرية وهي سياسة ممنهجة ليبقي الاحتلال يقرر كل شيء في المدينة المقدسة ومقدساتها , متي يحتفل المسلمين والمسيحين باعيادهم ومتي يسمح لهم باحياء مناسباتهم الدينية , متي يصلوا ومتي لا يصلوا , متي يرابطوا في باحات اقصاهم ومتي لا , انها سياسة خطيرة لفرض السيطرة الكاملة  علي المسجد الاقصي  وبالتالي انهاء الولاية والوصاية الدينية  الاردنية .

تبادل ادوار حقيقي ضمن سياسة خطيرة لشطب الهوية الفلسطينية في القدس بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين المتطرفين الذين ترك لهم الحبل علي الغارب للاعتداء بالسلاح علي المقدسين الذين يسكنوا الشيخ جراح  ابا عن جد من عائلات ( الجاعوني واسكافي والكرد والقاسم ) منذ العام 1967 والذين يقيموا في بيوت يملكوها ويملكوا ارضها وقد اقامت السلطات الاردنية  بالاتفاق مع وكالة الغوث لهم هذه البيوت بوثائق رسمية . المستوي الرسمي في اسرائيل جند المستوطنين لهذه المهمة ووفر لهم الدعم القانوني والامني والسياسي حتي يتنصل من الجريمة الا ان معالم الجريمة وخيوطها بدات من مكتب نتنياهو شخصيا الذي يريد دعم سياسي من قبل المستوطنين المتطرفين في معركته من اجل الحكم  . الاحتلال الصهيوني هو الذي فجر المعركة في القدس باتجاهين داخل باحات المسجد الاقصي باب العامود وحي الشيخ جراح ولعل هذه المعركة اليوم تعني لنا انها جولة اولي من معركة كبري سوف تتفجر في القدس قريبا وسوف تذهب المدينة الي حرب طاحنة لن تتوقف حدودها عند المدينة المقدسة , هذه الحرب ستكون المعركة الكبري من اجل القدس وعروبتها وفلسطينيتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية .

معركة كبري تريد فيها اسرائيل اقتلاع الهوية الفلسطينية من المدينة المقدسة عبر تهجير قسري للفلسطينين من بيوتهم واحلال مستوطنين متطرفين تم جلبهم من انحاء متفرقة في اسرائيل لذات المهمة لان اسرائيل تعرف ان الوقت قد حان لهذه المرحلة وخاصة بعد ان عقدت اربع اتفاقات تطبيع مع العربان وضمنت ان الاقليم لن يتحرك لاي حادث كبير او صغير في القدس , وضمنت صمت عربي مطلق لاي تغير تقوم به في المدينة المقدسة سواء تهجير مدنين فلسطينين وقلعهم من بيوتهم او تقسيم المسجد الاقصي بالقوة من خلال الدفع بمئات المستوطنين المتطرفين لاقتحام باحاته ليل نهار . المعركة الكبري بدات ملامحها الان من خلال سياسة اسرائيل في القدس والتي تسعي اليها لتغير الوصاية الدينية للمدينة المقدسة والوضع الراهن لصالح ادخال دولة مطبعة الي المشهد  كخطوة من مخطط تغير المشهد في القدس كليا وكجزء من "اتفاق ابراهام" المشبوه . معركة كبري تسعي فيها اسرائيل لتمكين المستوطنين المتطرفين بتنصيب واقامة هيكيلهم المزعون امام المصلي المرواني وباب المغاربة حتي يصبح لهم موطئ قدم وحجة بالدخول الي باحات المسجد الاقصي في اي وقت كان دون لوم او انتقاد دولي .

معركة الشخ جراح جولة اولي من معركة كبري متوقع تفجرها في الاشهر القريبة القادمة في المدينة المقدسة . هذه المعركة تتطلب الان انخراط الكل الفلسطينين فيها وتقدم صفوف المدافعين عن حي الشيخ جراح الفلسطيني الذي مثل مركز عاصمة الفلسطينين في القدس الشرقية لكونه يمثل اكبر الاحياء الفلسطينية بالقدس والذي يقطنه اكثر من ثلاثة الالاف فلسطيني  وهــو حـي فلســطيني امتـاز بضمـه أبـرز العناويـن الرسـمية الفلسـطينية فــي القـدس مثـل بيـت الشـرق (مقـر منظمـة التحريـر الفلسـطينية فــي القــدس الــذي أغلقتــه ســلطات الاحتلال الإسرائيلي قســرا عــام (2003)، بالإضافــة إلــى المسـرح الوطنـي الفلسـطيني، والعديـد مـن مقـار البعثــات الدبلوماســيو. ولعل حسم الفلسطينين للجولة الاولي من المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنية يعني الثبات في بيوتهم وعدم قدرة الاحتلال ومستوطنية علي تهجيرهم له ما بعدة لان هذه الجولة ان نجح الاحتلال لا سمح الله في حسمها سوف يقدم علي تكرار زات السيناريو في احياء اخري من المدينة المقدسة وبيوت اخري من الحي لفرض السيطرة الاسرائيلية الكامة عليها لصالح اغلبية يهودية.

سيقاتل المقدسين حتي النفس الاخير دون انتظار نجدة من احد لكن المعركة تستدعي الان  انخراط الجميع فيها  و وقوف الجميع مع جماهيرها ,  فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة االتي استنجد بها اهالي الشيخ جراح ومازالوا في انتظار ان تقول كلمتها علي الارض مع استمرار مسلسل التهجير واستمرار المواجهة الضارية مع المستوطنين في كافة ارجاء واحياء القدس واولها داخل المسجد الاقصي الذي باتت باحاته ساحة مواجه ضارية مع الاحتلال  , الجميع امام اختبار حقيقي وعاجل , فصائل المقاومة الفلسطينية والمستوي الرسمي والمجتمع الدولي ومن يدعون حماية القانون الدولي وحقوق الانسان وخاصة  الولايات المتحدة و الصين والاتحاد الاوروبي والدول الخمس التي ادانت اجراءات اسرائيل داخل المدينة المقدسة , فرنسا  والمانيا وايطاليا واسبانيا والمملكة المتحده ولعل هذا الاختبار بات في انتظار اجراءات حقيقية تجبر الاحتلال  الاسرائيلي علي وقف تلك السياسة والتراجع عن مخططاته التهويدية للمدينة المقدسة ووالتي بالطبع ستقضي علي اي امل لسلام حقيقي مستقبلي مع الفلسطينين .

وسوم: العدد 928