انهم صهاينة .. فكونوا عربا

غضبت الأردن واستدعت سفير الاحتلال، واصدرت وزارات الخارجية العربية بيانات رفض وادانة ردا على تصريحات وزير المالية الاسرائيلى "بتسلئيل سموتريتش" التى استخدم فيها خريطة ما يسمى باسرائيل الكبرى تضم كل فلسطين وكل الاردن وأجزاء من لبنان والسعودية كما قام بنفى وجود الشعب الفلسطينى وقال عنه انه ليس سوى اختراع وهمى عمره 100 سنة فقط، فقال بالنص: ((الشعب الفلسطيني اختراع لم يتجاوز عمره 100 عام .. لا يوجد فلسطينيون لأنه لا يوجد شعب فلسطيني .. بعد 2000 عام في المنفى يعود شعب إسرائيل إلى دياره .. وهناك عرب حولهم لا يحبون ذلك ... اخترعوا شعبا وهميا ويدعون حقوقا وهمية في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية .. هذه هي الحقيقة التاريخية، هذه هي الحقيقة التوراتية ... التي يجب أن يسمعها العرب في إسرائيل وكذلك بعض اليهود المشككين في إسرائيل، هذه الحقيقة يجب أن تُسمع هنا في قصر الإليزيه، وفي البيت الأبيض في واشنطن))

***

صهاينة أصلاء وعرب كومبارس:

  • ونحن نقول للسادة الحكام والمسئولين العرب: برجاء التفضل بالكف عن وضع رؤوسكم فى الرمال ومواصلة تضليل الرأى العام العربى والأجيال الجديدة والاصرار على مواصلة القيام بدور الكومبارس فى هذه المسرحية الهزلية المستمرة المسماة بعملية السلام.
  • فأنتم أول من يعلم ان (اسرائيل) بكل من فيها من اليهود الصهاينة وكل احزابها وقادتها ومن يحكمونها لم ولن يتخلوا أبدا عن العقيدة الصهيونيةالتى تدعى أن الوجود العربى فى فلسطين وكل المنطقة هو استعمار عربى اسلامى منذ 14 قرن، قام باحتلال أرض اسرائيل بالاضافة الى أراضى الشعوب الأصلية فى مصر وسوريا والاردن والعراق وباقى المنطقة. وأن الحركة الصهيونية هى حركة تحرر وطنى تمكنت من تحرير جزء من ارضها، وستعمل على تحرير الاجزاء الباقية، كما ستقوم بدعم كل شعوب المنطقة للتحرر هى الأخرى من الاحتلال العربى لاراضيها وتاسيس دول ودويلات مستقلة على النموذج الصهيونى.
  • والوزير الصهيونى لم يفعل سوى انه طرح على الملأ معتقداتهم وثوابتهم التى يتبادلونها يوميا فيما بينهم. وهو قد يكون تصرفا صبيانيا من منظور قادة الدولة العبرية، ليس من الذكاء والحصافة ان يتم الاعلان عنه فى هذه المرحلة التاريخية، ولكنه محل اجماع بينهم جميعا، ولم يحدث ابدا ان قام اى منهم بنفيها.
  • ومحاولة الطمأنة التى صدرت من وزارة الخارجية (الاسرائيلية) ردا على تصريحات الوزير الصهيونى بان (اسرائيل) تلتزم بمعاهدة السلام مع الاردن وتعترف بوحدة الاراضى الاردنية وبحدودها الدولية، ليس نفيا للعقيدة الصهيونية وانما التزاما تكتيكيا مؤقتا سيتغير حتما اذا سنحت الظروف وتبدلت.
  • وقد سبق لمناحم بيجين حين سُئل عن اسباب انسحابه من سيناء وهى تقع ضمن ارض (اسرائيل) الكبرى أن قال بالنص عام 1979: ((سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف. سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أوالأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا ((.

***

اسألوا كبيرهم:

  • ولقد كرر"نتنياهو" ذات المعنى باستفاضة، في مقابلة تَمّ إجرائها معه خلال شهر ديسمبر ٢٠٢٢، قام بترجمتها ونشرها عبد الرحمن البيطار حيث تحدث عن قيام "الغزاة العرب" لارض اسرائيل بفبركة التاريخ، فقال: ((إنَّ فقداننا لأراضينا قد حصل بالفعل عندما قام العرب بغَزْوِنا. لقد انطلق العرب من جزيرة العرب، واقترفوا أفعالا (بحقنا) لم يقترفها غازٍ آخر؛ لا الرومان، ولا البيزنطيين، ولا الإسكندر (المكدوني) العظيم، ولا أي غاز آخر من قبل. وفي حقيقة الأمر، فقد قامت عساكرهم المُسْتَعمِرة بالسيطرة على الأرض، وأصبح اليهود بالتدريج خلال قرنين من الزمان (تحت سيطرتهم) أقلية في أراضينا. لذا، فإنه، وبفعل الغزو العربي، فقد خسر اليهود بلادهم. لقد كان العرب هم المُستَعمِرون، أما اليهود، فكانوا سكان البلاد، الذي تم تجريدهم من مُلكياتهم ... وكان نتاج عودتنا (إلى بلادنا) أنْ أَخذنا نقوم بإنشاء المَزارع، والمصانع، والمنشآت التي تخلق فرص عمل، وبفعل ذلك، بَدَأَ عرب البلدان المُجاورة بالهجرة، بما أصبحوا اليوم يُطْلِقونَ على أنفسهم بالفلسطينيين. وقام هؤلاء بإعادة فَبْركة التاريخ، وادّعوا أنهم كانوا هناك لعدة قرون.))
  • والأمثلة كثيرة.

***

ان تاريخهم معنا ليس سوى سلسلة من عمليات النصب والخداع الاستراتيجى وفقا لطبيعة كل مرحلة بدون أدنى تراجع عن أسس وثوابت المشروع الصهيونى؛ فما كانوا يقبلونه فى مرحلة ما، سرعان ما يرفضونه لاحقا وفقا لتطور ميزان القوى الاقليمية والدولية الصاعد على الدوام لصالحهم:

  • ففى 1897-1922 وكان عددهم فى فلسطين لا يتعدى 60 الفا، اكتفوا بطلب اقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين بدون دولة، ولكن حين بلغ عددهم 650 الفا فى 1947، طالبوا بدولة لليهود.
  • وقبلوا فى بادئ الأمر بـقرار التقسيم الذى وهبهم 55% من أرض فلسطين، ولكنهم عادوا واستولوا على 78 % فى حرب 1948.
  • وبعد عدوان 1967، ادعوا قبولهم بالقرار 242 القاضى بالانسحاب الى حدود 4 يونيو 1967، ثم رفضوا لاحقا اى انسحاب الا من سيناء مقابل انسحاب مصر من الصراع.
  • واليوم يحتلون الجولان وكل فلسطين ويعلنون ضمها ورفض الانسحاب منها.
  • وحتى تلك الاراضى العربية التى ينسحبون منها او التى لم يقوموا باحتلالها بعد، فانهم يفرضون قيودا على وجود وتسليح القوات العربية فيها كما فعلوا مع مصر والاردن.
  • ويفرضون مع الامريكان شروطا على طبيعة انظمة وحكام الدول العربية كما قال د. مصطفى الفقى عام 2010 من ان رئيس مصر يجب ان توافق عليه امريكا وتقبل به (اسرائيل)، وكما قال آفى ديختر وزير الامن الداخلى الاسبق عام 2008 بانهم انسحبوا من سيناء على ان يعودوا اليها اذا تغير النظام فى مصر لغير صالح (اسرائيل).
  • ويفرضون وشروطا وقيودا صارمة على جملة تسليح الدول العربية مجتمعة.
  • ويضعون فيتو على اى سلاح نووى عربى او ايرانى.
  • ويعطون لانفسهم حقوق السيادة والقصف والعربدة كما يشاءون فى السماوات العربية فى سوريا ولبنان والعراق وتونس والسودان وغيرها.
  • ولست جرائم القتل والابادة اليومية لأهالينا فى فلسطين سوى ترجمة واقعية لطبيعة الكيان ومشروعه.  

***

لا جديد فى تصريحات وزيرهم ولا جديد فى (اسرائيل) أو فى حكومتها الجديدة؛ فهم لم يتنازلوا أبدا عن الصهيونية، وانما المشكلة الحقيقة فينا نحن حين تخلينا عن عروبتنا وعن ثوابتنا فتنازلنا عن أوطاننا واعترفنا بشرعية هذا الكيان العدوانى الباطل.

وسوم: العدد 1025