حول مقال إيال زيسر... والتغيير الديمغرافي في المنطقة

تفريعة: حول مهمة أجهزة المخابرات حول العالم، وكيف يستفيد موظفِوها منها..

المهمة الأساسية لأجهزة الاستتخبارات العالمية: هو تنسم الأخبار، وجمع المعلومات، والتأكد من صحتها وجديتها، وتقديمها لصانع القرار، للاستفادة منها وتوظيفها.

الميدان الرئيسي لعمل أجهزة الاستخبارات العالمية هو تتبع أخبار "الآخر" بالدرجة الرئيسية، ولكل أمة أو شعب، آخرَها أو آخرَه.

ليس من مهمة أجهزة الاستخبارات حول العالم سلخ فروات رؤوس الناس!!

ولا تتبع أخيار غدائهم وعشائهم. "وماذا قالت: الأم لطفلها، ولا الحبيب لحبيته.."

عبارة "ما تقول الأم لطفلها وما يقوله الحبيب لحبيبته استعيرها من أسلوب المبدع جبران خليل جبران، وليس من صناعتي"

المهم في كل ما أكتب في هذه التفريعة: هو أن الدول تدفع كل الأثمان الباهظة للمعلومة، لتوظيفها والاستفادة منها: حذرا أو مبادرةً، وليس لتتباهى بها على صفحات الإعلام…أو لتوزعها على بعضها للتسلي أو للتباهي على طريقة السبق الإعلامي!!

كثيرا ما يقول بعض الناس معتذرا عن تقصير وقع، أو عن جنابة ارتكبت : ما علمتُ!!

قال عمر رضي الله عنه للأعرابية الجائعة وبنيها على تخوم المدينة المنورة، وقد قالت له: الله بيننا وبين عمر!!

قال عمر معتذرا لنفسه، وهي لا تعلم من هو: وما يدري عمر بكِ!! أجابته

يتولى أمرنا ثم يغفل عنا!!

هذا كلمة حق، يحق لكل سوري مضيع يقولها!!

وبعدُ

 منذ الأمس يمطرني الأحباب: بمقال: إيال زيسر عن اقتلاع السنة من قلب الشرق العربي، العراق وسورية، ولبنان معا، كتبت لكم منذ أيام عن نواح صادر عن الفاتيكان، على مصير مسيحيي الشرق، تمنيت عليهم فقط، أن يجدوا مكانا لذكر الملايين.

إيال زيسر الألماني الاسرائيلي الذي أتحف المشهد السياسي منذ ٢٠٠٥ بكتابه "باسم الأب" عن سنوات حكم بشار الأسد الأولى، كان الكتاب رسالته للشهادة العالية، يحكي لنا حكاية بشار الأسد الرئيس الشاب الواعد، الذي ظل يحكم باسم أبيه..واليوم يسمح لإيال زيسر أن يرفع الستارة عن بعض المعلومات الإضافية، أو التبشيرية..

ماذا يحدث في المنطقة، وماذا سيحدث حول المنطقة؟

وأول سؤال لنا: ما هي مصلحة إيال زيسر، في هذا التوقيت بهذا النحيب..

حسنا أعزائي أحبابي..

قد قرأنا مقال إيال زيسر، وعلمنا ماذا فيه، وماذا يجري حولنا، وإلى أين نحن ذاهبون!!

فماذا بما علمنا نحن فاعلون..؟؟

حفظونا يوم كنا قادرين على الحفظ:

وعالم بعلمــــه لم يعملــــــــــــــــــــــــن

معذب بقبره قبل عباد الوثن

"بلبلة" وهو اللقب الذي أطلقناه منذ عقود، على "النيفكتر" الذي صار مرجعا في دلاللتنا على الطرق، تخبرنا أننا أمام انهيار في الطريق كبير…

والمعلومة أصبحت عندنا جميعا نتداولها، وربما نتباهى بها، هي تشبع بعض جوعتنا لشعور الضحية، وللنهمة الطائفية، وربما لأمور أخرى..

السؤال الأهم؛ ماذا سنعمل إزاء ما علمنا بعد قراءة مقال إيال زيسر "عن التهجير الكبير" شيء ما يذكرنا بسفر إرميا وحكاية السبي البابلي الكبير!!

من أجمل عادات العرب في الجاهلية: أنهم كانوا لا يبكون قتلاهم قبل الثأر لهم!!

وأسمع صوتا من خلفي ينادي: يا شوفير ادعس بنزين، على المية وتسعة وتسعين لا تخاف من البوليس نحن طلاب التجهيز..!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1044