ما حقيقة ظهور حركات ومجالس عسكرية علويّة مناهضة لجرائم الأسد؟

هل تنطبق على الضباط العلويّين الذين تنادوا لتشكيل حركات مناهضة لنظام المجرم بشار الأسد التي تقول: "لأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبدا"، أم لشعورهم أن المركب الذي يقوده المجرم بشار الأسد قارب على الغرق ولا بد من اتخاذ قرار القفز منه، فقد أعلنت قبل أيام ما سمت نفسها "حركة الضباط العلويين الأحرار" في بيانٍ مصور، قالت إنه من الجبال المُطلة على مدينة القرداحة مسقط رأس رئيس النظام المجرم بشار الأسد، عن دعمها الكامل لـ"حركة التحرر الوطني السوري" والانضمام إلى "المجلس العسكري السوري" بقيادة العميد مناف طلاس.

وألقى ثلاثة ضباط برتب مختلفة البيان المصور، مؤكدين من خلاله، أن الهدف من الانضمام للمجلس هو "التمسك بالمشروع الوطني المُعلن في انتقال سورية إلى دولة القانون من خلال تأمين فترة الحكم الانتقالي، وضمان بيئة آمنة محايدة وفق القرار (2254) والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأوضحت الحركة، أن "السلم الأهلي المستدام مستنده الأساس العدالة الانتقالية بمحاكمة مجرمي الحرب وتجار الدم والدين ومن أي طرف كانوا وتحت أي راية مارسوا جرائمهم"، مشددة على "حصانة الدم السوري"، وأنها لا تحمي ولا تقدم الغطاء لأي منهم، متعهدة بـ "تسليم كل من أجرم بحق الشعب السوري للعدالة المختصة باعتبار أن القاتل والمجرم لا دين ولا طائفة ولا إثنية له، وأن لا حصانة لأحد أمام العدالة والقانون".

وأكدت الحركة على "ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين وسجناء الرأي وتبييض السجون السورية، ومراعاة قيم وحقوق الإنسان، والكشف عن مصير المفقودين والمقابر الجماعية، ومعالجة قضايا التغيير الديمغرافي، وطرد إيران وأدواتها ومحاربة كافة أشكال التطرف والإرهاب وإخراج جميع القوى الأجنبية من سورية".

وأشارت الحركة لجهدها في "كشف بعض جرائم الحرب، بالتعاون مع الجانب السياسي في فريقنا، وخلال فترة لاحقة تظهر بعض نتائج هذا الجهد في المؤسسات الدولية ذات الصلة"، مُشيرةً إلى أن "هذه الخطوات جزء من مسار طويل تُوج بميثاق باريس في الثالث من فبراير/ شباط عام 2018".

نشأة حركة التحرر الوطني السوري

بعد التواصل مع أحد الضباط الفاعلين في "حركة التحرر الوطني السوري" على توضيح؛ نقلا عن المحامي عيسى إبراهيم، وهو الناطق الرسمي باسم "حركة الضباط العلويين الأحرار"، بين خلاله، أن "الحركة واقعية وموجودة بشكل تنظيمي ابتداء من عام 2017 بعد أن كانت نشاطاً منفرداً، أو فئوياً لكل ضابط، أو صف ضابط، أو عنصر قبل ذلك".

وأوضح الضابط الذي فضّل عدم ذكر اسمه، نقلاً عن المحامي عيسى إبراهيم، أن "الحركة تعتمد مبدأ الخلايا الصغيرة وعدم ارتباطها بشكل أفقي، بل ارتباط كل خلية بشكلٍ عمودي عبر رأسها بالقيادة، نظراً لطبيعة النظام التي يعرفونها والتي ستجعلهم صيداً سهلاً للأسد الابن ومواليه في الجيش والأمن والمؤسسة الدينية والمؤسسة الاقتصادية وغيرها؛ وفعلاً كُشف قادة بعض الخلايا من الضباط من قبل النظام في ما بعد، وتم قتلهم من قبله، وأُعلن من قبله عن مقتلهم وبأنه تم من متطرفين".

وكان ضباط عسكريون برتب مختلفة منشقون عن النظام السوري، قد عقدوا اجتماعاً باسم حركة التحرر الوطني السوري التي يقودها العميد مناف طلاس، وذلك ضمن مدينة عفرين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمال محافظة حلب، شمالي سورية.

وأكد الضباط في بيان صدر عقب الاجتماع حينها، أن الحركة تهدف إلى تغيير النظام وتمكين الشعب السوري، مشددين على أن المجلس العسكري السوري هو من أطلق حركة التحرر الوطني، ولكنه لن يكون وصياً عليها، بل سيكون ذراعها التنفيذية والداعم لسياساتها وتوجهاتها.

أول تجمع سياسي علوي معارض

كانت حركة "غد سورية" هي أول تنظيم سياسي يجمع العلويين السوريين المعارضين لنظام بشار الأسد وحكمه، بهدف الانعتاق من استبداده، ورفض ربط مصلحة الطائفة العلوية ببقاء الأسد في السلطة.

تأسس تيار "غد سورية" في 20-21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في العاصمة التركية اسطنبول، بحضور أبرز قيادات المعارضة السورية ورموز من مختلف مكونات الشعب السوري، ووضع التيار لنفسه في البيان الختامي لمؤتمره التأسيسي هدفا رئيسيا يتمثل في "استعادة أهداف الثورة في بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، والوقوف ضد كل مشاريع التقسيم، والتأكيد على وحدتها أرضا وشعبا، وعلى الهوية السورية، كفيصل في الانتماء الوطني".

كما تعهد التجمع السوري المعارض الجديد بأن يكون رافدا جديدا للمعارضة السورية، وأن يكون مفتوحا على كل المكونات، ورغم أن دعاة تأسيسه ينتمون بالأساس للطائفة العلوية، فإنهم لا يدَّعون تمثيلها.

ينتمي تيار غد سورية للطائفة العلوية، ويؤكد أنها "مكون أصيل من النسيج السوري، يمتلك -كباقي مكونات الشعب السوري- الرغبة في الانعتاق من الاستبداد، والأمل في العيش بكرامة وحرية"، ويؤكد مؤسسو التيار المشكلين للتيار يسعون لتفكيك البنية الحاضنة للنظام الحاكم، بعد تواصل مسلسل الإجرام وتمسك نظام بشار الأسد المجرم بالسلطة واعتماده على الطائفة العلوية، اختيار فريق من أبناء الطائفة يعارض منهج حكم النظام المذكور، الجهر بموقفهم وتأسيس تيار أرادوه "صوتا من قلب الطائفة لا يدعي تمثيلها، وإنما يتوجه إليها متفهما هواجسها ومصالحها".

ترميم التشويه التاريخي لبنية الطائفة العلوية

ويحاول التجمع العلوي "ترميم التشويه التاريخي الذي لحق بالبنية الاجتماعية والفكرية والسياسية لأبناء الطائفة، محاولا بذلك إعادة صياغة علاقتها بمن حولها من السوريين". وذلك خوفا من مزيد دفع البلاد في الحرب الطائفية، والحيلولة دون تحويل سورية إلى ساحة صراع مذهبي أو عرقي أو طائفي، بحسب رؤية التيار.

وحمّل البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لتيار "غد سورية"، بشار الأسد - الذي ينتمي ومعظم أركان حكمه إلى الطائفة العلوية-وحكمه المسؤولية الكبيرة عن "فوضى السلاح والجيوش، وتدخل الغرباء في كل مفصل من مفاصل البلاد".

بشار الأسد هو المسؤول الأول عن العنف وتصاعد الطائفية

وأوضح البيان أن "الأسد هو من استدعى العنف بإصراره على الحلول الأمنية والعسكرية، وهو المسؤول ابتداء عن تصاعد الأعمال الطائفية التي جاءت نتيجة لجرائمه الطائفية المتعمدة أصلا للوصول إلى ما نحن فيه".

وزاد أن سلطة الأسد وحلفائه عملت على مرّ خمسين عاما وأكثر "على تعزيز العبث والتلاعب بالانتماءات الطائفية والقبلية والعائلية في المجتمع السوري، مستغلا ذلك لتحقيق مصلحته ومشروعيته في البقاء، على حساب تراجع الانتماء والوعي الوطني، مما ولد الإحساس بالاضطهاد، وكان للطائفة العلوية النصيب الأكبر في عملية التخريب تلك، إذ عمد إلى ربط مصلحة الطائفة ببقاء الأسد في السلطة".

كل تواجد أجنبي على الأرض السورية هو احتلال

واعتبر التيار في بيانه أن "كل تواجد أجنبي على الأرض السورية بمثابة احتلال واضح وصريح، سواء أكان هذا التواجد عبر القوة العسكرية، أو عبر تقديم الدعم لقوى غريبة عن البلاد وأهلها وأهداف ثورتها وما يطمح له السوريون في وطنهم".

وشدد على أنه "لا يمكن اعتبار كل من حمل السلاح في وجه بطش الأسد وجرائمه ثائرا، كما أنه لا يقبل بحال أن تتحول سورية إلى مناطق نفوذ لفوضى السلاح، أو أمراء الحرب، ومن هنا بات من الضروري استعادة البوصلة التي انطلقت الثورة على أساسها، ووضع توصيفات للعمل الثوري لفصله وتمييزه عن الأعمال الجنائية".

ورحب خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة "في حينها"، بتشكل تيار غد سورية، معتبرا أنه مساهمة في بناء الهوية الوطنية التي افتقدها الشعب السوري بسبب نظام الأسد، وقال إنه لا يمكن الخروج من ثنائي النظام والإرهاب، إلا بالحرص على المجتمع المتنوع وبالتشارك الحقيقي لبناء الوطن والوحدة الوطنية.

إن على كل معارض وثوري سوري مهما يكن انتماؤه السياسي والاجتماعي والديني أن يقدم خطاباً وطنياً جامعاً فإذا ما فعل فسرعان ما يقترب عموم السوريين منه نابذين مخاوفهم وأوهامهم... فما يخرج من القلب سواء كان حباً أم كرهاً يصل إلى القلوب".

هذه الجملة كانت من أواخر ما انتهى إليه الحوار الذي أجرته بعض وسائل الإعلام مع فراس سعد المعارض السوري المنحدر من الطائفة العلوية، الذي تناول فيه محاور عدة، مركزين على التململ والتوترات التي تشهدها الحاضنة "العلوية" لبشار الأسد، وما يمكن أن يتمخض عنها، بعدما أوصلهم وسورية إلى مستنقع الفقر والجوع والذل أمام الحليف والخوف من أبناء الوطن.

وخلال الحوار أجاب فراس عن كثير من الأسئلة التي تدور في خلد جمهور الثورة والمعارضة عن العلويين وإيران والإسلاميين وصيدنايا والإرهاب والمستقبل وعن حياته الشخصية وأسباب معارضته للأسد حتى ما قبل الثورة رغم أنه من الطائفة "المدللة"، كما يعتقد جلّ السوريين.

رغم الغليان الذي يشهده الساحل السوري وارتفاع أصوات علوية مناهضة لنظام أسد مؤخراً إلا أنّ فراس سعد لا يُرجح أن يثور العلويون على بشار الأسد رغم كل الظروف المعيشية والإنسانية التي أوصلهم إليها، دون أن يستبعد ذلك تماماً، لكن ضمن شروط وظروف معينة، لا يبدو أنها موجودة حالياً.

يقول سعد: لم يعرف عن العلويين تاريخياً أنهم كانوا أهل ثورة أو تمرد على الأوضاع القائمة فلا يوجد في تاريخهم منذ أربعة قرون أي ثورة على السلطة السياسية، بل كان العلويون يميلون تاريخياً إلى موالاة السلطة الحاكمة.

مع ذلك يرى إمكانية انتفاضتهم في ظروف أو شروط محددة وهي انتفاء الخوف من "الإسلاميين المتشددين"، وتغيير حقيقي في بنية الثورة والمعارضة لإنتاج خطاب وطني جامع، عندها يمكن أن يحدث تمرد من نوع ما في الساحل ربما عسكري أو مسلح أكثر مما يمكن أن يكون احتجاجاً عاماً أو تظاهرات، فاللجوء إلى السلاح أسهل وأبسط فهو متوفر وأقل تعقيداً من الاحتجاج المدني وهو الأقوى في التعبير وإعلان المواقف.

بالمقابل يؤكد سعد أن الأسد لا يخشى من تمرد مسلح بل يخشى من تمرد شعبي منظم احتجاجي حتى لو كان يحمل مطالب معاشية كما حدث سابقاً في السويداء.

وفي رده على سؤال ما هو أكثر شيء يخيف العلويين في سورية؟، يقول سعد بدون تردد الإسلاميون المتشددون، ويكاد يكون الوتر الوحيد الذي عزف عليه النظام لإجبار الحاضنة العلوية أن تبقى تحت سيطرته، فهو استطاع بشكل احترافي استخدام خطابهم لتخويف ليس العلويين فقط بل كل الأقليات.

ولكن ألا يعلم العلويون أن كل الإسلاميين إن صح التعبير وهنا نقصد المتشددين، هم خريجو معتقل صيدنايا؟

"لا يعلمون أبداً بهذه الحقيقة، بل جزء كبير جداً منهم لا يتخيلون أن خبث العصابة الحاكمة يمكن أن يصل لهذه الدرجة.. نحن أمام مجتمع جاهل سياسياً تماماً، ومجتمع جاهل ثقافياً أيضاً، فكيف يمكن أن يشكك؟ الشك يأتي من المعرفة".

ثم يدلل سعد على كلامه بقوله: أخبرتني سيدة علوية معارضة للنظام أنها أثناء خروجها من مبنى أحد الفروع الأمنية في دمشق انتبهت إلى وجود رجلين مسلحين أمام مبنى الفرع بلحى طويلة ولباس يشبه لباس الإسلاميين المتشددين يحملون السلاح كما لو أنهم حرس لمبنى فرع الأمن الأمر الذي صعق السيدة".

ويضيف كيف يمكن لأسرة ريفية أن تشك بأن ابنها عنصر الأمن الذي يفترض به أن يحمي الشعب من الإرهابيين قد يكون هو نفسه الإرهابي؟ وكيف لأسرة تربى أفرادها في مدرسة الأسد والبعث وعبر وسائل إعلام تغرس صباح مساء فكرة قداسة الرئيس ونزاهته عن الخطأ وأنه حامي البلاد والعباد وأن يتخيل معظم عوام الطائفة أنه هو نفسه من يسرق البلاد ويبيع مؤسساتها لإيران وروسيا؟!.

وفي هذا السياق يستشهد سعد بفيديو قديم عمره 5 سنوات لأحد قادة ميليشيات أسد الطائفية، يذكر أن ضباطاً كباراً وبالاسم يتعاونون مع "جبهة النصرة" ويبيعونهم ذخائر ومعلومات.

ويضيف، نعم؛ النظام ينفخ في خطاب التكفيريين وينشره بواسطة أجهزة مخابراته ومخبريه وأحزاب السلطة والجبهة الوطنية التقدمية في الأوساط الشعبية ليحرك مخاوف وجودية عميقة خاصة لدى الأقليات، فمشروع الدولة التي تقدمه داعش، هو سابقة في التاريخ الإسلامي نفسه فكيف يمكن للأقليات غير السنية وغير المسلمة أن تقبل بهذا البديل عن النظام إذا كان جزء كبير من السنّة لا يقبلون به؟.

نماذج من إسلاميين متشددين استخدمهم الأسد

هناك نموذج ذكره سعد عن أحد الإسلاميين الذين استخدمهم نظام أسد في ضرب الثورة من جهة وتخويف الحاضنة من جهة، إنه أبو أيمن العراقي زعيم ما يسمى "دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام" في الساحل وهو المتهم بقتل أبو بصير اللاذقاني القيادي في الجيش الحر على جبهة الساحل".

يقول سعد "هناك شخص إسلامي آخر معروف كان في معتقل صيدنايا واسمه نديم بالوش وهو من اللاذقية ويقال إنه كان ذو حظوة عند اللواء آصف شوكت، وقد هدد باستخدام الكيماوي ضد الأسد ومناطق العلويين، ليساهم في تسويق كذبة روجها النظام والروس لاتهام قوى الثورة والمعارضة بقصف المدنيين بالكيماوي.

النظام المجرم برع باللعب على وتر الطائفية والإسلاميين المتشددين

المقصود هنا، (عموم الحاضنة الموالية وليس كبار الشبيحة والمجرمين المعروفين لكل السوريين).

لقد برع نظام أسد باللعب على وتر الطائفية والإسلاميين المتشددين فاستخدم خطابهم لتخويف الأقليات لا سيما العلوية، والمسيحيون والأقلية العلمانية أيضاً، فكان ينفخ في خطاب التكفير وينشره بواسطة أجهزة مخابراته ومخبريه وأحزاب السلطة والجبهة الوطنية التقدمية في الأوساط الشعبية الأمر الذي حرك مخاوف وجودية عميقة في تلك الأوساط الأمر الذي دفعهم للوقوف مع النظام ضمنياً أو فعلياً.

يضيف سعد بأن هذا الخطاب لم يستخدمه في إخافة العلويين وأقليات أخرى فقط بل حتى بعض السنة، من أسر تجارية وصناعية عريقة، لا سيما في حلب ودمشق فكل هذه الشرائح الاجتماعية لا يناسبها حكم إسلامي متشدد ولا يناسبها دولة شريعة لأسباب اجتماعية تاريخية ونفسية.

الخطاب الوطني المطلوب

الحل من وجهة نظر سعد ينبغي أن يشمل جميع السوريين ليطرد كل فريق خوفه من الآخر.." إن على كل معارض وثوري سوري لأي جهة سياسية انتمى ومن أي جماعة أهلية انحدر أن يقدم خطاباً وطنياً جامعاً، فإذا ما فعل؛ فسرعان ما يقترب عموم السوريين منه نابذين مخاوفهم وأوهامهم ... فما يخرج من القلب سواء كان حباً أم كرهاً يصل الى القلوب".

مخاوف الطائفة العلويّة

مخاوف الطائفة العلويّة، كما يقول سعد، جعلتهم يقفون إلى جانب نظام الأسد المجرم، ولكن في الوقت نفسه ليس هناك من مبرر لهم أو لجزء منهم في ارتكاب المجازر والغوص في دماء الأطفال والأبرياء.

ويرى سعد أنه لا مستقبل للعلويّين ولا لأي جماعة سورية أخرى بعيداً عن بقية السوريين، مصيرنا مشترك في السراء والضراء، النظام أحرق الطائفة وأحرق جميع السوريين، ومن يظن نفسه سينجو من المحرقة السورية فهو واهم"، لذلك فهو يدعو جميع السوريين للعمل معاً لتجاوز هذه المحرقة ووضع أسس لمستقبل آمن يؤسس على مبادئ الدولة الحديثة وأهمها المواطنة المتساوية والعدالة، ويشدد على أن   العدالة تقتضي في المرحلة الانتقالية محاسبة مجرمي الحرب وتعويض المتضررين من الحرب مادياً ومعنوياً.

إيران هي سيدة الإجرام في سورية ومسوقته

لقد ألمح سعد في حديثه إلى أن إيران كانت تتهيأ للتدخل المباشر في سورية وتنفيذ مخططها في التغيير الديمغرافي قبل انطلاق الثورة بأعوام.

ويؤكد سعد قائلاً: "أنا أجزم أنه لولا إيران لم تذهب الأمور إلى الحل العسكري بعد انطلاق الثورة، وما كان على السوريين أن يدفعوا كل تلك الكلفة الباهظة البشرية والمادية لولا تدخلها".

ويقول سعد: إن ما يمكن ذكره في هذا المضمار هو ما كتبته صحيفة إلكترونية قبل الثورة وهو أن طاقم الحرس الخاص ببشار الأسد استبدل من قبل الإيرانيين ابتداء من سنة 2005 حتى أن هناك معلومات تشير إلى أن الإيرانيين استبدلوا حرس حافظ الاسد ابتداء من سنة 1998.

وبناء على ذلك، فلا شك أن الإيرانيين كانوا يديرون أو يشرفون أو يتدخلون في أكثر المسائل حساسية داخل سورية.

التنسيق بين مجرمي الحرب بشار وماهر الأسد والإيرانيين

ويقول سعد: إن ما ذكرته في كتابي حول أن ماهر الأسد كان ينسق مع الإيرانيين قبل الثورة فقد يكون ماهر وبشار ركيزتا إيران في سورية وقد يوجد سواهما، فالدول المحتلة لبلد ما لا تضع بيضها كله في سلة واحدة ولا حتى في سلتين.

المصدر

 

*الجزيرة-1/12/2015

*العربي الجديد-12/8/2023

*أورينت-15/8/2023

*عنب بلدي-11/8/2023

وسوم: العدد 1046