تهديدات نتنياهو والوساطة والضربة الافتتاحية

بعد العمليتين الأخيرتين في حوارة والخليل  التي قتل فيها ثلاث مستوطنين وأصيب ثلاثة اخرين لم تعترف  المنظومتين الأمنية والعسكرية بإخفاق المنظومة السياسية في معالجة التوتر في الضفة الغربية برمته و وضع حلول جذرية بالاعتراف بكافة حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير المصير ,بل انهما انساقتا وراء حرف نتنياهو البوصلة عن قدرة الفلسطينيين علي مقارعة المحتل وايلامه وتهديد مستقبل الاستيطان برمته في الضفة الغربية عنما عزا الامر لتوجيه ايران لمثل هذه العمليات وتمويلها بالسلاح والمال وكان الفلسطينيين لا يستطيعوا المقاومة او ليس لديهم مقدرة لتنفيذ عمليات فدائية الا عندما تأذن ايران بذلك , محاولة  احتلالية بائسة لتوظيف الملف الإيراني لخدمة اهداف نتنياهو الشخصية في التغلب على المعارضة وتصوير ان كيانه يتعرض للتهديد ما يتطلب توحيد الجهود والصفوف بين المعارضة و الائتلاف لتستطيع حكومته مواجهة التحديات وتنفيذ برامجها التهويدية ومخططاتها لحسم الصراع في الضفة الغربية والقدس دون مقاومة فلسطينية تعيق وتسقط هذه البرامج وتشغل المنظومتين الامنية و العسكرية في محاولات استعادة الهدوء والاستقرار دون دفع اثمان سياسية او تنازلات سياسية للفلسطينيين.

 

الاعلام العبري يثير حملة تحريض جدية بالاغتيال لقيادات في حماس والجهاد , بالأمس خرجت صحيفة يديعوت احرنوت العبرية بتقرير تحريضي على اغتيال العاروري واصفة إياه " بالرجل المميت "  واعتبرته اخطر شخص واهم شخص في حماس بالخارج وقال التقرير ان الرجل يمسك بالخيوط كلها في الضفة الغربية وهو الذي   هدد قبل يومين بان عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات سيقود لحرب إقليمية متعددة الساحات ,واعتبرت الصحيفة ان دولة الاحتلال مهتمة باغتياله بشكل أساسي وقالت ان العاروري هو احد واضعي جدول الاعمال الفدائية في الضفة الغربية وهذا ما جعله قريبا جدا من محور الذي يري في الضفة والقدس أدوات مركزية في الصراع ضد الاحتلال. الاعلام العبري قال ان المصادر في المنظومة الأمنية والعسكرية تتهم العاروري بإعطاء الضوء الاخضر لرجال حماس في لبنان بأطلاق الصواريخ على مستوطنات الشمال بدولة الاحتلال في شهر رمضان الماضي ما ساهم في كسر منظومة الردع بين دولة الاحتلال ولبنان.

اليوم وجه نتنياهو تهديدا صريحاً للعاروري رئيس مكتب حركة حماس في الضفة بان من يقف وراء سلسلة الهجمات التي وقعت مؤخراً وحركته تقف ورائها وقال في مستهل اجتماع حكومته "ان من يحاول ايذائنا وتمويل العلميات الفدائية ويقف وراء تلك العمليات سيدفع الثمن غاليا", ووجه نتنياهو رسائل هامة  للجمهور الإسرائيلي مستغلا هذه الاحداث وقال " هذه ليست أياما سهلة، انها مليئة بالتحديات ويجب ان نوحد قواتنا ضد ما سماه بالإرهاب وضد الجريمة في المجتمع العربي وضد التهديدات الخارجية والداخلية التي نظمتها إيران الي حد كبير سنقف معا وسنهزمهم" . نتنياهو في هذه المرحلة يهيئ الجمهور الإسرائيلي لمعركة قد تطول ويوحي لهم بانه سيفعل كل ما يملك من جهد لردع حماس والجهاد لكنه في زات الوقت يناور ويحاول عبر الوسطاء الا يصل لهذه المعركة لان نتائجها غير معروفه له وقد تأتي بنتائج سياسية سلبية على صعيد المشهد الداخلي الإسرائيلي وعلى صعيد العلاقة مع غزة إذا خرج من هذه الحرب بدون ان يحقق اهداف كبيرة تفضي لتهدئة طويلة في غزة والضفة واستطاع في ذات الوقت ان يحيد مقاومة غزة عن الضفة ويضمن عدم تدخل أي من حماس والجهاد في العمل المقاوم هناك.

الوسطاء لم يوقفوا مساعيهم وخاصة مصر التي تبذل جهد على مدار الأيام الماضية  وفي الوقت الحالي لنزع فتيل أي مواجهة محتملة وهي التي تلقت رسائل ساخنه من الطرفين نقلت ما نقلته وبنت جهودها على أساس ما يعتبر اخطر هذه الرسائل، هآرتس قالت "ان إسرائيل أبلغت الوسيط المصري انها نفضت ايديها من جميع  التفاهمات  الأخيرة التي ابرمت مع الفصائل وخاصة حركة الجهاد الإسلامي والتي افضت الي وقف عدوان اسرائيل في أيار الماضي والتي نصت على وقف الاغتيالات",  وكانت مصادر قد أفادت ان رسائل عديدة وصلت الي قيادتي حماس والجهاد من اكثر من مصدر ووسيط مفادها ان دولة الاحتلال ذاهبة اتجاه تنفيذ عمل عسكري عدواني ضدهما وان عليهم اخذ الحيطة والحذر.  الجهود متعثرة لان طلبات دولة الاحتلال فوق المستحيلة وهي تطلب تهدئة طويلة الأمد في غزة وتطلب تحييد المقاومة في غزة عن أي عمل مقاوم بالضفة الغربية سواء امداد رجال المقاومة هناك بالمال او بالسلاح او توجيه تنفيذ أي اعمال مقاومة دون ان تعطي دولة الاحتلال أي ثمن سياسي او غير سياسي لذلك هي فقط تريد بالقوة والتلويح بمزيد من القوة ابرام تفاهمات مذلة للمقاومة الفلسطينية وهذا ما يعقد المشهد وقد يقود الي مواجهة كبيرة.

 علي ما يبدا ان قرار العودة للاغتيالات قد اتخذ في الكابينت المصغر عشية عملية الخليل ودولة الاحتلال تسير في مرحلة جمع وتحديث المعلومات الاستخبارية حول بعض الشخصيات الكبيرة في الحركتين وخاصة العاروري في بيروت وعلى ما يبدوا انها يمكن ان تغتال بعض الشخصيات بطريقة غير تقليدية أي سراً وبعمل موسادي متقن الا  ان هذا فشل حتي الان بعد ان القت الاستخبارات اللبنانية وعناصر حزب الله القبض علي رجل للموساد وزوجته كانوا يجمعوا معلومات في الضاحية الجنوبية عن مكان اختباء السيد العاروري , ويبدو ان خطة الاغتيال قد تغيرت في هذه اللحظة ان لم يكن للموساد عناصر و وحدات خاصة مازالت تعمل على الأرض اللبنانية. دولة الاحتلال تجهز لضربة مفاجئة تفتتح بها هذه المواجهة تبدأ باغتيال عدة اشخاص في آن واحد بغزة ولبنان وتؤكد من خلالها للإسرائيليين انها حققت الردع المطلوب وبعدها ستدور المواجه لعدة أيام قبل ان يتوصل الوسطاء من جديد لوقف إطلاق النار هذا هو السيناريو المتوقع الا ان الغير متوقع قد يكون مدي شدة رد المقاومة الفلسطينية على عمل كهذا وهو الذي سيفاجئ بالتأكيد المنظومتين الأمنية والعسكرية بدولة الاحتلال.  

وسوم: العدد 1047