أصحاب فقه العمالة

إن أصحاب فقه العمالة والمماحكات التافهة، من ذوي العمائم العفنة، ولكونهم مداهنين ومطايا للسياسيين، يكون همٌهم الأول والأخير مصالحهم الدنيوية، ضربوا الشرع عرض الحائط، وتلاعبوا بالدين كيفما شاءوا، باعوا دينهم بدنياهم، وركضوا على مزاياهم، ركض النعاج على العلف، بكل سفالة وجلف، نعِمَ السلف وبئس الخلف.

بدلا من الاسترشاد بتعاليم السماء لدفع الشعوب المقهورة والمستعبدة للانتفاضة على الطغاة والظالمين، فإنهم يعطوهم جرعات متتالية من المورفين والقات، فيعشوا في فضاء الغيبيات، ويضيعوا الحياة والممات، ومن هذه الجرعات:

ـ المكتوب على الجبين تراه العين (لازم تشوفه العين).

ـ إنها مشيئة الله، ولا إعتراض على حكم الله.

ـ هكذا هي الحياة، إنها أرادة الله عزٌ وجلٌ.

ـ المهم حياة الآخرة وليس حياة الدنيا.

ـ إن المستضعفين أحباب الله.

ـ الفقراء مأواهم الجنة.

ـ كن مظلوما ولا تكن ظالما.

ـ الأجر على قدر المشقة، فأجرك عظيم عند الله.

ـ أكثرية أهل الجنة من الفقراء.

ـ الفقير حبيب الله.

ـ الزهد من صفات النبي والصحابة والأتقياء.

ـ ازهد في دنياك، تؤجر في آخرتك.

ـ الفقر زادك في الآخرة.

هكذا يستمر التخدير من حين لحين، حتى يترسخ الجهل المبين في عقول العوام الساذجين، ويعيش أصحاب العمائم بثراء ورخاء، على حساب خمس الفقراء، يزعموا انهم من نسل النبي المصطفى، وما كان للمصطفى ولدا، قال تعالى في سورة الأحزاب/40 (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)).

إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، أنعم الله عليها بالجمال والثروة والطبيعة الساحرة والخيرات، لكن الطغاة والمعممين شوهوا صورة تلك المكرمة الربانية الرائعة، وأنكروا النعمة، وجعلوها نقمة، وهذا ديدن الناكرين، ألا لعنة الله على الظالمين.

عندما تضيق حدقة الحكام تتسع حدقة المحكومين. وتتوسع عيون المقهورين، تبقى مرفوعة أيادي المظلومين متذرعة مبتهلة لرحمة رب العالمين.

دعوة المظلوم على الظالم مستجابة، انها سهم دقيق الإصابة، كيف لا وهي دعوة للحبيب، دعوة لا يمكن أن تخيب.

وسوم: العدد 1047