"طوفان الأقصى" معركتنا ومعركة كل حر شريف.. من الأدب إلى السياسة الذاتية والنرجسية

أتابع على العديد من صفحات أحبابي السوريين المكلومين، ومن الاخوة العقّل ممن يؤنس برأيهم، كلمات ومواقف ما تصورت يوما أن تكون..!!

أنتم ونحن لا نشتق موقفنا من موجات سخط حين تسفينا بعض ريح الشمال!!

ومن أجمل ما في شرائع الإسلام أن ربنا تبارك ربنا، شرع لنا في صلاتنا قبلة واحدة ثابتة نتوجه إليها حيثما كنا، وكلما صلينا..!!

وفي حالة تضخم الذات أو النرجسية هذه يظن الإنسان أن كل حدث يحدث في هذا الكون الفسيح إنما يدور عليه، ويتعلق به…

كان ابن الرومي الشاعر العباسي يوما عازما على سفر، فلما أصبح دهم المكان الذي كان فيه مطرة قوية؛ فما رأى في هذه العاصفة المطرية إلا مكايدة من الدهر- كل الدهر لجنابه- فقال عن تلك الشتوة:

ولم أســــقها بل ســــاقها لمكيدتي

تحامق دهر جد بي كالملاعب!!

وتخرج ابنة طريف بدوية مكلومة بموت أخيها ابن طريف، في منطقة الخابور- انتبهوا الخابور في الجزيرة السورية العربية قبل الإسلام- فترى شجر الخابور زاهيا مورقا فتسأله بوله:

أيا شــــجر الخابــــور ما لك مورقــــا

كأنك لم تجزع على ابن طريف؟؟

بعض الفوضى التي تسود مشهدنا نحن السوريين، وعلى ألسنة بعضنا، في صياغة موقفنا من عملية "مجد الأقصى" و "مد الأقصى" و "طوفان الأقصى" ربما تنبع من مثل هذه المشاعر المكلومة المتألمة…

المعركة في فلسطين معركتنا. معركة الأمة جميعا. وإيران وملاليها وطواقمها أبعد الناس عنها. نحن الذين يجب أن نعلّم الناس هذا..

ومعركة مثل معركة "مجد الأقصى" لا بد أنها مقررة ومعد لها منذ شهور طويلة، ويريد أخوة أحباب أن يربطوها هذا الصباح بحادث تفجير الكلية الحربية في حمص، التي ما يزال غريمها مجهولا بالنسبة لطالبي الحق، أو بحراك السويداء، أو بزيارة بشار الأسد للصين..

ويريد آخرون أن يصادروها لصالح كلمات واهنة شاذة خرجت من أفواه هذا وذاك من قادة المشهد الفلسطيني!!

"طوفان الأقصى" معركة من معارك الأمة الكبرى، وهكذا نرجو أن تكون، ونحن الأولى بها، وبمجاهديها وبالقائمين عليها، وبالمنخرطين فيها؛ ولا نملك حيالها إلا أن نقول: اللهم سدد رميهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، وكن لهم ناصرا ومؤيدا ومعينا..

اللهم انصرهم واخذل عدوهم..

يا فلسطين التي كدنا لما كابدته

من أســــــــــــــــى ننســــــــــــى أســــانا

نحن يا أخت على العهد الذي

قد رضعنــــــاه من المهــــد كلانــــا

     وأنتم أيها السوريون

بني ســــــــورية اطرحــــوا الأماني

وألقوا عنكم الأحــــلام ألقــــوا

فمن خدع السياسة أن تغروا

بألقـــــاب الإمــــارة وهـــــــي رق

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1053