ذكرى مجزرة

في كل مناسبة  تظل جرائم فرنسا تلاحقها إبان حقبتها الاستعمارية في الجزائر ، هذه الجرائم  التي لا يمكن أن تنسى ، ولا يمكن نسيانها بحال  ، تصنف في خانة الجرائم ضد الانسانية ، يحويها وثائق أرشيفها الأسود ، في أرشيف مخفي الذي لا تستطيع البوح به ، لأنه ببساطة يوثق ثقافة إجرام منظم ، لدولة مارست سياسة الإبادة والتصفية العنصرية لشعوب، ذنبها الوحيد المطالبة بحق تقرير المصير ، و حق نيل حريتها المسلوبة .

من هذه الذكريات الأليمة  في ذاكرة الشعب الجزائري ، جرائم السابع عشر أكتوبر 1961 ، حيث مكان الجريمة  باريس  ، ونفذت بأمر  رئيس الشرطة  موريس بابون خلال مظاهرة سلمية ، ضمت خمسا وستين ألفا من الجزائريين  ينادون بمطالب شرعية مناصرين ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ، التي تحملت مسؤولية إقامة دولة جزائرية ذات سيادة .

لعل من أهم أسبابها  حظر التجوال على الجزائريين ومنع حركتهم تضييق على أنصار الثورة في فرنسا ، فخرجت جماهير المتظاهرين للاحتجاج  في شوارع باريس ، فردت الشرطة ردا عنيفا همجيا ، وظفت فيه كل وسائل  من ضرب و إعدام و رمي  جثث الضحايا   في نهر السين كل ذلك  لإخماد لهيب الثورة  .

و عملت فرنسا على إعدام الحقيقة وطمسها ، بفرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام ومنع جمعيات حقوق الإنسان من حق الاطلاع على جريمة في حق الإنسانية،  

هذا العنف الذي لم تمارسه  أي دولة متحررة ، ومتشبعة بالقيم الحضارة الغربية المزيفة.

رغم إخفاء آثار الجريمة المكتملة الأركان ، والتي توثق لعنف الدولة ولجريمة عنصرية  اتجاه أبرياء سلميون .

وقد قيل أن الجرائم لا تسقط بالتقادم ، وها هي اليوم وبعد مضي المدد الزمنية الطويلة  ، و بعد ست عقود من تاريخ  ارتكاب الجريمة ، تقرّ فرنسا العجوز بجرائمها وتصحح بعض حصيلة  أرقام جرائمها الرسمية .

وفي هذا السياق  يوضح  الدكتور المؤرخ  محمد لحسن زغيدي أستاذ بجامعة الجزائر ، في هذا الخصوص في منتدى الذاكرة   :  " أن المهاجرين الجزائريين تمكنوا من تثبيت الحركة الوطنية بالخارج ، وكان لهم دور فعال في تدويل القضية الجزائرية بالأمم المتحدة ، من خلال الوعي والانضباط والهيكلة ،  التي تميزوا بها ، وكذا التزامهم التام بتعليمات فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا ".

عاشت الجزائر حرة مستقلة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار .

المراجع : 

- ويكبيديا

- محاضرة الدكتور محمد لحسن  زغيدي /منتدى الذاكرة 

وسوم: العدد 1054