الولايات المتحدة ودول أوروبية تشارك علانية حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وهي المسؤولة

الولايات المتحدة ودول أوروبية تشارك علانية حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وهي المسؤولة تاريخيا وأخلاقيا عن توطين الصهاينة في أرض فلسطين

 تناقلت وسائل الإعلام العالمية ، ووسائل التواصل الاجتماعي نبأ تسيير بريطانيا مسيرات فوق قطاع غزة ، و فوق البحر الأبيض المتوسط بذريعة الكشف عن أماكن الأسرى المحتجزين لدى حركات حماس ، وتزويد من يهمهم الأمر بالمعلومات الملتقطة جوا وعلى رأسهم الكيان الصهيوني . وذكرت الأخبار أيضا أن دولا أوروبية أخرى دخلت الحرب إلى جانب هذا الكيان وهي : فرنسا وإيطاليا ، وألمانيا ... وما خفي أعظم ، وهي تدعمه بالسلاح ، وبعضها أرسل حاملات طائرات إلى المنطقة . وتحدثت الأخبار أيضا عن قتال جنود بعضها جنبا إلى جنب مع الجنود الصهاينة، خلافا لما كانت تنفيه وتتستر عليه من قبل ،وقد كشف النقاب عنه وقوع أسرى بيد حركة حماس .

ومعلوم أن بريطانيا التي أعلنت عن تدخلها في الحرب عن طريق مسيراته بغرض التجسس على المقاومة الفلسطينية ، هي المسؤولة تاريخيا، و قضائيا، وأخلاقيا أمام الرأي العام الدولي عن توطين اليهود في أرض فلسطين جين كانت تحتلها ، ولم تغادرها إلا بعد المشاركة العسكرية إلى جانب العصابات الصهيونية المسلحة في تقتيل الفلسطينيين ، وتهجيرهم ، و بعد تأكدها من حلول احتلال صهيوني مكان احتلالها البغيض غادرت . ولا حاجة للتذكير بوعد وزيرها الصهيوني بلفور الذي يعد شهادة تاريخية صارخة بتورط بريطانيا في مأساة شعب لا زال إلى يومنا هذا يتعرض للإبادة الجماعية وللتهجير القسري ، و ترتكب في حقه جرائم حرب فظيعة استنكرتها جميع شعوب العالم . وما أشبه اليوم بالأمس كما يقال ، ذلك أن موقف البريطانيا يتجدد اليوم في قطاع غزة وعموم فلسطين حيث زوّد الجيش الصهيوني الغازي بالأسلحة والمسيرات البريطانية كما كان ذلك إبان احتلالها منذ ما يزيد عن سبعة عقود . ولا زالت بريطانيا مسؤولة تاريخيا ،و قانونيا ، وأخلاقيا عما عانى، ويعاني منه الشعب الفلسطيني المضطهد في وطنه السليب . ولقد كان على بريطانيا أن تقتطع لليهود جزءا من أراضيها ليكون وطنا قوميا لهم عوض تفويت أرض فلسطين لهم .

ومعلوم أيضا أن ألمانيا في عهد الحكم النازي ،كانت مسؤولة عما يسمى الهولوكوست ، فكان عليها هي الأخرى أن تعوض اليهود عما ارتكبته في حقهم من إبادة جماعية ، وذلك باقتطاع جزء من أراضيها ليكون وطنا لهم عوض اكتفاء قادتها بالوقوف عند النصب التذكاري المنصوب فوق أرض فلسطين المحتلة ليكون رمزا للهولوكوست ،ووضع أكاليل الورد عنده . و زيارة المستشار الألماني لتل أبيب عقب طوفان الأقصى من أجل مواساتها لن يمحو أبدا من ذاكرة اليهود ما ارتكبته النازية في حقهم من محارق . وها هو البلد المسؤول عن تلك المحارق يدعم اليوم الصهاينة وهم يرتكبون محارق في حق أطفال ونساء وعجزة ، ومرضى فلسطينيين ، وهو موقف في منتهى الخزي، والعار، والشنار، والدناءة ، والخسة . وتحاول اليوم الإدارة الألمانية مغازلة الكيان العنصري الذي تفوق نازيته نازيتهم . ولقد كانت هذه الإدارة من أول المؤيدين لإنشاء الكيان الثصهيوني فوق أرض فلسطين محاولة منها للتكفير عن لعنة الهولوكوست ، وكان الأجر بها أن تقتطع لهم وطنا فوق أراضيها كما أشرنا إلى ذلك .

وما قيل عن الإدارة الألمانية يصدق على الإدارة الإيطالية التي سجل التاريخ جرائم فاشيتها الفظيعة ، وهي اليوم تدعم الفاشية الصهيونية ، وتتودد إليها من أجل التغطية على فضائحها الفاشية التي سجلها التاريخ الذي لا يمكن أن تطمس معالمه أو تتلف سجلاته .

وأما الإدارة الفرنسية ، فهي متصهينة بامتياز كعادتها ، وقد كان رئيسها من أوائل من طاروا إلى تل أبيب للتعبير عن دعمهم اللامحدود للكيان الصهيوني بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر إلى جانب الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته الذي تحدث لوسائل الإعلام الصهيونية بصفته صهيونيا لا كمسؤول في الخارجية الأمريكية ليؤكد دخول الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني كما كانت دائما ، ولولاها لما استطاع هذا الكيان أن يستمر بقاؤه أكثر من سبعة عقود في أرض سلمتها له بريطانيا التي كانت تحتلها. وكان من المفروض أن تعود إلى أهلها بعد تصفية احتلالها ، وتسليمها لاحتلال بديل عنها .

وإنه لمن العار أن تتحالف كل هذه القوة النووية ضد شعب أعزل ليس لديه ما يحميه سوى مقاومته الباسلة والصامدة بأقل عدد وأقل عدة، والتي كشفت عن عورة الجيش الصهيوني ، وكشفت زيف أسطوريته التي كان يدعيها ، ويردد الغرب مقولته وراءه . لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية بطولتها التي حيرت تلك البلدان الغربية ، فهبت جميعها لإنقاذ الكيان الصهيوني من هزيمة نكراء سيذكرها التاريخ ، وتطلع عليها أجيال متعاقبة ، وسوف تدرس بطولات المقاومة الفلسطينية في كل الكليات العسكرية في العالم . وما ضاع حق وراءه طلاّبه المصرون على استرداده بمهجهم ، ودمائهم وصمودهم . عاشت فلسطين حرة ، وغزة عزيزة ، والموت لإسرائيل و والعار سيلاحق أبدا من يوالونها جليّهم وخفيّهم .ولله الأمر من قبل ومن بعد ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا نامت أعين الجبناء.

وسوم: العدد 1062