إلى مجاميع السوريين في ديار إقامتهم المؤقتة أو الجديدة

كونوا أكثر وعيا بحقيقتكم. وبطبيعة تهجيركم. ومن تسبب به، وحتى لا تختلط الأمور على البعض، سنظل نتساءل: من يحول بيننا وبين العودة، ومن الذي جعل سورية بلدا لا يعاش فيه إلا لزارعي الأفيون والحشيش، وصانعي الكبتاغون ومروجيه.

اعملوا جهدكم أن لا تعيشوا غربتكم أفرادا. الوحدة موحشة وقاسية ومنفرة، والشيطان بكل أساليبه على الواحد أقدر.

تعارفوا تآلفوا تعاونوا. أعلم أن للسوريين في وطنهم خيارات وأنماطا، فليألف كل قرين قرينه. وسيظل رجل مثلي يذكر ببائع المسك، ونافخ الكير.

جمع السوريين في كل مدينة أو قطر، يمكن أن يأتلف تحت عنوان أعرض، ثم عريض، ثم تحت لافتة. دائما يجب أن نجد لوجودنا الجمعي عنوانا.

الشيء الوحيد الذي يجب أن نحذره أن نكون تحت راية عنوان يخدم قاتلنا ومهجرنا…

أو ينقض علينا أصل ديننا ويقيننا وقيمنا. قد يتفاوت الناس بالالتزام، وقد تكون لهم في الحياة مذاهب ومشارب، وهذا لا يجوز أن يمنع اجتماعنا.

إذا تعذر أن يكون لنا في بلد مثل ألمانيا أو فرنسة أو السويد عنوان لتجمع واحد، فليكن لنا عنوانان أو ثلاثة، إذ ما أيسر أن يجدد المجتمعون اجتماعهم على القضايا..

ليست السياسة وحدها، وإن كنا غارقين في أوحالها، فمشاكلنا الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية كلها تحتاج إلى اجتماعنا..

حين يكون أكثر جيل المهجرين من الشباب، فمن الجميل أن يكون لنا مجلس أبوي، للاستشارة والاستنارة وتسهيل الاستدارة.

في علاقتنا مع المجتمعات التي استضافتنا..

لتكن فكرة العطاء حاضرة. والشكر على المعروف، والتوافق في كل ما يمكن التوافق عليه، والايجابية العملية. بعد نصف قرن من الهجرة، كان أشد أصحابنا علينا، من يجلس بين ظهراني قوم ثم يظل يسخر وينال منهم!!

في السياسي

الحكيم لا يحتاج إلى توصية.

الإيجابية خير من السلبية.

والحضور أولى من الغياب.

وفقه المصالح والمفاسد هو الفيصل.

أكثر ما قد يعرض على مهاجر حصل على جنسية أن ينتمي إلى حزب، أو جمعية، أو نشاط عام.. صاحب البوصلة يملك دليله دائما..

ثم أن تعرض عليه المشاركة في انتخابات. المشاركة في الانتخابات فرصة لصاحب المشروع ليرفع من منسوب الإصلاح ويخفض من منسوب الفساد، فلا يتأخرن عاقل..

عنوان سوريتنا مثل عنوان أسرنا، ولنا وراءه أفق عربي ننتمي إليه والتعاون والتنسيق على القضايا الكبرى والوسطى والأصغر.. دائما مفتوح، ووراء أفقنا العربي فضاؤنا الإسلامي..

في فرنسة إخواننا من المغرب العربي

في بريطانيا إخواننا من الباكستان والهند وبنغلاديش

في ألمانيا إخواننا من الأتراك..

وحيثما تحركنا إخواننا من الكرد لنا لحمة ونحن لهم سداة..

لا يضيق رجل بقول، ولا يقلب الإناء من أجل ذبابة قد تقع فيه، تمقلها، ثم تنزعها، وإن شئت الثانية تنزعها بلا مقل، وإن شئت الثالثة من أجل إصلاح ذات البين فتذكر:

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى..

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه؟؟

وكتبتها جوابا لمن سألني وقد حصل على جنسية في بلد قريب : هل أنصحه في المشاركة في الانتخابات؟؟

أقول له : إن لم تكن قد فعلت فعجّل؛ ويسألني من؟! وأقول له الحكيم لا يحتاج إلى وصية...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1075