أردوغان يغني

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

علي مسرح ممتد بني علي هيئة حرف‏T‏ باللغة اللاتينية‏,‏ كان رجب طيب أردوغان يرتدي ملابس بسيطة‏,‏ ويشمر قميصه فوق رسغيه ويمسك بمكبر الصوت ويتحرك بخفة ورشاقة‏,‏ وهو يخاطب مليون تركي في ساحة كازليجيسما بمدينة اسطنبول.

جاءوا من أنحاء تركيا للاستماع إلي خطابه والردعلي معارضيه. أضعافهم لم يستطيعوا الوصول الي ساحة الاحتفال.

كان أردوغان حازما مع مثيري الفوضي الذين احتلوا ميدان تقسيم وشتموا الإسلاميين واعتدوا علي المحجبات واقتحموا المساجد بالأحذية, وشربوا فيها الخمر ومارسوا الحب,فأخلي حديقة جيزي لأنها ملك الشعب وليس المعتصمين.

خاطب أردوغان خصومه: اذا كنتم لا تريدون رؤيتنا في الحكم فإن الحل موجود: الانتخابات. وأضاف لن نتخلي عن هذه الساحة للإرهابيين, وقد اتهم أردوغان وسائل الإعلام الأجنبية بنشر الأكاذيب وإخفاء الحقائق.

وأضاف: كان رد فعلنا علي إلقاء الحجارة وفتح أبواق السيارات في منتصف الليل هو التحلي بالصبر وضبط النفس, ولم ننزل إلي الشارع ولم نتسبب بتلويث الأجواء بصريا أو سمعيا, وتساءل: لماذا صبرنا كل هذا الصبر؟! لأننا نعرف من صاحب الكلمة في النهاية, وسوف نثبت للجميع وبالوثائق أن ماحدث في تركيا خطط له بدقة داخليا وخارجيا..

انتقد مواطن تركي اسمه عثمان يلمظ, يمارس مهنة حرة, أداء وسائل الإعلام, وقال: قبل10 سنوات, عندما كنا نذهب إلي مفوضية الشرطة, أو إلي أي مؤسسة عامة, كان الخوف ينتابنا. الآن, الناس لم يعودوا يشعرون بالخوف, بل باتوا يحتسون الشاي مع الموظفين الحكوميين. تصور بعض العرب أن مظاهرات المعارضين ربيع تركي, ونسوا أن الربيع التركي عمره عشر سنوات, ولو انتهي أردوغان اليوم يكفيه فخرا أنه جعل تركيا دولة بلا ديون, وحرر العملة التركية, وجعل استانبول التي كانت مقلب زبالة عام1993 حين زرتها لأول مرة حديقة مبهجة, ورفع دخل الفرد أضعافا, وفي عهده تفوقت تركيا في الإنتاج الزراعي والصناعي والإلكتروني, وصار لها وجود إقليمي وعالمي. تحية للسلطان أردوغان الذي غني مع شعبه: سوف نقطع الطريق معا تحت المطر!