المشروع الإسلامي يزعج الخصوم

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

يعتمد خصوم المشروع الإسلامي على الصوت العالي والتدليس والتضليل في التعبير عن رفضهم له ، وإنكار أي إنجاز يحققه مسئول ينتمي إلى الإسلام ، وكان من المفارقات أن تطالب جبهة المناهضة بإقالة أفضل وزير في الحكومة الحالية وهو وزير التموين باسم عودة ، لأنها لا تريده أن يؤكد نجاحه ويثبت أن الإسلاميين يمكن أن يحققوا نجاحا ملموسا في دولة ورثت ركاما هائلا من الفساد والمشكلات والديون والمتاعب .

خصوم المشروع الإسلامي يعلمون أن الأمور لو سارت في طريقها الطبيعي ، فإن عجلة النهوض من العثرات ستسير بوتيرة أفضل ، ولذا لم يتورعوا منذ الاستفتاء في مارس 2011 أن يشنوا حربا ضروسا ضد الحركة الإسلامية بكل عناصرها ، واشتدت الحرب ضراوة بعد انتخابات مجلس الشعب ( المغدور !) الذي فاز فيه الإسلاميون بالأغلبية الكبرى ، وهي الحرب التي انتهت بحله في ظروف مريبة تأديبا للإسلاميين الذين يتحركون لإصلاح حال الوطن ، ومنذ أعلن عن فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية ازدادت الحرب شراسة ووحشية وبذاءة ، ولم تزل حتى اليوم مستهدفة رئيس الجمهورية المنتخب والإسلاميين بصفة عامة ، بغرض إسقاط الدولة ومنع الرئيس من إنهاء المرحلة الانتقالية وإقامة المؤسسات الديمقراطية التي تشرع وتحمي الوطن والمواطنين بالقانون والشرطة والقضاء .

التآمر على الدولة التي يشارك الإسلاميون في بنائها لم يتوقف سواء كان من العناصر  التي شعرت باليتم والترمل بعد سقوط المخلوع ، أو العواصم الإقليمية والدولية التي يؤلمها أن تكون مصر حرة مستقلة تملك قراراها وإرادتها . ولذا لا يتوقف التحريض الإعلامي ليلا ونهارا ضد الإسلاميين والإسلاميين في الفضائيات المأجورة والصحف الكذوب لتشويه كل خطوة بل كل كلمة ينطق بها إسلامي أو منتم إلى الإسلام !

لم يذكر المناهضون شيئا عما أنجزه الرئيس المسلم المنتخب أو الإسلاميون العاملون في الدولة ، بل إنهم كانوا وما زالوا يسخرون من كل إنجاز يحققه الإسلاميون في الظروف السيئة التي أنشأتها الثورة المضادة ، لتعطيل الإنتاج ، وإثارة الفوضى والانفلات الأمني ووقف حال الناس ، فضلا عن المظاهرات التي تنتهي بهجوم على المصالح الحكومية وإحراقها ،واستخدام الخرطوش  والمولوتوف والحجارة وكسر الرخام .

لقد حقق الرئيس المنتخب لمصر أعظم إنجاز في العصر الحديث حين أنهى ستين عاما من الحكم العسكري والبوليسي، واستطاع أن ينجز دستورا شاركت فيه أطياف الشعب المختلفة ليقر حرية المصري وكرامته ومساواته ببقية المواطنين ، وفتح المجال أمام حرية التعبير إلى أقصى مدى لدرجة أن عبيد مبارك وخدام بيادته وأجهزته ارتدوا ثياب البطولة وشربوا مسحوق الشجاعة لسبه وشتمه وإهانته على صفحات صحفهم المأجورة وشاشات اللصوص الكبار !

في عهد الرئيس المنتخب ؛ أصبح متاحا للأفراد والشركات وغيرهم حق إصدار الصحف ، وإنشاء المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية ، والجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية بمجرد الإخطار ، ولم يعد إصدار صحيفة مثلا يتطلب انتظار سنوات طوال ، وتنفيذ اشتراطات تشبه الحصول على لبن العصفور .

لقد صار عهد الثورة وفي ظل قيادة الرئيس المنتخب هو عهد الانتخابات بامتياز التي يختار فيها الناس ما يريدون بمحض إرادتهم ، ولعل اختيار قيادات الجامعة تمثل النموذج الذي أعاد الكرامة للأساتذة بعد عقود من الهوان والخضوع لإرادة ضابط أمن الدولة الذي كان يحكم الكليات والجامعات ، ويقرر هو من يكون رئيس القسم ومن يكون وكيل الكلية وعميدها ، ومن يكون رئيس الجامعة ، ويستبعد من يشاء ويقرب من يختار . الآن صارت كل المناصب تتم وفقا للاختيار الحر من جانب الأساتذة ومعاونيهم .

قس ما يجري في الجامعة على النقابات والتنظيمات الأهلية والأحزاب ، حيث أصبح صوت الفرد هو المرجح لمن يقود أو ينهض بالمهمة الموكولة إليه . لم يعد المقرب من الحكومة أو من يرضى عنه أمن الدولة هو الذي يتقدم ويقود .

على المستوى الاجتماعي ؛ فقد كانت هناك خطوات مؤثرة لصالح الناس ، من تثبيت للعمالة المؤقتة ، وتدريب آلاف الشباب وتعيينهم في المصانع والشركات وزيادة في مرتبات جميع العاملين في الدولة ، وتخفيض المرتبات الفلكية لبعض المحظوظين من العاملين في السلك الحكومي ، وإلغاء الديون – أقل من عشرة آلاف جنيه – المستحقة على الفلاحين ، وقد شمل هذا الإعفاء أربعة وأربعين ألف فلاح متعثر كانوا مدينين بمليار ونصف مليار جنيه. فضلا عن تخصيص معاشات استثنائية لأسر الشهداء ومصابي الثورة، وزيادة معاش الضمان الاجتماعي إلى  ثلاثمائة جنيه والاهتمام بالمرأة المعيلة.

وعلى المستوى الاقتصادي فقد تم توقيع عشرات الاتفاقيات للاستثمار في مختلف مناطق الجمهورية ، مع العديد من دول العالم التي زارها الرئيس وفي مقدمتها تركيا وقطر والصين وروسيا والسودان بلغت عشرات المليارات من الجنيهات ، والإعلان عن وقف الخصخصة ورفض فصل العمال والمهندسين تحت مسمى المعاش المبكر ، والعمل على إعادة الشركات الصناعية الكبيرة إلى مستواها السابق وزيادة إنتاجها وتشجيع عمالها في العديد من الشركات ، مثل : شركة الحديد والصلب وشركات الغزل والنسيج والنحاس والألمونيوم  ، وإعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات لإنتاج السيارات المصرية، والترخيص للشركة المصرية للاتصالات  بوصفها أول شركة مصرية لتشغيل شبكة المحمول الرابعة داخل مصر ، وإنشاء مصانع للإلكترونيات وبناء السفن والبدء في تنفيذ مشروع تطوير قناة السويس، والذي سيدر دخلًا سنويًا قدره 200 مليار دولار، وتوقيع عقد مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس على مساحة 6 كليو مترات، ويوفر نحو 40 ألف فرصة عمل، باستثمارات مقدارها 1.5 مليار دولار.

ثم هناك التوسع في استصلاح الأراضي وزيادة إنتاج القمح عن طريق شرائه من الفلاح بالسعر العالمي مما يقلل عملية استيراده من الخارج ، والتخلص من فرض شروط الدول المصدرة .

في ظل القصف الإعلامي الفاجر ، والخروج إلى الشارع بالمولوتوف والخرطوش والحجارة ، ومكر الدولة العميقة التي تخرب وتعوق الحركة ، يقوم الرئيس ومن معه بالعمل والإنجاز الذي يسخر منه عبيد مبارك وخدام البيادة ، حيث لا يتوقفون عن تبشيرنا بالجوع والحرب الأهلية ودعوة الجيش للانقلاب على الشرعية والديمقراطية ، ولكن الله غالب على أمره .