استراتيجيات المدخل المنظومي في تدريس اللغة العربية
استراتيجيات المدخل المنظومي
في تدريس اللغة العربية
د. عبد الرحمن الحطيبات
مشرف اللغة العربية
مدارس الجامعة الملك فهد للبترول – الظهران
نشأت فكرة المدخل المنظومي عام 1998 مع بزوغ عصر العولمة وما صاحبه من عولمة الأنشطة البشرية من اقتصاد،وسياحة، وتعليم ، وأمن ، ودفاع ،ورياضة وخلافه . من هنا كان لابد من تغيير نظم التعليم لكي تعد أجيالاً تتوافق مع متطلبات عصر العولمة. الذي من أهم ملامحه التفكير المنظومي:
وقد نشأ هذا المدخل كثمرة للتعاون بين أ.د. أمين فاروق فهمي(3) والأستاذ الدكتور جو لاجلاوسكى(4) حيث وضعت أسسه خلال الزيارة العلمية التي قام بها أ.د. أمين فاروق فهمي لجامعة تكساس بأوستن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 وباستمرار هذا التعاون المثمر تطور المدخل المنظومي بحيث أصبح يغطى الكثير من العلوم المختلفة وفى المراحل التعليمية المختلفة.
- ما المدخل المنظومي وما أهميته ؟
هو طريقة جديدة للتدريس والتعلم تنطلق من عولمة أساسيات العلم والظواهر الكونية فسريان المادة والطاقة في الكون هو أدل مثال على ذلك.
لذا فأن الأنشطة البشرية تسير في أطار من العولمة ولابد للتربية أن تعد أجيالاً تتعامل مع هذه الظواهر الكونية وتُوجد الترابط فيما بينها.
فالمدخل المنظومي يعنى تنظيم الخبرات التعليمية التي تترابط مع بعضها في علاقات شبكية تبادلية تعمل معاً ككل نحو تحقيق أهداف معينة وتتضح فيها كافة العلاقات بين أي مفهوم أو موضوع وغيره من المفاهيم والموضوعات مما يؤدى على تكوين بنى معرفية مترابطة سليمة.
للمواطنة في عصر العولمة.
والهدف الرئيس من أية عملية تعليم وتعلم إكساب مهارات التفكير المنظومي عند تناول أي مشكلة وحلها وهذا الهدف لن يتحقق إلا بالتعليم عند المستويات العليا لتقسيم بلوم وهى التحليل والتركيب والتقويم التي يصعب الوصول أليها باستخدام المدخل الخطى السائد .
وفى إطار التعليم المنظومي يصبح الطالب قادراً على بناء و استنباط علاقات جديدة فيما تعلمه وما سوف يتعلمه وهذا يؤدى على اكتساب مهارة التفكير المنظومي لدى الطلاب.
كما يجعل المدخل المنظومي الطلاب محوراً للعملية التعليمية مما يساعد الطالب على أن يتعلم كما يساعد المعلم على أن يعلم. وفى المدخل المنظومي يقاس التعلم بمقدرة الطالب على التعرف على العلاقات بين مكونات اى منظومة وعلى توليد المعرفة وليس تقليدها أو استظهارها.
تطبيقات استراتجيات المدخل
المنظومي في التدريس والتعلم
تم تطبيق المدخل المنظومي في تدريس اللغات وتعلم الكثير من العلوم ويعتمد نجاح التطبيق على تدريب المعلمين على التدريس بالمدخل المنظومي وبناء وحداته وقد تم تدريب آلاف المعلمين. كما تم بناء العديد من الوحدات والكتب بمراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي ومحو الأمية وتعليم الكبار. كما تم منح عشرات رسائل الماجستير و الدكتوراه في تطبيقات المدخل المنظومي في التدريس والتعلم من الجامعات والعربية وغيرها .
ما هو المدخل المنظومي ؟
إن مفهوم المدخل المنظومي في التدريس والتعلم هو: دراسة المفاهيم أو الموضوعات من خلال منظومة متكاملة تتضح فيها كافة العلاقات بين أي مفهوم وغيره من المفاهيم , أو الموضوعات مما يجعل الطالب قادراً ربط ما سبق دراسته مع ما سوف يدرسه في أي منهج معين أو تخصص معين ويعد المدخل المنظومي من المداخل الهامة التي تسعى لتحقيق الترابط والتتابع والتسلسل بين المفاهيم بصورة تحقق التفاعل الناجح والتكيف الآمن مع البيئة التي يعيش فيها التلميذ وذلك أن المدخل المنظومي يسـاعد التلميذ على التفكير المنظومي فيجعله ينظر إلى المشكلة نظرة شاملة ومتكاملة دون إهمال لأي عنصر من عناصرها في ضوء ما تعلمه سابقا ًمن مفاهيم وقواعد ونظريات, وأساليب مختلفة التقويم .
ويمكن استخدام المدخل المنظومي كإستراتيجية تدريسية في رعاية الفائقين ، من خلال اكتشاف استعدادات المتعلم وتنمية قدراته مع المتابعة والمراجعة المستمرة لعمليتي الاكتشاف والتنمية في إطار منظومة متناغمة، كما بالمنظومة التالية :
رعاية الفائقين في ضوء المدخل المنظومي
إن رعاية الفائقين يمكن أن تقوم على أساس من فكر منظومي يأخذ في اعتباره جميع جوانب رعايته والعلاقات بين هذه الجوانب ، وتأثيراتها المتبادلة
ومن النماذج العامة لهذا المدخل ما يمثله الشكل الآتي من الترابط بين فروع اللغة العربية المتعددة :
إجراءات التدريس باستراتيجيات المدخل المنظومي
يتم التدريس باستخدام المدخل المنظومي وفقاً للخطوات التالية:
1- تهيئة الطلاب وإعدادهم لموضوع الوحدة التعليمية أو الدرس الجديد لإثارة اهتمامهم.
2- ترتيب المعارف السابقة للطلبة حول الموضوع من خلال المدخل المنظومي الكلى المعد للمقرر وربطها بالمعارف الجديدة منظومياً مما يسهل دخولها بسهولة في البنية المعرفية للطالب.
3- حث الطلاب على البحث عن المعلومات والمفاهيم الجديدة باستخدام الأفكار المماثلة في الذاكرة وباستخدام الدرس وتلميحات المعلم.
4- إيجاد حالة من المعالجة العميقة للمعلومات والمفاهيم بين المعلم والطلاب من خلال فهم الطلاب للمعارف الجديدة واستيعابها وذلك عن طريق استخلاص أكثر من علاقة تربط بين ما يوجد لديهم من مفاهيم سابقة والمفاهيم الجديدة المتعلمة.
5- تكليف الطلبة كل على حده بعمل مخطوطات طبقاً لرؤيته.
6- اختبار الطلاب لتعرف مدى قدرتهم على استعمال المعرفة الجديدة في مواقف تعليمية جديدة. (فاروق فهمي ،منى عبد الصبور ،2001 :131)
وفي الختام فقد أظهرت الدراسات العربية والأجنبية أهمية الأخذ بالمدخل المنظومي ليس كطريقة تعليمية باعتمادها على نظرية تعليمية وتصميم تعليمي , وإنما تعدى ذلك بأهميته في مختلف مجالات الحياة؛ ومن مميزات تدريب المعلمين والطلبة على بناء منظومات جديدة مستندة إلي مهاراته الفكرية ومراجعة المنهج بصورة منظومية زيادة كفاءة التدريس والتعلم في مجال اللغة العربية مع بقية العلوم بعامة وبين وفروع اللغة العربية بخاصة , وإنماء الفكر المنظومي الشامل عند التفكير في حل أية مسألة , واستيعاب مفاهيم اللغوية والنحوية والبلاغية ... وسهولة دخولها إلى البنية المعرفية للطلاب وللطالبات دون مشقة. أضف إلى ذلك ما يفيد به المدخل المنظومي من الارتقاء بمستوى التعلم إلى المستويات العليا مثل التطبيق والتحليل والتركيب وصولا للإبداع. باعتباره منهج بحث لبناء أفق المعلم القائد والملهم والطالب المفكر والمبدع في القرن الحادي والعشرين.
المراجع والمصادر :
- أمين فاروق فهمي , وجولاجوسكي , (2000 ) , " الإتجاه المنظومي في التعليم والتعلم في القرن الواحد والعشرين " .
Enter the word of chemical information " "
ww.geocitiees.com/m_deghaidy/ اhttp://w
حسـب الله محمد عبد الحليم محمد, (2001 م( , استخدام التدريس المنظومي العلاجي في تدريس بعض المفاهيم الرياضية بالمرحلة ألإعدادية , جامعة المنصورة , كلية التربية بدمياط , قسـم المناهج وطرق التدريس .
http://www.angelfire.com/ma4/halim/sistemic.htm
-حسـن حسين زيتون , 1999) م) , تصميم التدريس , رؤية منظومية , ط 1 , عالم الكتب , القاهرة .
- الشريف كوثر عبد الرحيم شهاب , ((2007 , " المدخل المنظومي والبناء المعرفي " , قسـم المناهج وطرق التدريس , كلية التربية بسـوهاج , جامعة جنوب الوادي , بمصر .
http://moeforum.net/vb1/showthread.php?t=35810&page=4
فاروق
, فهمى ومني عبد الصبور (2001): المدخل المنظومي في
مواجهة التحديات التربوية المعاصرة والمستقبلية، دار المعارف، القاهرة .
مجدي عزيز إبراهيم , ( 2005م) , التعليم الإبداعي وتعلم التفكير , سـلسـلة التفكير والتعلم , ط 1 , الناشر عالم الكتب , القاهرة .