دولة الإخوان‏!‏

دولة الإخوان‏!‏

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

هل هناك حقا ما يسمي دولة الإخوان؟ هناك رئيس منتخب ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين‏,‏ ولكنه محاصر من الدولة العميقة والأجهزة الإدارية‏.

أرامل مبارك, الإعلام التابع للصوص الكبار, معظم الإعلام الرسمي, معظم فروع القضاء, معظم الشرطة وأمن الدولة, وزارة الثقافة بكل قطاعاتها, الصحف الخاصة ومعظم الصحف القومية, الإدارة المحلية, الأحزاب الكرتونية التي أنشأتها الأجهزة الأمنية, بعض الأحزاب الإسلامية, القوي السياسية الرافضة للإسلام: الناصريون, الشيوعيون, الأناركيون, الكنيسة, الليبراليون, أنصار التطبيع مع العدو الصهيوني, المجلس القومي للمرأة. قطاع كبير من البسطاء يقولون: ماذا صنع لنا الرئيس؟ لقد ازداد الغلاء في عهده, وشحت الاحتياجات الأساسية مثل البوتاجاز والسولار والبنزين...

مؤيدو الرئيس قطاع أكبر من الشعب, ولكنهم لا يملكون القدرة علي العمل والتأثير في مفاصل الدولة, إنهم يؤيدونه من خلال الشارع والدعاء. لا يمكن القول إننا بصدد دولة الإخوان, نحن أمام دولة المخلوع تعرقل خطط الرئيس في بناء دولة المؤسسات, واستكمال القوانين وفقا للدستور الجديد.

أما جماعة الإخوان فهي لا تملك من أمرها شيئا لدرجة أن عددا من مقراتها في العاصمة والمحافظات تم إحراقها علنا, ولم تجد عونا أو إغاثة من الشرطة, بينما الشمروخ الذي أطلق علي حزب الوفد الجديد أقام الدنيا ولم يقعدها. حصار قصر الاتحادية وقصفه بالمولوتوف والشماريخ وكسر الرخام, وخلع بوابته بالونش ومحاولة اقتحامه لم تصل أخبارها إلي وزارة الداخلية. فضلا عن رسم الجرافيتي الذي يهين الرئيس والجماعة علي حوائطه. حصار مسجد القائد إبراهيم وحبس الشيوخ والنساء والأطفال داخله منذ صلاة الجمعة حتي فجر اليوم التالي كان عملا ثوريا, غاز القنابل المسيلة للدموع الذي دخل الكاتدرائية عند فض الشغب كان عدوانا علي أشقاء الوطن استدعي تحركا عالميا للإدانة السياسية, واعتذارا رسميا من الشرطة المصرية; بينما كان الخرطوش والمولوتوف والرصاص الحي والحجارة تنطلق من أماكن متفرقة.

الإخوان لا وجود مؤثر لهم في الدولة ليجعلها دولة الإخوان. كان الله في عون الرئيس!