بطاقات إلى الجيش الحر المجاهد 2

بطاقات إلى الجيش الحر المجاهد

(2)

أبو بشر الجسري

أيها الأحبة :

و أنتم تخوضون اليوم أشرف و أشرس معركة في العصر الحديث نيابة عن الأمة بعربها و مسلميها ، لكم أن تتذكروا إخوانكم في العراق العظيم الذي خاض معركة العزة و الكرامة نيابة عن الأمة ، و رد أول هجمة خمينية صفوية بالأمس القريب ، إذ شهد العالم كله ببطولاته ، كما يشهد اليوم بطولاتكم في رد الهجمة الصفوية الثانية في بلاد الشام ، بحقد مجوسي و صلف فارسي و قد ارتدى الجبة و العمامة رافعا شعار الموت لأمريكا و هم صنيعتها ، و تحرير فلسطين و هم أقرب إلى بني صهيون أكثر مما كان شاههم الهالك و سافاكه المجرم !!

فاقلبوا صفحة من تاريخكم المجيد و اقرؤوا سطورا مضيئة عن أبطاله و كيف واجه أجدادنا فارس و مجوسها ؟!

ففي خلافة عمر رضي الله عنه ، دُعي جريرُ بن عبد الله و قومه لمقاتلة مجوس فارس ، و لهم رُبعُ ما يغنمونه ، فالتقوا بهم في [جلولاء] و قد حفروا خندقا عظيما ، فحاصرهم المسلمون و تقدم جماعة من الفرسان و اقتحموا عليهم ، فانهزموا و قتل قائدهم [مهران] و آلاف من جنده ؟!

ثم جمعت الغنائم و كانت كثيرة ، فطلب جرير أن يكون له و لقومه ربعها حسب اتفاقه مع عمر ؟! فتوقف قائد الجيش و كتب إلى الخليفة يخبره بذلك ! فجاء الرد : لقد صدق جرير ، فإن كان قاتل هو وقومه من أجل الغنائم ، فأعطوهم ما اتفقنا عليه و إن كان قتاله لدين الله و الجنة فله نصيب واحد من المسلمين .

فلما قرأ جرير كتاب عمر ، قال : صدق أمير المؤمنين ! لا حاجة لي بذلك فأنا رجل من المسلمين .. و اختار الجنة على الغنيمة !