شذرات وقطوف على أنغام الإنقلاب العسكري الساقط في تركيا

والله الذي لا إله إلا هو .. الواحد الأحد .. جبار السموات والأرض .. قهار الخلائق جميعها ..

هو وحده – ولا أحد سواه – الذي أسقط الإنقلاب العسكري اللعين في تركيا ..

فالإنقلاب كان كبيراً جداً .. والمشاركون فيه بالآلاف ..

وفي كل تركيا .. ومن المقربين جدا .. جدا إلى أردوغان ..

والخطة محبوكة .. حبكاً في غاية الدقة ..

واحتمال الفشل فيها يكاد يكون صفراً – حسب التحقيقات الأولية –

ومع هذا المكر البشري الشديد .. الهائل ..

حطمه الله تعالى تحطيماً .. ونسفه نسفاً ..

رحمة .. ورأفه بضعفاء المسلمين اللاجئين إلى تركيا ..

وكل من يُرجع فضل فشل الإنقلاب إلى العبيد فقط ..

فهو مخطئ .. ويجرح قي عقيدته .. ويقدح في إيمانه ..

ولا يُفهم من هذا .. أنه أصبح كافراً ..

هذا هراء .. ولا يقوله إلا البلهاء ..

ولكن إيمانه أصبح مضطرباً .. مهتزاً ..

(قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ )

فانتبهوا .. يا أيها الناس .. يا أيها العبيد ..

قالت لي ابنتي :

إن هذا الإنقلاب العسكري الفاشل في تركيا ..

ما هو إلا فركة أذن من الله الجليل ، للسيد أردوغان ..

كي يسائل نفسه :

كيف يسمح أن :

تكون قاعدة انجرليك ، وكراً للمؤامرة الدنيئة عليه ؟؟؟!!!..

وتكون مطبخاً ، لطبخ السم الزعاف له ؟؟؟!!!..

وتكون مستنقعاً ، لانطلاق الطائرات الرومية .. والعربية .. والإفرنجية ، لتقتل أطفال المسلمين .. ونساءهم .. وشيوخهم .. وتدمر عليهم بيوتهم .. بإسم محاربة الإرهاب الكاذب ؟؟؟!!!

ولتنطلق منها الطائرات أيضاً لضرب المؤوسسات الحكومية .. ليلة الإنقلاب ؟؟؟!!!

ويسائل نفسه أيضاً :

كيف السبيل إلى تنفيذ أمر الله الجليل العظيم :

وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ )

قلت لها :

والله .. هذا أروع تحليل سياسي .. رباني .. سمعته في حياتي – يا ابنتي الطيبة –

لم يصل إليه .. ولن يصل إليه ، جهابذة المحللين التقليديين ، والعلمانيين ، والليبراليين .. أمثال قاسم وسواه ..

لأنهم .. لا يعرفون كائناً عظيماً .. كان قبل خلق الكون .. وسيبقى بعد فنائه .. إسمه ( الله ) ، وإذا عرفوه ، لا يعرفون صفاته ، ولا قدراته .. ولا يقدرونه حق قدره ..

(مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ..

فهل – يا ترى – ينتبه إلى فركة أذنه .. وتأخذه الحمية الإيمانية ، فيغلق هذه البؤرة الإنتانية .. العفنة .. الجرثومية .. وأمثالها ، التي تنشر الأمراض .. والفساد .. في البلاد والعباد .. وتهلك الحرث والنسل .. ويحكم بما أنزل الله .. لتسعد البشرية بحكم الله العادل ؟؟؟!!!

وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ) ..

في غمرة الأفراح .. التي يعيشها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذه الأيام .. بمناسبة إفشال الله تعالى ، الإنقلاب العسكري في تركيا .. ضد أردوغان ..

ودحر مدبريه .. وصانعيه ..

ورد كيد الخائنين .. المجرمين  عن هذا البلد المسلم .. الذي أصبح رئيسه .. يمثل رمزاً للمسلمين .. تهفو إليه أفئدتهم .. وترنو إليه أبصارهم ، آملين .. ومأملين ، تحقيق العزة والكرامة ، للمسلمين على يديه ..

في خضم أعراس المجد .. التي يحتفل فيها المسلمون .. من عرب وعجم .. 

ثمة أقوام من الصليبيين .. والشيعة .. واليهود .. والعلمانيين العرب – وليس العلمانيون الأتراك الذين فرحوا بفشل الإنقلاب – وعبيد الطواغيت .. ولاعقي أحذية العسكر .. الذين هم أعداء الأمة .. وخاصة الثلاثي الشيطاني المارد .. القابع في جزيرة العرب .. وفي الشام .. وفي مصر ..

فإنهم يعيشون أتراحاً شديدة .. وأحزاناً عميقة .. ومآسي كبيرة .. وهلوسات مفزعة .. بسبب فشل الإنقلاب في تركيا ..

إنهم حزانى .. يردحون .. ويبكون .. بؤساء في غاية البؤس والشقاء .. يشكون سوء طالعهم .. بعد أن عاشوا سويعات من الفرح .. والطرب .. والرقص .. حينما كان الإنقلاب يميل إلى النجاح ، في بدايته ..

شهادة حق لله تعالى .. ثم للتاريخ .. وللأجيال القادمة ..

إن من عظمة الخالق .. أن خلق البشر بأشكال مختلفة .. ومواصفات متباينة ..

ولذلك قال :

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ )

علماً بأنه كان قادراً على جعلهم أمة واحدة ..

كما قال :

(وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ ) ..

وأودع في كل شعب ، مواصفات خاصة به .. تتضمن الميزات والسيئات .. والإيجابيات والسلبيات ..

فمن مواصفات الشعب السوري بشكل غالب .. وليس كله .. ( فانتبهوا ) هي :

أنه أقدر وأكفأ شعب على التضحية .. والصمود أمام آلة القتل .. وتحدي كل الطواغيت المحتلة سورية ..

إنه يتقن فن الموت في سبيل الله .. أو في سبيل الوطن .. أو في سبيل الهوى .. أيما إتقان ..

إنه لا يهاب الموت .. ولا يخاف منه ..

إنه يراه ينزل بساحته .. فيجالده .. ويصارعه .. حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ..

لكنه وللأسف العميق :

لا يتقن فن الحياة .. كما يتقن فن الموت !!!

لا يعرف كيف يعيش مع أبناء وطنه .. بل مع أبناء عشيرته .. بل حتى مع أبناء أسرته .. أو مع أبناء جماعته أو حزبه !!!

لا يعرف كيف يتعاون .. ويتضامن مع الآخرين !!!

إنه يريد أن يعيش لوحده .. أو أن يكون هو المسيطر ، وهو المهيمن ، وهو القائد ، وهو الزعيم الأوحد .. ولو احترق البلد !!!

الأنانية .. حب الأنا والذات الفردية .. هي المسيطرة على عقل الفرد السوري !!!

يتعامل بفوقية .. وديكتاتورية .. واستبداد حتىى مع أقرب المقربين إليه !!!

وقاموسه اللغوي ، لا يحتوي إلا السب والشتم .. والكلمات البذيئة .. والطعن واللعن ..

ويتحدى منهج النبي ، بالرغم من ادعاء بعضهم اتباعه :

( أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " الْمُؤْمِنُ لَيْسَ بِالطَّعَّانِ ، وَلَا الْفَاحِشِ ، وَلَا الْبَذِيِّء ) " .

أما الشعب التركي .. فإنه يتصف بأعظم صفة تميزه عن السوريين خاصة ، والعرب عامة ..

أنه شعب واعٍ .. متيقظ .. مدرك لمصلحة البلد عامة .. وحريص على تحقيقها ، ولو تعارضت مع مصلحته الخاصة ..

إنه يتقن فن الحياة .. وبناء الوطن بشكل مدهش .. وعلى درجة عالية من الرقي .. والسمو ..

لم تتردد كل الأحزاب المعارضة للحكومة التركية .. بالرغم من اختلافها معها عقائدياً .. وفكرياً .. وسياسياً .. ومنهجياً ..

وكانت دائماً تتصادم معها .. وتشن هجوماً لاسعاً .. وانتقادات لاذعة ضدها ..

ومع هذا .. وقفت وراءها صفاً واحداً .. مؤازراً .. ومؤيداً لها ضد الإنقلاب العسكري ..

ولم تستمع إلى نداء الشيطان الخبيث .. والهوى اللعين ..

بأن تستغل هذه الفرصة ، لإسقاط الحكومة – كما يفعل العرب المجانين .. والسوريون البلهاء .. الذين لا يفكرون .. ولا يهتمون إلا بذاتهم الخاصة ، وليحترق الآخرون .. حتى ولو كانوا إخوانهم .. أو رفاقهم في الحزب الواحد – لأنها أدركت :

أن إسقاط الحكومة في هذه الظروف العصيبة .. هو إسقاط لهم .. وإسقاط البلد في يد حثالة مجرمة لن تترك أحداً من إجرامها ..

علاوة على أن وقوفها وراء القائد ، ولو كان مسلماً .. لم يجعلها تتخلى عن عقيدتها ، وأفكارها ومنهاجها .. فلم تخسر شيئاً .. بل ربحت سلامتها .. وسلامة البلد ..

وسوم: العدد 678