تقديم مشاهد القيامة في القرآن

هذا الكتاب (مشاهد القيامة في القرآن) هو ثالث ثلاثة كتب ألفها سيد ، قبل التزامه بالإسلام وبالحركة الإسلامية الرائدة ، وكانت هذه الكتب من أهم إرهاصات تحوله الرشيد إلى الإسلام ، وإلى الالتزام الصارم بالإسلام ، ولعل هذا الكتاب والكتاب الذي سبقه (التصوير الفني في القرآن) كانا النور الذي هداه إلى كنوز القرآن العظيم ، حتى فكر في تأليف (مكتبة القرآن) وهدياه إلى التعمق في دراسة القرآن ، وإلى الشروع في تأليف كتابه البديع (في ظلال القرآن) الكتاب المدهش شكلاً ومضموناً .

أول ما يطالعك في هذا الكتاب ، إهداؤه إياه إلى روح والده ، ذلك الإهداء الإيماني البعيد الغور ، الذي يجعلنا لا نستغرب هذه العودة الرشيدة إلى الإسلام العظيم ، ما دام أبوه قد غرس في نفسه الخوف من اليوم الآخر وهو طفل " لقد طبعت في حسي ـ وأنا طفل صغير ـ مخافة اليوم الآخر ، لم تعظني ولم تزجرني ، ولكنك كنت تعيش أمامي ، واليوم الآخر في حسابك ، وذكراه في ضميرك وعلى لسانك) فالإيمان بالله واليوم الآخر ، وما فيه من حساب يفضي بالمرء إلى جنة أو نار ، كان في ضمير سيد منذ طفولته ، ثم لحقته حرفة الأدب ، فكان شاعراً رقيقاً ، وكان قاصاً وروائياً شامخاً بمشاعره وأحاسيسه ، وكان أديباً أصيلاً ، وناقداً فذاً ، وكاتباً سياسياً ، واجتماعياً متميزاً ، شجاعاً واعياً ، في ذكاء قلبي ، همه النهوض بهذه الأمة المنكوبة في نخبها السياسية ، والاجتماعية ، والأدبية ، فلم يكن كرصفائه من الأدباء الهابطين في مشاعرهم ، والمنافقين لمن كانوا يحسبونهم كباراً من الوزراء والوجهاء والأغنياء ، فلم يَسفَّ إسفافهم في كل ما كتب ، فإذا كان سقف طموح أحدهم ، الاحتيال في جمع مال ، وتصيد امرأة ، أو الوصول إلى منصب ، فإن طموح سيد الظاهر منذ نشأته الأدبية والفكرية الأولى ، عالٍ وعالٍ جداً ، فيه سمو وشموخ ، وتطلع إلى الإقلاع بأدب الأمة ، تمهيداً للنهوض بها ، وانتشالها من الوهدات السحيقة التي تردت فيها ، نتيجة عوامل موضوعية قادتها إليها ، فكان يستخدم مواهبه المتعددة ، من أجل النهوض بالشعب المصري البائس ، وتحريره من الأوهاق ، ووضعه على السكة الصحيحة ، وخاصة بعد التزامه ومعرفته العميقة بأهم مبدأين إسلاميين قادرين على مواجهة كل أشكال التخلف ، من استعمار ، وتحديات للسلطة الغاشمة المنضوية تحت ركاب الغزاة الخارجين الحاقدين على الأمة وقيمها ، الطامعين بثرواتها ، ألا وهما : التوحيد والجهاد ، ويا لهما من مبدأين عظيمين .

بدأ سيد أديباً ، وناقداً فذاً ، وقاده النقد إلى تأليف (المكتبة القرآنية الجديدة) كعمل نقدي ، فألف كتابيه المتميزين (التصوير) و(المشاهد) فدفعاه إلى التعمق في هذا القرآن الذي خلب لب الناقد فيه ، فأوغل فيه قراءة ودراسة فكان يقف بين الفينة والفينة ليقول : (ياه .. ما أعظم هذا الكلام ، هذا كلام ربنا لا ريب فيه) ويسأل نفسه ويقول لها : (كيف غفلت عن أعظم كتاب ، أروع كتاب ، أعمق كتاب ، يا نفسي ، يا مسكينة ، لقد أضعت الكثير من السنين والكثير من الجهود وراء ترهات ، عبث ، يؤخر ولا يقدم ، وكنت كسائر الضائعين التائهين عن الطريق السوي المنجي في هذه الحياة وفي الآخرة التي هي الحياة الحقيقية ، التي حدثنا عنها رب العالمين في كتابه المبين ، وفي هذا القرآن العربي الذي لا قبل لأحد أن يأتي بمثله ، حتى لو اجتمع على ذلك الإنس والجن ، وعلى الأمداء المتطاولة المتباعدة ، ولو كان بعضهم لبعضهم ظهيراً ، يا نفس أين كنت من بلاغة كتاب رب العالمين ، وروعة بيانه ، شكلاً ومضموناً) .

وانكب على القرآن العظيم ووهبه حياته كلها ، وتمثله عقيدة ، وسلوكاً ، وأخلاقاً ، وهادياً في ظلمات الجاهلية الجديدة التي عبثت بعقول النخب من المثقفين والسياسيين ورجال الفكر والأدب والاقتصاد والاجتماع عبثت بهم فأبعدتهم عن الكتاب العظيم ، عن هدايته ، عن بلاغته ، عن الأهداف الإنسانية الكبرى التي بشر هذا الكتاب وأنذر ، من أجل إسعاد البشرية الملتاثة الضمير ، المعذبة ، التي هبطت بها إلى مستنقعات وألوان من العذاب ، في هذه الدنيا التي تضج بالجاهلية فيها وتمور ، فيما تحسبه ماء ، وليس هو إلا السراب المؤدي إلى سواء الجحيم ، وأين جحيم دنيانا من جحيم يوم الدين ، يوم يفر المرء من أخيه ، تصوروا تلك الأهوال التي تجعل الأخ يفر من أخيه ، ولا يسأل عن أمه وأبيه ، ولا عن زوجه وعشيرته وبنيه ، تلك أهوال يوم القيامة التي تحدث عنها سيد قطب الأديب الناقد المرهف الحس ، كما تحدث عما في جنات عدن من ألوان النعيم الذي يشقى من يشقى في هذه الدنيا ، ليصل إلى عشر معشاره ، فلا يقبض إلا الريح ، ولا يحرث إلا في البحر ، وهو البصير الأعمى ، غشَّت على عقله وعلى قلبه ، وعلى نفسه ، غشاوات متراكب بعضها فوق بعض .

يا ويح الضالين المتنكبين الطريق الموصل إلى الله .. بل يا ويلهم من نعيم زائل يحرق أكبادهم في معيشتهم الدنيا في هذه الدنيا ، غافلين عن النعيم المقيم الذي لا يزول يوم الدين .. يوم القيامة .. الذي حكاه الأديب الناقد سيد قطب في مشاهده ومشاهداته التي قادته إلى التمسك بهذا القرآن الجليل والتعلق بالكتب التي درسته ، أوّلته ، فسرته ، حامت حول حماه ، فيما هو سيد قطب يوغل في رحابه ، ليحيا في ظلاله ، فينشئ أروع كتاب يمتح من كتاب رب العباد ، ينشئ كتاب (في ظلال القرآن) بعد أن مهد له حسه النقدي في (التصوير) و(المشاهد) تمهيد الإرهاص فكانا من إرهاصات تحوله الكبير ، تحوله النهائي عن سفساف الأمور والقضايا ، إلى الهدف الكبير ، في حياته في ظلال القرآن العظيم ، الذي حمله شهيداً يرتع في الفردوس الأعلى ـ إن شاء الله الرحمن الرحيم ـ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .

أراد سيد أن يجدد إحساسنا بالقرآن ، لنتلقاه كما تلقاه أجدادنا أول مرة ، فسيطر للوهلة الأولى على أفكار ذوي الألباب منهم ، لأنه ـ سيد ـ أُخذ بجلال هذا الكتاب العظيم وجماله الباهر ، ووجد فيه ضالته التي يسعى إليها ، فهو أنفس كتاب معجز بمعناه ومبناه ، من بين مئات الكتب التي قرأها ، وهو أروع ما تحويه المكتبة الإنسانية على الإطلاق ، وما ينبغي للعرب ولا للمسلمين أن يهجروه ، جهلاً ، أو عداءً ، أو إهمالاً ، وهزه ما قرأ [يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً] فآلى على نفسه أن يعيد عرضه على الناس ، ويعيد إليه جدته التي لا ينبغي لها أن تخلق ، ويبرز ما فيه من جمال فني ، وخصائص أدبية ، وينبه العرب إلى مكامن الجمال والروح الإنساني فيه .

قرأ سيد طوال أربعين سنة كل ما وصل إليه من الأدب والفكر الغربيين ، قبل أن يتحول إلى الالتزام بالإسلام ، منهجاً وسلوكاً وأخلاقاً ، ومع ذلك استطاع القفز على تلك العقود الأربعة ، وعلى ما فيها من قيم ، إلى رحاب الإسلام ، وكما بزّ زملاءه المتأثرين بالغرب ، وتجاوز من سبقه في الالتزام بالإسلام ، وجاء بفكر إسلامي ، استكمل في ما فات من سبقه من الرواد ، وتجاوز كثيراً منهم ، بما أوتي من عمق في الفكر ، وصفاء في العقل ، وحرارة في المشاعر ، وجرأة في اقتحام ما كانوا يخشون غشيانه ، وبهذا ضرب المثل الأعلى في حياته وبعد استشهاده .

لقد كانت حياته تجسيداً عميقاً للمسلم الواعي الذي نشأ على الإسلام ، وبقي الإسلام كامناً في أعماقه ، فيما الفكر يتنقل يمنة ويسرة ، في الأدب والفن والنقد والفكر الذي تضاربت أمواجه علواً ونزولاً ولكنها لم تطغ على إسلامية كاتب مدهش تنقل بين اليمين والشمال ، ثم جاش الكامن في عمق أعماقه ، فكتب المُرهصات ، ولم يخف هذا التحول على بعض النقاد ، والساسة والمفكرين ، والمخابرات وغيرهم ، ممن رأوا في هذه الكتب انعطافاً حقيقياً إلى ميادين الإسلام ، ولم يستعبدوا أن ينحاز سيد إلى العمل الإسلامي المنظم في كبرى الحركات الإسلامية ، التي تضم مئات الآلاف من الشعب المصري ، شيوخاً ، وكهولاً ، وشباناً ، من الذكور والإناث ، فقد بلغت الجماعة سن الرشد باستشهاد مرشدها ، وبجهادها في فلسطين والقناة ، ولم يكذب سيد ظنونهم ، فقد عاد إلى فطرته التي فطره الله عليها ، ونشّأه أبوه في رحابها ، إلى الإسلام بكل ما فيه من قيم إيمانية وإنسانية ، ما لبثت أن طارت به وتسامت ، حتى رست على (جودي) الإمام الشهيد حسن البنا الذي سبقه إلى الفردوس الأعلى ، ليكون الرائد ، والأستاذ ، وليكون سيد ، المجاهد الذي يترسم خطواته ، ويكون الحادي لتلاميذه ، ليكونوا في ركاب الخالدين ، في الفراديس العلا ، على سرر متقابلين ، وأي سرر .. على الأعراف يتطلعون إلى السارين السراة من خلفهم يصيخون إلى نداءاتهم ، أن تعالوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين المجاهدين السالكين الدروب المزروعة بالشوك غير آبهين بالقلوب وما أدماها ، ما دام هذا في سبيل الله ، وعلى هدي رسول الله ، وصحبه الأخيار الأحرار ، عليهم من الله السلام والرضوان بما قدموا من عمل ، وما صبروا على العنت من كل عتل زنيم ، يزيد على عتوّ أبي جهل واستكباره الذي أودى به وبتلاميذه الأشرار عبر الزمان ، إلى سواء الجحيم ، وبئس المصير.

اتهمه خصومه ، ناهيك عن أعدائه في الداخل الإسلامي وفي الخارج ، اتهامات هي مفتراة ومن المؤتفكات ، وها هي ذي كتبه تملأ الآفاق وتتسنم الذرا ، تحدث بلسان عربي مبين ، لا تحتاج إلى شرح أو تأويل ، ولكن المفترين هم هم في اتهامهم إياه بعد أن لقي ربه ، وصار في جوف طير خضر في الفردوس الأعلى ، وفي الغرفات العلا ، وتلقف المغفلون تلك الاتهامات من أصحاب الإفك ، وانطلقوا يكررونها ويرددونها على مبدأ من لا مبدأ له إلا الإفك والبهتان .

وكانت كتب سيد ومقالاته وتصريحاته وسلوكه وأخلاقياته ، خير من دافع ويدافع عنه ، إلى جانب العديد من المفكرين الأحرار الذين أنصفوا سيداً ، وكانوا لخصومه وأعدائه بالمرصاد .. وهم كثر والحمد لله ، ومن المشهود لهم بالموضوعية والحيادية والإنصاف .

اتهموه بالتطرف وبالتكفير ، والإرهاب وما إلى ذلك من تلفيقات وأكاذيب ، وبعضهم ـ يا ويلهم ـ غلا في الاتهام النابع من الحسد والبغض ، ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ومن يحبون أن يحمدوا بمفترياتهم ، عند الطواغيت ، ألا ساء ما فعلوا ويا بئس ما ينتظرهم من مصير تعيس ، بعضهم نال جزاءه في دنياه ، ثم رد إلى حفرة من حفر جهنم ويا لها من حفرة .

عمل على ارتقاء الأمة الإسلامية عامة واعتقد أن جماعة الإخوان تتحمل هذه المسؤولية ، وهذه المسؤولية تتطلب تطور الجماعة وارتقاءها إلى المستوى الذي يؤهلها للنهوض بهذه المهمة ، للإقلاع بعد أن طال السبات ، وتوارى الوعي بمشكلات الأمة ، ومعوقات النهوض ، فشرع قلمه يعبر عن فكره بشجاعة وحكمة وصبر معاً ، تتواكب مع التضحية بكل غال ، فلا راحة ولا تفكير بمستقبل مادي ، بمنصب ، بجاه ، بكل ما يقتل الناس حوله وعليه ، فكانت معركته مع الرأسمالية والرأسماليين في الغرب وفي مصر ، ومع الشيوعيين في الشرق ، محليين ودوليين وكانت معارك مع الطغيان والاستبداد ، وهما سببان رئيسان في تخلف الأمة وما نزل بها من كوارث على أيدي الأشرار من العسكر الفجار ، لا يأبه بما يضمرون له ولفكره الثائر وجماعته المجاهدة الصابرة ، من شرور متجذرة في نفوسهم الخسيسة والمأمورة من أبالسة الشيوعية والرأسمالية وأذنابهما في ديار العروبة والإسلام ، وقد حذره محبوه ونصحوه ، ولكن هيهات لمن ذاق الحياة في ظلال القرآن ، أن يخشى على نفسه من كيد الطغاة المأجورين المؤتمرين من أبالسة الشرق والغرب .

كان باسلاً في فكره ، باسلاً في تضحياته ، وتفانيه في العمل ، وفي حركته التي تساندت فيها ألبابه .. أجل ألبابه .. وكانت كلها تزين له الاستبسال في سبيل هذا الدين الذي هداه إليه ربه ، بتوجيهه إلى كتابه العزيز ، ليسطر كتابه الفني الرائع ، التصوير ، ثم المشاهد ، ليكون ـ من بعد ـ مدرسة الأستاذ الشهيد ، بكل ما تعنيه المدرسة والأستاذية من معاني النضج والقدوة في العمل الدؤوب في صفاء الصديقين ، ومعارف أحباء الله وجنده الميامين .

أدعو المثقفين العرب عامة ، بكل توجهاتهم ، إلى قراءة كل ما كتبه سيد ، من أدب ، ونقد ، وإسلام ، ولن يندموا على قراءته ، حتى لو كانوا من غير المسلمين ، حتى لو كانوا علمانيين معادين لسيد وفكره وتوجهه الإسلامي ، اقرؤوه كثقافة كما تقرؤون لمثقفي الشرق والغرب ، وسوف ترون أي كنز سيد .

وأما الإسلاميون عامة ، ومثقفوهم وأنصاف المثقفين من المتعلمين ، ومن كل التوجيهات ، فأدعوهم وألح في الدعوة ، إلى دراسة كتب سيد ، الإسلامية منها خاصة ، وسوف ترون أي مفكر عملاق هذا الذي انصرفتم عنه إلى من عداه ، وهذا لا يعني أن تهملوا غيره ، لا .. بل أَكبّوا على المتميزين منهم ، وهم كثر ، أقول هذا ، لأن البركة نزعت من الوقت ، فلم يبق فراغ للكتب التي زاحمتها ثم زحمتها الفضائيات ، والنت ، والمشاغل اليومية .

كلما قرأت لسيد ، أزداد يقيناً أن أعداءه قتلوه ، لأنهم عرفوا مدى وعيه لعدائهم للإسلام ، وأعداؤه هؤلاء من الشرق الشيوعي ، ومن الغرب الرأسمالي ، وعملائهم الداخليين ، من علمانيين وأقليات لا أدري سبب عداوتهم له ، ومن العسكر المتخلفين الطغاة المستمسكين بكراسيهم ومناصبهم التي اغتصبوها من الشعب ، وسيد من الشعب ، ولهذا عادوه وعادوا سائر الشرفاء والأبرار والأحرار من أبناء الشعب ، ونصبوا لهم أعواد المشانق ، وكسبوا شياطين الإنس في الشرق والغرب وفي الوطن العربي .

يا ويلهم ما أفدح ما خسروا ، وما أتفقه ما كسبوا .. ثم إن النار مثواهم ومأواهم ، وبئس المثوى والملجأ .

*****

ترى .. هل فكر الطاغية الذي حكم على سيد بالموت ، ورفعه على أعواد المشانق ، أنه يقربه بجريمته هذه ، إلى الهدف المنشود ، إلى الفردوس الأعلى ، فيما هو ـ الطاغية الخاسر ـ يهوي إلى قاع الجحيم ، هو وأعوانه العبيد الذين شاركوه في الجريمة .

ترى هل يعرف الطواغيت مصائر الأبرار الأحرار الذين اقتادوهم إلى جبال المشانق ، أنهم يرتكبون جرائم لا جزاء لها إلا الخزي في الدنيا التي يعبدونها ويضحون من أجلها ، ببقايا ما كان لديهم من ضمير أو شرف أو حب للوطن أرضاً وشعباً .

اللهم لا .. لأنهم ـ الطغاة البغاة ـ من سفلة السفلة ، لا يؤمنون بوطن ولا شرف ولا مروءة .. لا ضمير لهم ، إن هي إلا حياتهم الدنيا ، بكل ما فيها من رجس ودنس ودناءات ، إنهم عبدة الشياطين ، واللذائذ والشهوات ومن سادتهم أولئك الشياطين ، الآمرون بالمنكر ، والناهون عن المعروف .

*****

قال لي صديقي المحب لسيد الشهيد :

يا ليت الأستاذ سيد ، تابع مكتبته القرآنية وترك (الدعوة والسياسة) للمشايخ الأزهريين ، ولقادة الأحزاب ، وللعسكر .. لو كان فعل هذا ، لقدم إلى المكتبة الأدبية ما لذ وطاب من أدبه الأصيل .

قلت له : وهل عطاؤه الأدبي والنقدي البديع ، يساوي عندك الفردوس الأعلى ؟

وهل كنا سنقرأ له كتبه الحركية الفكرية الجهادية التي قادته إلى تلك الجنان ؟... هيهات .

وسوم: العدد 682