فقه الأولويات في ميدان الدعوة

ولعل هذا الأمر من أهم ما يحتاجه الدعاة لتكون الجهود في محلها ولتؤتي ثمارها ومن أجل ذلك لابد من مراعاة أمور في هذا السياق أهمها.

1- تقديم الأهم على المهم.

2- تقديم الأصول على الفروع.

ولا يعني هذا إغفال الفرع أو المهم بل يجب وضع كل شيء في مكانه وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ عندما بعثه إلى اليمن داعياً هو الأصل في هذا الباب حيث قال له عليه الصلاة والسلام: >ادعهم إلى لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم.. الحديث 1.

3- معرفة واجب الوقت وموقعه من الأحوال العامة.

إذا أدركنا أن هناك مهم وأهم فلا بد أن ندرك أن واجب الوقت ـ أي اللحظة الآنية التي يعيشها الداعية ومن حوله ـ هو الأهم دائماً ولا يقدم عليه غيره بحال.

فمثلاً إذا كان الدعاة يقومون بواجب الدعوة ومهماتها المختلفة وحان وقت الصلاة، فلا يقدم على الصلاة غيرها مهما كانت أهمية ذلك الغير والحاجة إليه طالما بالإمكان تأخيره عن أداء الصلاة الواجبة والتي حضر وقتها. وكذلك إذا كان الدعاة يقومون بمهمة التخطيط والتنظير للدعوة أو العمل الدعوي العام من أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر أو تعلم فروض العين والكفاية مثلاً، ولاحظوا أثناء حالهم الذي هم عليه أن أخاً من إخوانهم بحاجة إلى المساعدة في أمر خاص ألمّ به فلا يقدم على هذا الواجب الاستمرار في العمل العام أو التنظير للمستقبل. هذا ولابد لإدراك هذه المعاني جميعها من الدربة وطول المعاناة في ميدان الدعوة. وصدق الله العظيم القائل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب}2.

1- الحديث رواه البخاري ج1 ص505.

2- سورة البقرة الآية 269.

وسوم: العدد 689