كلمات في النقد !!!!

الشيخ حسن عبد الحميد

إلى أصحاب الألسنة الطويلة في النقد ، القصيرة في التشجيع !!!

نبينا عليه الصلاة والسلام يقول ( لا يكن أحدكم إمعة ، يقول إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساؤوا أساءت ، ولكن وطّنوا أنفسكم  ، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم  )

أي ينبغي على المسلم ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق ، وأن يحسن اعتقاداته وأقواله وأعماله سواء أحسن الناس أم أساؤوا !!!!

يأخذ عليّ البعض أني هاجمت طلاب علم في الظاهر ، شحادين في الواقع !!!

آساءوا لدينهم ، ونبينا عليه الصلاة والسلام الذي عرّف المسكين ( لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ،ولا يسأل الناس شيئا ) رواه مسلم عن ابي هريرة

وأثنى عليه الصلاة والسلام على صنف من الناس فقال : 

( ذو حظ من صلاة  ، أحسن عبادة ربه ، وأطاعه في السر ، وكان غامضا في الناس ، لا يشار إليه ، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك : عجلت منيته ، قلت بواكيه ، قل تراثه ) ، سنن الترمذي ، وضع خطا تحت كلمة تراثه

والامام الشافعي يقول : 

أنا ان عشت لست اعدم قوتا   

             وإذا متُّ لست أعدم قبرا 

همتي همة الملوك ونفسي        

              نفس حرٍّ ترى المذلّة كفرا

١/ أغضبني طالب علم يهاجم عالما يحفظ صحيح البخاري بالسند ، فيقول أمامي  : 

من كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أشد عمى ؟؟؟؟

هذا الأعمى كان يدرس في المسجد الحرام ، وقرب الكعبة المشرفة ، وسئل سؤالا محرجا قد لا يرضى عنه الحكام ، شيخي هل يجوز إعطاء الزكاة للاخوان ، وكان ذلك سنه ٨٠ في وقت الصدام بين الإسلام والعلمانية ، قال الشيخ نعم ، نعم ، أعطوها لهم ، وبكل جرأة وتصميم وصدق !!؟

هذا الأعمى يناديه كبار علماء السعودية وأمراؤها بسيدي الوالد ، ويزوره في بيته الملوك .

وطالب علم صغير لا يملك سوى ذراعين من شاش لفهما على رآسه  ، حضرت له درسا في رمضان ولما انتهى من درسه لم يكتف بقبلات على يد الشيخ كالعادة ، بل وضعت محرمة كبيرة لجمع التبرعات للشيخ ؟؟؟ 

ياعيب الشوم !!!

على الأقل نتأدب مع العلماء الكبار ، والكبار جدا ، وآسألوا الشيخ ابن عثيمين عن هذا الأعمى علامة السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

صار هذا الأعمى مديرا لجامعة المدينة المنورة ، صار رئيسا لمئات من أصحاب الدكتوراة في مختلف الفنون .

٢/ منذ سنوات تلقيت دعوة من الشيوخ لنذهب إلى حلب فهناك احتفال ضخم للشيعة بعاشوراء ، ويجب أن نكثر نحن علماء السنة عدد الحضور ، خاصة وأرض المشهد هي ملك لأهل السنة ، وحضرت المئات من العمائم البيضاء وعلى رأسهم مدير أوقاف حلب ، ومن بلدنا الشيخ زكريا المسعود حفظه الله ؟؟؟

فاستغرب البعض ذلك !!!!

ان نبينا وعظيمنا وقائدنا وامامنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أعطى قيمصه عليه السلام لاكبر منافق تآمر عليه ، وهو الذي خاض في عرض عائشة رضي الله عنها ، وهو الذي كاد يغتاله ويرمي جمله بالوادي ، ومع ذلك تكريما لابن هذا المنافق الكبير ، كفنّ عليه السلام وخاتم الانبياء زعيم المنافقين بقميصه صلى الله عليه وسلم إكراما لولده المؤمن عبد الله حتى نزل جبريل غاضبا يقول ( استغفر لهم او لاتستغفر لهم ، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) التوبة ٨٠

ثم نزلت الآية ( ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولاتقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون  ) التوبة ٨٤ ، فامتثل عليه الصلاة والسلام .

٣/ ومازال يكتب لي ويقول لي خطي السياسي يختلف عن خطك ، وأنا معجب بالخواطر 

فقلت له في الإسلام لا يوجد خطان ، بل إسلام أو لا إسلام ؟؟؟

السياسي يجب أن ينطبق تماما على الإسلامي

قلت له : إن الصوفي والسلفي والتحريري والنورسي كلهم أخوة لي ، وأنت منهم ، ويدي ممدودة للجميع .

بل والشيعة العقلاء ، واطلب من عقلاء الشيعة أن يعيدوا مأثرة الحسن بن علي رضي الله عنه الداعية إلى لم شمل الأمة وأن يعلنوا عن عام الجماعة !!!!!

بل أدعوا كل العقلاء والمفكرين والأحرار الذين انضوا تحت راية البعث ، وكفروا بمشيل عفلق وأكرم ، من أعضاء قيادة قطرية أو قومية وانشقوا عنها ، اطلب منهم أن يكفروا عن طغيانهم الذي دمر شعبا ووطنا ، ويقوموا بانشاء حزب يسمونه البعث الإسلامي ، ولا تقولوا عندنا نصارى !!!!

اكتبوا على الراية قول محمد عليه الصلاة والسلام  : 

نحن معاشر الأنبياء أخوة ، ديننا واحد ، وأمهاتنا شتى

٤/ أخيرا سؤال حائر : عمر رضي الله عنه دفع دية ميت في زحام الطواف من بيت مال المسلمين ، فمن يدفع ديات مئات الآلاف من الشهداء في سوريا ، 

الحكام العرب !!! 

أم المسلمون في العالم !!!! 

أم البيت الأبيض ، أم الاحمر !!! قاتلهم الله 

اسألوا مشايخ مؤتمر غروزني وشيخهم الأزعر !!!!!!

وأقول لكل ناقد قوله تعالى ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهليين ) القصص ٥٥

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته 

والله أكبر والعاقبة للتقوى 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 691