رسائل إلى زوجي، هّلا عملت بوصيته صلى الله عليه وسلم

د. محمد رشيد العويد

ما أحسب أنك لم تقرأ حديثه صلى الله عليه وسلم الذي يوصيكم أيها الرجال بنا نحن النساء وذلك في خطابه لكم ( استوصوا بالنساء خيراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً ) متفق عليه .

وكم أتمنى لو تعمل بهذه الوصية النبوية التي تدعوك إلى احتمال ما بي من عوج نسوي فلا تحاول تغييره لأنك لن تنجح في ذلك ، مهما حاولت ، ومهما بذلت من جهد وقوة ، وستخرج إن أصررت على محاولة التغيير ، بإحدى نتيجتين : إما كسر الضلع ، وهو الطلاق كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى للحديث ، وإما بقاء الضلع أعوج ، أي إخفاقك في عملية التغيير ، مع خسارة المودة والألفة بيني وبينك نتيجة هذه المحاولة .

واسمح لي أن أنقل إليك نصيحة للرجل تضمنها حديثه صلى الله عليه وسلم وهي أن يكسب زوجته بدلاً من أن يغيرها ، فقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بـ ( استوصوا بالنساء خيراً ) وختمه بـ ( فاستوصوا بالنساء خيـراً ) ، وهذه الوصية توجه إلى الرضا بهذه الطبيعة التي تشترك فيها النساء . والصبر عليها ، والتعايش معها ، بدلاً من المحاولة الفاشلة في تغييرها .

ولعل من هذه الطبيعة ما تشتكيه فيَّ من كثرة بكائي ، فهذا البكاء من آثار هذه العاطفة القوية فينا معاشر النساء ، هذه العاطفة التي تجعلنا نبكي لأسباب تافهة في نظر كثير من الرجال .

وكذلك كثرة كلامي ، وأن لساني ( لا يدخل في حلقي ) كما تردد دائماً ، فليس هذا إلا من عوج الضلع الذي خُلقنا منه ؛ فاعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم وزد من صبرك علي ، واحتمالك كثرة كلامي التي أثبتت الدراسات العلمية أن النساء أكثر كلاماً من الرجال ، وما أنا إلا واحدة من هؤلاء النساء .

أصلحني الله لك ، وأصلحك لي ، وأصلح ما بيننا ، وأعان كلاً منا على فهم طبيعة الآخر لينجح في كسب قلبه .

زوجتك المحبة

وسوم: العدد 699