في جرائم الحرب تشن على شعبنا الحر الأبي ليذكر العالم فلا ينسى

ليذكر العالم فلا ينسى أن كل هذا القتل والتهجير والتدمير كان الجواب الدبلوماسي للرئيس الوظيفي في سورية على كلمة : ( الشعب يريد ..) خطها مراهقون على جدار ، وعلى نداء حر صدحت به حناجر وطنية : الشعب السوري ما بينذل ..

ليذكر العالم فلا ينسى أن ثمانية أشهر مرت من عمر الثورة السورية ، لم يحمل الثائر السوري فيها عصا ولا حجرا بل حمل طاقات الورد ، وردد بلا انقطاع ( واحد ..واحد ..واحد ..الشعب السوري واحد )

ليذكر العالم فلا ينسى ، حتى لا يخطئ مغرض في تحديد من هو الإرهابي ، أن النظام الوحيد في العالم الذي لم يستخدم في فض المظاهرات السلمية : هروات الشرطة ، ولا خراطيم المياه ، ولا الرصاص المطاطي هو نظام بشار الأسد الذي لا يزالون يعملون لفرضه على السوريين شخصا أونظاما ...

ليذكر العالم فلا ينسى أنه منذ الأيام الأولى لانتفاضة الحرية في سورية بدأت أجهزة مخابرات غارقة في الجريمة بفبركة عبارات وشعارات تضج بالكراهية والعنصرية وطائفية ورميها على المتظاهرين السلميين لتشويههم وتشويه أهدافهم ، وقد وجدت معامل الإفك هذه صداها في ماكينة إعلام عالمية مبرمجة مسبقا ضد الضحية ومع الجلاد ...

ليذكر العالم ولا ينسى أن حافظ الأسد ووريثه بشار الأسد قد ارتكبوا الكثير من جرائم الحرب على مدى عقود ..وإن الصمت التي كوفئوا به على جريمة واحدة من جرائمهم هو بحد ذاته جريمة يندى لها جبين الإنسانية والإنسان ..

- وأبسطها عشرات الألوف من الضحايا الشهداء ، من سورية ولبنان ومثلهم من المعتقلين ، سوريين ولبنانيين وفلسطينيين ، مسلمين ومسيحيين.. فلا ينسى العالم من قتل : في لبنان كمال جنبلاط أو رينيه معوض أو حسن خالد أو بشير جميل ، ولا ينسى العالم من قتل رفيق الحريري وجبران تويني والحايك وغيرهم وغيرهم ..

ليذكر العالم ولا ينسى أن استنبات قوى التطرف والإرهاب على الأرض السورية كان لعبة أسدية ..إيرانية ..روسية ، وقد راقت ( مصيدة الذباب ) لدول أخرى فلعبوها ، وجعلوا أحرار سورية ، ونساء سورية وأطفال سورية يدفعون ثمن اللعبة الماكرة الخبيثة ..

 ليذكر العالم ولا ينسى أنه وفي الوقت الذي سمح من يسمون بقادة العالم الحر وحماة القانون الدولي ، لروسية باحتلال سورية ، ولإيران الملالي أن تزج في سورية بعشرات الألوف من المقاتلين المشحونين بالحقد والكراهية الطائفية ، أصر هؤلاء على تكبيل أيدي الضحايا السوريين ، وأصروا على تسليمهم لقاتليهم ، ومنع تسليحهم السلاح المكافئ للدفاع عن النفس ، والضغط على كل الدول التي حاولت مساعدتهم ..

ليذكر العالم ولا ينسى أن الشعب السوري خرج مطالبا بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية . مطالبا بدولة تضمن لجميع مواطنيها المساواة الكاملة، على أسس دستورية حقيقية . وأبى الظالمون المستبدون إلا ان يرددوا ( الأسد أو نحرق البلد ) ..

ليذكر العالم ولا ينسى ، أن هذا الحرب الجريمة بكل أطباقها ، قد فرضت فرضا على شعبنا . ولم يكن لشعبنا يد في ردها . ولم يكن له خيار في خوضها ، وأن شعبنا قد خاضها مضطرا فانتصر على الاستبداد والمستبدين ، وعلى الفساد والفاسدين . وعلى كل العنصريين والطائفيين . فاستنفرت كل دول الشر لإنقاذ الشرير ..

ليذكر العالم فلا ينسى أن شعبنا البطل اليوم يقاوم احتلالا مزدوجا ( روسي – إيراني) يتشح الأول بوشاحه الصليبي ، ويأتزر الآخر بإزاره الطائفي الشيعي الرافضي ..

ليذكر العرب والمسلمون اليوم أن سورية اليوم هي خط دفاعهم الأول عن أمنهم القومي ، وعن بيضتهم وحوزتهم ، عن هويتهم ومعاقد أزرهم ، عن يومهم وغدهم ، ولتعلمن نبأه بعد حين ..

وليشهد العالم ..

ليشهد العدو والصديق ، القريب والبعيد ..

أن شعبنا ، مع ما أحاط به من قوى الشر والعدوان ، وما أحس به ممن حوله من تقاعس وخذلان ، يستشعر أن محنته منحة ، وان الجهاد باب من أبواب العزة والكرامة قد اختاره الله لأهل خاصته .

إننا مع مسنا ومس شعبنا من قرح وبأساء ، وما نزل بنا من ضر نؤكد لشعبنا الحر أنه لا بديل لنا عن الثورة إلا الثورة . فإما أن نعيش أعزة وإما أن نموت كراما ....

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 699