تكنولوجيا الأفكار

د. حامد بن أحمد الرفاعي

المقصود بمصطلح تكنولوجيا الأفكار:تقنية ابتداع الأفكار..والعمل على تفوق فنية صياغتها..والارتقاء في آليات أدائها وتنفيذها..وأحسب أن أي جهة دولية متقدمة في تكنولوجيا الأفكار وتقنية إبداعاتها..ومتفوقة في مهارات صياغتها وآليات تنفيذها..هي بكل تأكيد تتمتع بموقع دولي مرموق وفاعل في حركة التطوير  والارتقاء الحضاري البشري..ومن ثمّ هي الشريك الدولي الأوفر حظاً في القبول والتقدير العالمي..ولِمَ لا ..؟ أليست (قمة الأرض) جاءت ثمرة لعصف أفكار أشخاص أبدعوا في بلورة الفكرة وصياغتها..؟ثم اقترحها أحدهم فقُبلت..وتحولت من بعد إلى حدث عالمي مرموق في تاريخ المسيرة البشرية..ومن قبل جاءت فكرة المنتدى الاقتصادي الدولي (دافوس) ثمرة لعصف أفكار شخص معروف..انتهت من بعد لتصبح منبراً عالمياً تُشد إليه الرحال من كل أنحاء العالم..وذلك لِمَا له من أثر فاعل في حركة السير الحضاري الدولي..والأمثلة كثيرة في التاريخ البشري..والباب يبقى مفتوحاً أمام المبدعين في تكنولوجيا الأفكار في ميادين الترشيد والارتقاء الحضاري..والله تعالى يدعو الناس كلَّ الناس إلى التفكر في ملكوت الكون وسننه ونواميسه المسخرة لهم للنهوض بمهمة عمارة الأرض كما في قوله تعالى:"قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"ويحث سبحانه أتباع الأديان والثقافات والحضارات للتعاون والتنافس في الإبداع والإنتاج فيقول جلَّ شأنه:"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ".

أجل إننا بحاجة ملحة إلى التفكر والتدبر بعمق في مسألة تكنولوجيا الأفكار..فالأمة الغافلة تلفظها تيارات التزاحم والتنافس في ميادين الإبداع..وتحيلها غثاءً مُهاناً لا نفع فيه ولا معنى لوجوده..آمل أن يتأمل المفكرون العرب والمسلون هذا الأمر ويتدبروا أهميته ونحن نعيش حالة السباق المتنامي في شتى ميادين الإبداع والارتقاء.

وسوم: العدد 738