همسات القمر 194 (سكون)

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*سكون لا يخدش هدوءه سوى خطوات العابرين

غرباء بوجوه بائسة، لا عصا تشد الأزر ، ولا خيمة تظلل الأرواح الشاردة في مدارات حلمها..

على مفترق الطرق، تمطر الحيرة علامات استفهامها.. تفيض سيولها، تجرف ما أمامها إلى مجاهل واقع ما عادت تُدرك بواطنه..

نتقاسم اللوم، ونتخذ من الأعذار الواهية مشجبا نتخفف به من أثقالنا..

من الجاني، من المجني عليه..

من الذي تتجه نظرات اللوم والتقريع إليه...

ليس مهما.. ما دامت الأفعال لا تتجازو حدود الحناجر

صرخة هنا، وهمس ضعيف هناك، ولا زالت تلك اليد القذرة بنا تتاجر!

*وكأنما أحلامنا صورة من صور الطفولة البائسة..

مكتنزة بالطموح والآمال..

ممتلئة بقصص يرويها الفؤاد البريء يمعن في الخيال

لكنما كرامتها تأبى عليها ذل السؤال..

على ناصية جرداء تقف تحتضن دمية بالية، تحدّق في العابرين، تفتش عن فصول روايتها في أروقة المحال

ما بين دمعة وأخرى، بسمة لا زالت تعبر خدها الوردي، تجعلها لوحة ناطقة تغني عن ألف كلمة ومقال!

*أتجادل ونفسي، وأصل معها أحيانا إلى جدار أصم بلا نافذة وباب تلهث دهشتنا وتردد حيرتنا بعض عبارات واهية تسكت عقيم جدالنا  نهز رأس العجز، واللا جدوى.. نلملم بعثرة حروفنا وما أحدثته من فوضى .. نتبادل نظرات بلا معنى ونشرع في إزالة ما تبقى بيننا من لسعة ومرار.. صمت حذر، ثم هدنة يتمدد على سريرها سلام باسم ينتظر جديد حوار.

*أقايض بعض أفكاري لتحل مكان أخرى .. تطول المساومة، ويطول انتظاري لمراكب النسيان ..

* حين نستسهل رقع ثوب قضايانا سنصل لمرحلة ما عاد فيها مكان لرقعة جديدة تستر عوراتنا وتحمي ضعفنا..

ستهترئ كل الخيوط ولا يعود الرتق يحل معضلة..

عندها، نلوم الإبرة والخيط، ونعلق أخطاءنا على مشاجب الندب نقترف البكاء والزعيق..

متى نفيق؟

وسوم: العدد 759