تنصيب دمشق

لحاضرتك دمشق أقول :   

لمّا  زرتُ  التاريخ وعنكِ  كتبتُ 

صعد (الثقفي ) المنبرَ

فوضع العمامةَ وساد الصمتُ 

قال : أنا ابن جلّا ...        

فهل على غيرهذا البيان أتيتُ

هذا بلاغ فهل من سامع

حق الراية  أمر ومن ..

خليفته تلقيتُ  

بني أمية لبسوا البياض له

ولهاشم من قريش عهد ..

ما خالفتُ

ما  لأمر لغير تنصيب  دمشق

 بخطاب الرشد سمعاً ..

أسرعتُ

حَنَت القلوب بذكرالبيان

من مكة إليها يسري نوراً ..

شاهدتُ

لحاضرتك دمشق أقول :

يقول  التاريخ في تأريخ المدائن ..

عنك ما اتجهت

كم من سيف أسود   ظالم

تسلل بليل في بغداد غدراً ..

فبكيتُ

وعلى أسوار عز ُّالفيحاء

تعثرالساق و سنا رمح ..

مارأيت

ما لقوة فيها ولا مناعة حصن

إلاّ الرسول أنبأها بوعد ..

 فله ما آليتُ 

كم من "خارج " أماط اللثام

وظن الوعد مكذوب ..

 فما سكتُّ

هاك ( التتر) يا تاريخ كيف علا

وفي الشام نطق الشهادة ..

 أن فيك آمنتُ

لله درك يادمشق أسألك

كم فيحاء في الأرض عنك ..

ما تيممتُ

 أقرطبة اسمها أم غرناطة

أم  الصقر إرثك في الأندلس

فما تخيّرتُ

هذا تاجك بالغار ترصع

وما الجواهرعليه بجمال.. 

وبإسمك افتخرتُ

هامتك البيضاءعليها تجلى

قاسيون قد آخى بطيبة  أحدٌ ..

وبحبهما جهرتُ

 من قلبها العتيق رفعت مآذن

 لمسجد فوق المعابد  قام

 وفيه سجد تُ

ياتاريخ أفصح عمّا اعتلاك

أفيك اعتلال أم اعتراك مشيبٌ

فما عَرفتُ

كيف تُقرأ وفيك السطور تعدها

عاديات الفتح من دمشق ولا ..

غيرها سمعتُ

دمشق ثوب أموي لبسَته ..

وماء بردى بعروقها نقاء ..

 بقطره ثملتُ

هل فيك ياتاريخ من فاتح ..؟

لم يرتوي منها أويلبس ثوبها

أم بغيرهما جهلتُ

 أم (تراب الصين ) جاء طواعية

 و ثرى بلاط الشهداء من بردى

دماء سقيت ُ

هو( صلاح )  أمّنَهُ العدل فيها

ومعاوية في الشام  حاضرها

ولترابها رجعتُ

 اجتمع في عمرك الأمران

شام سطّر التاريخ وشام خلّده  

فما عجبت ُ

كيف لا والرباط فيك معقود

والفسطاط ظلالك فيحاء 

للتوحيد ما سَهيتُ

فيا دمشق لاتجزعي من جور

إذا ما الحاكم استباح اسمك    

فللزوال هو ماثنيت

واعلمي أن في ظلمه فأل

في تنصيبك تكرار للزمان

فما وَهَنتُ

طوبى لمن حمل العهد لك

أن فيك منارة ستظهرالحق

فلا تبالي إن فُنيتُ

وسوم: العدد 762