أنا غريق باشتياقي

أتمضي يادهر بعمري 

والخلاّن من موقدي قد رحلوا

مال كرم يعزز النفس

ولا أدري ظلّ من بقي جاري

يادهر لا تقسوا وقد حلّت

وشائج كانت شجية في الماضي

لا أشكوك ولكن هي ساعة

قد ظن الترجي فيها لحالي

كلهم قالوا لهجرك جولة

ولا يعود فيها ذكر لسُهادي

كانت هنا جموع من زغب

يتسامرون بين رائح وغادي

تتناثر القراطيس بين أرجلهم

بين الجد انشغالهم وبين التسالي

هي للعلم ساعة والبقية خافية

فمالي لا أشارك لهو الأكباد

بين أظفارهم تتوالد الذكريات

وبين أنفاسهم  نحبت آهاتي

كنت أداري شعث كتاباتهم

ولا أحد فيهم يلملم أوراقي

ذهبت  معهم أصوات وتفرقوا

لبعيد وعلى عجل هم ذهبوا

أم أنا الذي بعدت

ولا أدري أين  مقامي ..!

يادهر ..

هل تعيد لي رسم ثغورهم

لعلّي أعزّنفسي بين أفكاري

يادهر هل تعيد لي سماع أصواتهم

لعلي أصحو من وحشة أحلامي

يادهر هل تعيد لي ظلال أجسامهم

لتائه مثلي بين مسافات أبعادي

قل لي يادهر وأنت جاري

 بأي الحروف يأتي الجواب لسؤالي

قل لي يادهر وأنا غريق باشتياقي

أأصبر ليوم أم في الغد  فنائي

أم كل ما أنا فيه محض خيال

الأهل والأصحاب بعيني

في سراب بعيد وغياب...

وسوم: العدد 766