همسات القمر 205

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* ألتقي بنفسي عرضا على ناصية تكتظ بالمتشردين والمتسولين..

نتبادل النظرات والصمت..

لحظات من التردد، وشيء يشبه ابتسامات طفل تستعصي عليه طلاسم الحياة..

يدفعنا مارق أعقنا طريقه ويفرّقنا مجددا في دروب المتاه!

*في العزلة، يجد المرء نفسه، ولكن، كم يكون حظه سيئا حين تنفرد به الأفكار الشائكة تناوشه فما يقوى منها فكاكا!

*تجمعنا الحكايات الصاهلة في دروب الشتات، تخوض بنا غمار تفاصيلها  في متعرّج  الطرقات..

لا تلبث أن تلفظنا دون عصا اتكاء، ودون زاد نتبلغ به لحظة مسغبة وإعياء!

*تغريني الشمس العائدة من رحلة غياب،  بكتابة قصيدة غزل تشرق متباهية ما بين الحروف التي تحمل عقدة بين حاجبيها ونظرة جادة تستقيم في دربها

لحظة ميلاد القصيدة، شيء ما يدفعني لهجرانها والارتماء في أحضان خيوط ضياء تتسلل برقّة  تنبت في النفس شيئا لذيذا من فرح الخيال

كم نحلم باحتضان أحلامنا واقعا لا يرقد على حروف أمنية، أو  قصائد تغدو في متاهات الأماني مجرد أغنية

*ويحكمنا الخوف بقفل وسوط 

وفي صمتنا نصنع عوالم دهشتنا

نتمرد على يقظتنا

نتذوق شيئا من موت

* ولعل في صدر الحياة زفرة تلقي بحمل آهاتها إلى المدى البعيد

ولعلّ وليت يتعلّقان بحبل أمل نبت في أرض حقيقة لا سراب ..

ولعل.. في المدى المأمول نافذة وباب !

* على نافذتي عصفور، يملأ قربة الروح بتغريد نابض بالحياة

في صوته ما يغري بأحلام وردية، وفي ترانيمه عدوى لذيذة  تهمس بتفاصيلها الراقصة  الشفاه

أكاد في بعض زقزقاته ألبيه بنعم.. بل وأهمس بها..

ما بي مس من جنون، ولكن، في لغة المشاعر شيء أقوى من مستحيل يقف حائلا بين كاف ونون

وسوم: العدد 772