اقتفي أثر الحصان

أتيتك غادياً من نهرك الوديع

أتيتك والشلال يحملني على وجع الحنين

فاغفري فقر أشعاري

وارحميني من حبّك المتدفق بالانتظار

وتقبلي بوحي

واقبليني في ملاك الغيب حاضراً بالنشيد

منتشياً بالقصيد .

اقتفي أثر الحصان

وأقدامي مغروسةٌ بالرمل

انثر الأحزان حدائق ومواليد

إنها الصحراء أرض أحلامي القتيلة

إنها الصحراء ميلاد القصيدة

فانثريني فوق الجراح أغنيةً

وفوق السماء غيوماً حالماتٍ بالصهيل

ترقبني عيون الصبايا العائدات من الحصاد

يوزعن الفرح أهازيج فتوةٍ وعناقيد ابتهاج

ويسرجن القناديل لليلٍ عليل .

أنا من أكون

هي من تكون

ضاقت بنا الأرض

وصرنا ملاذاً للجنون ؟!

السماء عاليةٌ

السماء بعيدةٌ وقريبةٌ

والأرض حبلى بالغيوم

وحقولي بلا أجنحة ٍ

تتوحم السفر

تتمنى البوح والاقتراب لتقتل الأرق

وتندمل الجراح .

يا وطني المجروح كوردةٍ طعنتها الأقدام الهمجية

يا وطني المتماثل صبحاً للغيمة

تعانقك حقول القمح بسنابل موجٍ أصفر

ما زلت تعلمني الطيران

تنذرني للريح ولغة العصيان

تتوثب مثل حصانٍ

تلوّح بيديك لشمس ضحاك

لبراعم صبحٍ أبدية

تغني قرب خابية الكلام مكللاً بالشّعر

وتراً على جيتارك الياقوت

وعلى جيتارك أغنياتٌ

تسيل كأنها نبعٌ وشلالٌ من العنبر

جئت إلى خيامك معتنقاً جنوني

استفيء بنخلك البهيّ

وأقترب من عيونك الوسيعة

من بئرك الوسيع لترتوي روحي

ليكون القرنفل حارساً لأحلامي

ليكون أمسي وغدي

ويكون يومي مشرع الناصية.

وسوم: العدد 777