حدثتُكِ بأحرف الهجاء ..

حدثتك يوماً بلا تاريخ

حدثتك يوماً بلا ماضي

وأظنّ أن البداية

كانت بلا استئذان

وأظن أن الشك باليقين

كان مارداً عاري الزيف

بلا رداء

يجوب شوارع الغربة

مثل قلب كاره لسربه

وإن كانت الشمس مرتعاً

عتيقاً لكل أطلاله ..

ينظم أشعاره بلا حائل ..

ولاطائل هباء بهباء

حدثتك والخريف يلملم

مودعاً بعثرات غيماته

سارباً بأحلامه

بين خمسة جدران

مغموراً في المجهول

بين كثبان الظلام كالسجناء

حدثتك وكان الحديث

يترنح بين الأبخرة

وكنت تقرئين الأكف

لحيارى العشاق والخوالي

وكفّكِ المضرّج بالأحمر

يضجّ يائساً من نقش الحناء

حدثتك بأحرف الهجاء

عن الشغاف وعن مواسم الإرتجال

وعن كل حكايا الشتاء

وعن النبرات المتعثرة والإرتجاف

يوم تُرسل للعيون

ترددات الإستجابة بطرف

وحياء

وأنّ منها وميضاً يعلن لبكرة

عن ولادة الأحلام ..

وعن البشارة بعد سمرة داكنة

وبعد هزيمة عواصف المساء

ذاك حديث 

أعلنتِ فيه رسو المركب

 وفيه عمر أنهكته وعود ..

العُوّاد

ورسمت به شفق البسمة

قُلتِ .... أو... قُلتُ

هاتِ بالكسرةِ .. ابتدأت يومها

أو .. هاتَ .. بالفتحة ..

وما كان لزمن بينهما ..

رافع أوناصب أو خافض

 والمهم كان ابتداء

فلِمَ ثَقُلَ الحديث والزمن توقف

ولِمَ تَغشّت أحرف القراءة

وأصبحت كالطلاسم

بل تماهت ..

إلى حجارة كأداء

هل كان التنفّس مزَيَّفاً

يستمد الوصل من خبايا الرماد

أم أن الأضلع المتعبة

 يئست من كذب الأطباء

مدّي الوءام بين حبات الحصى

ترينها على شطآن المحيطات

ميتة جامدة صمّاء

لكنها ترشف الوميض

من ضرب الموج الثقيل

لامن عطش فيها

ولا خواء

خذي منها سر العشق

وانزعي من بينها قواقعاً

متناهية  تعجّ بالأحياء

فكيف الالتحاف بالذاهب

والنقش   بجوف الذاكرة

يخلط بين التمتمات التائهة

واضطراب الدعاء

بين الراحلة إلى مضارب الأفق

وبين نحيب الظل 

على فراق الخباء

فلا تهمسي بالرموز خاطفة

وحدو العيربالقوافل تسمعه ..

نجوم الدروب وكل الهيم ..

في البيداء

أمِن بُخلٍ بالحروف بأسفاركِ

أم من ذاك الذي يوسوس

بالصدّ للبعد في الخفاء

سيان عاذلتي ..

 إذا ما الفؤاد أرخى عدله

وقضى بالذي هو فيه ..

شفاء

فذاك هو الذي يهدي

للوعة بصيرتها .. وإن

جاشت جيوش الشوق

أرقاً وشقاء

فما عاد (الرمل ) يعطي سره

وما فاضت (حُقّةٌ ) بغير غَرفتها

فلربما  للأقدار جَمعة

ولربما للأ قدار عَزة

بعدما قُهِرَ الوفاق  ..

فلا تقولي بعدها

ولا أقول أنا ..  

إن الحظّ  ولّى

ولا  هوى يحكم بعدها 

 بل قولي :

 إن للحديث قصة بيننا

إن للقلب لغة ليس لها

قواعد ولا سلّم ولا ..

أحرف هجاء

وسوم: العدد 813