تمتمات أمام جدار مشقق

عجبت منك

كأنك ظلّلتني يوم خفت منك

وعجبت منك

يوم انحنيت لي

فرسمت على  ردائك الأبيض

خارطة الوطن

حِماك

سمعتك تهمس لي

يوم اختبأتُ  خلفك    

 ألاّ أطيل المكوث  وراءك

علمتني أنك ومطر السماء

في خصام وعداء

وأسررت لي نصيحة الصداقة

أن أسرع الخطى بعيداً

إذا ما الرعد زلزل الفضاء  

وأخفيت عن عيون الناس

بعلو هامتك وقلت :

يوم يرسل الليل ظلمته

أنا والنار مأوىً وحمىً لك

 فاجمع بالحديث وناد الأتراب

 لا فرار أبداَ من جيرتي

ولا يحيط بكم رعب

ولا شراك

أيها الجدار

كم لي بالجيرة معك عمراً

وكم من الأصحاب

من السنين جارَك

كأنك الصاحب الخفي

وبالحالكات المعثرات

جابراً أراك

هذا محمود ..

قد بقيت أحرفه محفورة

وإسماعيل وأخوه خالد

قد أذهب التشقق فيك

منذ زمن بائد ..

 ذكرى سمّارك

وأما توفيق وتفاحته                

وقرص الشمس وسيف صالح

فقد  نهشت آثار انفجار القذيفة

يوم الغدركل معالمها

وخابت ظنون من صدّعك

وما بقّى من مئذنة سعيد

غير القوس والهلال  سالماً

وأنبئ الهزيمة يومئذ

من خانك     

ياجدار لعمرك

كم من أولئك أودعت أمانته

وكم من أولئك استرجعها

وكم من واش أدنيت له أذنيك

وكم من (صالح )عاهدك

هل أنت غريب

أم أنت (الهذلي ) فقدت

من غابر أبناءك

هل أخفيت السرّ

وتخاف من يأتيك

فيقضّ جروح أوجاعك

أم فاضت خباياك بالكنوز

فطال صبرك

والعاديات أثقلتك بالهموم

وقد شاخ كاهلك

ها أنا ذا أرى كثرة تشققك

وأسمع أنين وحدتك

لا تنتظر أحداً شيمته  الوفاء

ولا ترب يعيد لك البناء

فِداك

خلت الساحة وخلى الجوار

أغلقت الأبواب واختفى الأحباب

ياجدار قد بلى منك الإنتظار

ولم يبلغ الشِّدُّ الأيتام

ربما بالغيث في عاجل الأيام

تفيض الروح ويذهب العناء

وربما يمرّ عليك  حفّار

فيلملم يتامى الأحرف

فيهجّىئ من أوصالها

 كلمة هي في غروبها

 مثلك منهكة

لكنها قد تخبّئ في مكنونها

بعضاً من   أحلامك..

أو شيئاً من رُؤاك ... !

ياجدار أهلُك قد عزفوا

أو هم قد رحلوا

فلا تفضّ الوصية إذا ما

القضُّ أخذ العدل

وإذا ما الجور بسهمه

أصابك .. !

وسوم: العدد 815