رؤى ساعة سقوط المطر

إن مت ياأمي عند الفجر

غدرا أوقهرا

فدثريني ببياض الثلج

وريش النوارس وأوراق الشجر

واحمليني إلى شط قريتنا

وصبي على روحي

فيضا من الشوق والعناق وماء النهر

  ورذاذ البحر

ودعيني هكذا خفيفا  ...

شفيفاكجناحي فراش

تحت السحب المثقلة

 أراقب سقوط المطر

وأشبع من عسل عينيك

لعل موج البحريفيض علي

 فيحملني كمركب إلى جنان الله

لعل ضوء الفنار يتفجر من روحي

 شلالا أونبعا رقراقا للغزلان الحالمة

لعل عقارب الوقت ياأمي تتوقف هاهنا

عند مصب النهرأوعند زبد البحر

وتعود بأدراجها ودقاتها

 سهلا مخضرا للخيول الجامحة

لعل الحنين إليك يصيرني

 شرفة للعيون العاشقة

ولعلني ياأمي أنهض من ترابي باكرا

 أنا وعصفوري وحقلي وفخاخي

كما كنت طفلا شقيا

 أعدو خلف الفراشات القزحية الحالمة

ضميني يأمي إليك بحب

كسري أضلاعي وحزني وموتي

 ودثريني بمناديل نساء قريتنا

لتهزني كأغصان الأشجار

رائحة الفرن والخبز والحطب والحقل

فتعشش في روحي بوله العاشقين

 أسراب الطيورالهائمة

أنا ياأمي مذ كنت طفلا

عشقت البياض حدالهوس

فدثريني بهوسي وزهر اللوز وطفولتي

وعشقت المطرعند الصبا حد الجنون

 فدثريني بجنوني وصباي ومطري

وعشقت  التشردوزرقة البحرحد التلف

 فدثريني برذاذ البحروتشردي وتلفي

ليحملني البحر كجناحي نورس

 حيث قبر المعتمد

أنا ياأمي شغفت بالحكاية

 وبالوتر والأغنية وبليلى والليل الليلكي

وبالزهروالسفروريح الصبا

 فخذي روحي بحنووضعيها على ركبتيك

 وقصي عليها حكاية أميرة القصور

وانثريها علي كأزهار الياسمين بعد موتي

تجدروحي تعود إلي سفرا ووترا

فأبعث حيا

أنا ياأمي أخذني البحر كطفل أنى شاء

 وأخذني الحرف كتائه كيفما شاء

وشردتني النساء والطرقات

 والأودية والشرفات

 وأغوتني أشعار المتنبي فمسني الجنون

فاجعلي من رمال البحر قبري وجنوني

وزيني شاهدتي ببيت المتنبي

الخيل والليل والبيداء...

دعيها هكذا ياأمي على الشاهدة

 لا تكمليها أرجوك..

 ففي زمن الخسارة هذه العبارة توجعني

وهذه العروبة توجعني

وألقي بروحي وبأشعاري وبعشقي

 وبشاهدتي وبخسارتي وبآهاتي

 وبعروبتي وبرؤاي وببياضي

 وبكل مأحببت خف أو ثقل

 من حرف ولفظ واسم ووتر..القي بكل ذلك

 إلى البحر ساعة سقوط المطر.

وسوم: العدد 865