تسألني بيروت

تسألني بيروتُ أين دمشقُ ..؟

مَن قطّع أحشائي ؟

وسيفها الدمشقيُّ المُهابُ

كان يحمي كلّ أجدادي

تسألني بيروتُ أين دمشقُ .. ؟

مَن وقّتَ انفجارَ الغدرِ

فأعادَ تاريخ َالحقدِ

و شرّع الهدمَ

ونشرَ رديّة العارِ

تسألني بيروتُ هل نامت دمشقُ .. ؟

مَن يتّم الأطفالَ ؟

و استباحَ جيرةَ البيوتِ  

وهتك هيبة الأخيارِ

تسألني بيروتُ هل ما تت دمشقُ ..؟

مَن غيرها يوم السبعين ؟

ضمّ أبنائي وضمَّد جراحي

فأعاد الضَّحَكاتِ للصغار

مَن يا دمشق .. مَن ..؟

إذا ما الغدرُ أوغلَ في التكرار

ولم يبقَ لي سوى

الموتِ في غياهبِ البحارِ

هل طالت بكِ النومةُ يا دمشقُ .. ؟

وأنا بيروتُ تصاعدَ في حاراتي

خوارُ هياكلِ أجسادٍ

وأرواحٌ حائرة ٌتزهق ُ بالإنتحارِ

مَن يا دمشقُ .. مَن ..؟

هل ضاقت بك الغربةُ ب (موطني )

وأنا ابنُ مَن رسمَ (الأرز)

شجرةَ الودِ والضيافةِ

رمزَ الوئام ِومنبرَ الأحرارِ

مَن يا دمشقُ اليوم يكسُو العراة َ..؟

ويفتحُ الحدودَ ويُلغي المخيّماتِ

فتعودُ الحكاياتُ للأهلِ

والجدّات الأحبارِ

مَن .. ؟

مَن يمنحني (عصا النبي ) ..! ؟

لأشقَّ البحرَ ..

وأحملُ كلَّ وجعٍ من كياني

لأهربَ جائرةً إلى العالم  

مِن شاطئ ٍ إلى ثانٍ

مَن يا دمشقُ مَن ..؟

والعروبة ُ..مزّقتها (البرلماناتُ )

وألقت بالموانىء أشلاءَ الأمهاتِ

وأطفالُ بلاد العُربِ أوطاني ..

بئس (الإسمُ البديلُ ) غيرَكِ يا دمشقُ

فأنا بيروتُ وهنا ...

كتبنا مواثيقَ الصكوكِ للملوكِ

وهنا بسحابِ الغيثِ

رسَمنا للتاريخِ البداياتِ

بالصَّحائفِ وحروفِ الهجاءِ

أنا بيروتُ يا دمشقُ

بحرف الباءِ بإسمي

يعقدُ السلامَ الأخضرَ

فينشرُ نورَ المحبةِ

والإخاءِ

ومن هواها أنت يا دمشقُ

ظلّلت خُضرةَ البساتينِ

والجنائن ِالفيحاءِ

سلامٌ مني أنا بيروتُ يا دمشقُ

فشهرُ (آب) لايزالَ في صبوته

فاستفيقي لأريكِ

ملامحَ وجهيَ الوضّاءِ

مُضّرجةً بالدم

وبكل جدارٍ من بيوتي شقُّ

ميناءُ موطني وسنابلُ قًمحي      

لهبت بهما ..

نيرانُ الغدرِ بغفلةٍ

(فأرسلوا واردهم ) ليُطعِموني ..

خبزًا ..!

معجونًا بلحمي

أوسُمًا في جسدي لا فرق

لم يَعُد لحنًا يا دمشقُ

إذا أعَدتِ أغنية َالحزنِ

يوم جُلّق .. !

وفي رحمِ بيروتَ

كتموا نَفَس الثوارِ

بلا شفقٍ ولا رقٍ

لك مني أنا بيروتُ يا دمشق ُ

أيقونةُ وشائجِ العهدِ ..

ألقمَتها اليومَ ( لحمزة )

شهقاتُ ( ألكساندرا ..! )

نشيدُ (قومي قومي) ..

بيروتُ من   الشام شِقُّ

لنا فيها أبدًا .. وأبدًا

لثورةِ الصغارِ و الكبارِ

حياةٌ وحياةٌ .. وحقُّ

وسوم: العدد 890