وابتسمت

وابتسمت

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

على أكتاف مشاعر  هائمة كشريد تتناوشه حراب الجوع والزمهرير  ،  أسندت رأسي المثقل بكثير من أفكار تروح وتجيء وكأنها محارب عنيف لا يعرف دربا إلى واحة أُنس  إليها يفضي ويفيء .

تتسلل حروفي من مكامنها الباردة بحثا عن جذوة حرية تدفئها  ، تتصفح وجهي ببلادة بلهاء ، تنتظر شارة مني كي أطلق سراحها وأجعلها تتدفق عبر حبر هائج مجنون ، لا تحتمل انتظارا ، تلقي بنفسها على شاطئي بشقاوة صبيانية ، تتمرغ في رملي المبعثر المترامي على أطراف سواحل أقفرت من مرتاديها

أستثقل قدومها في لحظة أرغب فيها أن أخلو بنفسي وأحتضن بعضي

هربت منها  نحو قنديلي الحبيب الذي يرقد بسلام على وثير فراشه الفاحم .. حدّقت أكثر في سحره وهو بين الغمام عائم .. عقد كماله لساني .. وتملك جماله كلّ كياني ...

وقفت أمامه طويلا متدثرة بصمتي  ، نازعتني  أفكاري المتأرجحة ما بين بوحي وكبتي

خاطبته  بأهداب عيوني وتمتمات جفوني .. وعلى شفاهي وقفت ترتعد ترانيم شجوني

أومى إليّ بسنائه  .. طوّقني بلجين ضيائه  .. ألبسني رداء بهيا من صفائه ونقائه

دمعت مني العينان .. وعجزت عن الشكر الشفتان

أطرقت قليلا بحثا عن كلمات تكافيه .. وحروف تستقي جمالها من معانيه ..

لم أجد ما يليق .. ولم تسعفني حروفي بكلمات ذات بهجة وبريق ..

أمعنت التحديق فيه من جديد  .. استسلمت لدعابات ضيائه ، ولمسات سنائه

اخضرت بساتين روحي وأزهرت  .. وبعذب بيانها حروفي أفصحت

على وسادة الأنس وضعت رأسي .. وبين ثناياها أودعت همسي

دثرني سلام الروح .. هدأ القلب الجموح

أسدلت ستائر عيني .. وابتسمت