هكذا سيكتب التاريخ: (لقد كانوا همجا)

1

كانوا همجا

كل من لا يؤمنون بزرقة البحار

وروعة النجوم والأقمار

وفتنة الجنات والأزهار

وومضة العقول

وروعة الأسحار

وجمال الخالق المبدع..

الواحد الغفار

***

2

كانوا همجا

كل من لا يؤمنون

بالرحمة

بالإنسان

بالتعايش السلمي

بالحب والإيمان

والحياة عندهم: سيف وخنجر

والمجد يصنعه

كل وحش.. وغول..

لا أهل العلم والعقول...

***

3

كانوا همجا

كل من يزرعون الأشواك

والأحقاد

ويحفرون الأخاديد

ويقيمون السدود

بين الإنسان وإخيه الإنسان

باسم المصلحة حينا

أو يستخدمون شماعة الأديان

 ويدعون طاعة الرحمن..

وخدمة السلطان...

***

4

كانوا همجا

كل من لا يؤمنون بأن الدنيا فسيحة ...فسيحة

تسع آدم وإبليس

وموسى وفرعون

والأبيض والأسود

وكل جني

وكل لون

وكل زوج بهيج

***

5

كانوا همجا

كل من لا يؤمنون

بالزهر والأزهار

 ومبدع الوجود والليل والنهار..

وأنكروا العواطف

والحب والحنان

وجحدوا بالفطرة..

بوحدة الإنسان..

بالسلم والحرية والأمان..

***

6

كانوا همجا

كل من لا يؤمن بحرية الرأي والتعبير

ويصادر حق الآخر

في العيش والفكر والتغيير

ويفرض عليه عيشة القطيع..

عيشة الدواب والحمير..

***

7

كانوا همجا

كل من اعتقد أن مفاتيح الجنة في جيبه الصغير

وكون دينا خاصا به داخل الدين..

ودولة داخل دولة

***

8

كانوا همجا

كل من قام بالتكفير والتنفير

وتمرد على القانون..

وسلطة الزمان..

 بقوة السيف

ومزق وحدة الوطن..

ولحمة المجتمع

وانشق ...

عن دينه

وأمته

ووطنه

يبحث عن رئاسة

ونادى بالغزو في القرن الحادي والعشرين..

وبايع بشرا مثله ..

على السمع والطاعة  والعبودية...

وحمل على ظهره الأسفار فوق الاستطاعة...

واستلذ بالمصائب ..

وكثرة الضحايا

وراح يبحث عن السبايا

ورمى عقله خلف الخرافة..

ثم راح يركض..

وظن أن الغزو والنزو

والخطابة وحلو الكلام والأوهام

ستعيد مجدنا الغابر...

وصار من ملوك الكلام

وأفعاله كالموت الزؤام

***

9

كانوا همجا

كل من زاد في أزماتنا

واخترع أزمات لا حلول لها

وسعى كالجمل الأهوج

خلف فتن محيرة منفرة..

بلا خطام لها ولا رسن..

وكان قد آمن ..

ولكن بالكرباج والوراثة

لا عن بحث وإرادة ودراسة..

ولم يفهم عصره والمتغيرات فيه

ودخل في معارك خاسرة

وصفقات فاجرة..

وجمع الفلوس

باسم الأيتام والأرامل..

 وخبأها في حرزه

أو عند التيوس

***

10

كانوا همجا

كل من آمن أن الدنيا غابة

وأن المجد تصنعه الدبابة

وكره ألوان الفراشة

ورحيق النحلة ..

واستحسن البعوضة

وهام بالذبابة..

***

11

كانوا همجا

كل من حمل مشاريع الموت والفناء

ولم يبن جيلا يؤمن بالحياة

أو يؤمن بالحضارة ..

أو يؤمن بالبناء

والعطاء بلا حدود ..

ولم يسع لمجد أمة التوحيد..

ولم يؤمن بالبقاء

والخلود

***

12

كانوا همجا

كل من لم يزرع وردة

ولا فرحة .. ولا ابتسامة

وتغزل بالرحيل

وقعد ينتظر عزرائيل

ويكثر القال والقيل..

ويحدث بين الحين والحين

عن شطحات أبي يزيد..

والحرب بين الحسين ويزيد..

***

13

كانوا همجا

كل الفجرة الذين تاجروا

بالله

بالإنسان

بالأوطان

بالمبادئ

بالشعارات الجميلة

وخنقوا الحياة باسم الحياة

وجعلوا الشباب

مطية كالدواب

لكل جلاد وسادي وكذاب

بلا أمل

ولا عمل

ينتظرون دنو الأجل

***

14

كانوا همجا

كل من دمروا الإنسان

وأشعلوا النيران

وحرقوا الأوطان

وهتكوا حرمة الأديان

ونصبوا الأوثان من جديد

بقوة النار والحديد

والوعد والوعيد

***

15

كل هؤلاء

وغيرهم وغيرهم

ممن زوروا التاريخ والأديان

وصلبوا الإنسان

وأحرقوا النخل والزيتون والرمان

ونشروا

الذعر والجوع والدخان

ودمروا

الطبيعة والأوطان

واقتلعوا أعين الغزلان

وكرموا الفئران والجرذان..

كل هؤلاء..

سيأخذهم الطوفان يوما..

وسيصنفهم التاريخ يوما ما..

 تحت عنوان:

(كانوا همجا)

وسوم: العدد 1044