قرطاج

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

قرطاج أما آن الأوان أن تنهضي؟؟

أما طلع الفّجر؟؟.

أما اذّن الصبح؟؟.

بلى قد آن..

اليوم لا خوف عليك ولا تحزني

كفكفي الدّمع..

وأطرحي عنك أدران الأمس,

أمسحي وجهك من شعث الطريق.

لا الأوس اليوم لا ولا الخزرج..

قرطاج هيّا أنهضي..

و فكّي عنك القيود وأغتسلي..

وأشربي وقرّي عينا..

هذا البّحر يعرفك..

سكنت أمواجه فرحا بك..

فلا تخجلي؟.

ألعبي وأسبحي و تطهّري..

لقد

آن الأوان ..

أن تسجدي لله و تركعي..

قرطاج هذا عيدك فألبسي و تجمّلي..

وأسلكي سبل ربّك..

قرطاج

عودي إلينا,

زمانا مضى؟.

أين كنتي؟؟.

 أين ذهبتي؟؟.

 بحثنا عنك بين الرفوف,

وبين سطور الكتب؟؟.

فتّشنا الزوايا..

فتّشنا بين ثنايا الصخوروالخشب..

أبوالهول كان هنا..

وأبوجهل صار فينا حكما..

خيطا نسجوه,

صنعوه,

لكّل نبيّ جعلوه..

أبو لهب "تبّت يداه"..

في كلّ مكان نراه..

يضرم النّار,

ويحمي الحجارة.

وإمرأته تحمل الحطب..

تقطّع الخّشب..

عيناها ملآى غضب..

قرطاج يا حبيبتي

أحبّيني فإنّي متيّم بك.

قرطاج أضعناك

فقدناك..

حتّى أنّنا لم نعد نذكرك بين الأحبّة,

ولم نعد نكتب إسمك على الجدران,

 وفوق الدفاتر,

والأغصان..

كذبوا علينا فصدّقناهم

وقالوا لنا.

قرطاج لن تعود؟؟.

اليوم عادت قرطاج..

عادت إلينا مع الشّمس..

عروسا تأتلق أملا,

و تشرق خيرا وفرحا,

وتنادي..

"أين أبنائي؟؟..

أين أحبّائي؟؟"..