قواربُ الموتِ

جمعة (السرطان الإيراني من صنعاء إلى دمشق)

طريف يوسف آغا

[email protected]

قواربُ الموتِ وماأدراكَ ماهيَ

جَعلتْ مِنَ البَحرِ للناسِ مَقابِرا

جعلتهمْ لايعرفوا إنْ كانوا سيرَونَ البَرَّ

أمْ سيأتيهمُ الموجُ عَنْ أنيابهِ حاسِرا

قَوارِبٌ تتسعُ للعشراتِ فيؤمُّها المئاتُ

فتغدوا بركّابها إلى الأعماقِ غائِرَةْ

لاتُفرِّقُ مابينَ عربيٍ ولاأجنبيْ

تدفُنُ كُلَّ مَنْ كانَ حَظُّهُ عاثِرا

الباحِثُ مِنهُمْ عَنْ مُستقبلٍ أفضَلْ

ينتهي عليها لِكُلِّ شَئٍ خاسِرا

والهاربُ بها مِنَ الموتِ إلى الموتِ

ويظُنَّ أنّها باعَدَتْ عنهُ المجازِرَ

الهاربُ مِنْ سَكاكينِ الاجرامِ في وَطَنِهِ

تتلقاهُ القواربُ بسكينِ الغرقِ ناحِرَةْ

ومِنهمْ شبابٌ بعمرِ الوَردِ تركوا ورائَهُمْ

اُسَراً تبكي عليهمْ لأبدَ الدهرِ مُتحَسِرَةْ

وتركوا مَعها أوطاناً بالحُريَةَ والكَرامَةِ قاحِلةْ

أوطاناً مافيها غيرَ الدِماءِ والدُموعِ وافِرَةْ

لايُحيجُ الناسَ لِلمُرِّ إلا الأمَرُّ

الأمَرُّ هوَ الحياةُ في ظِلِّ أنظِمَةٍ عاهِرَةْ

وجدوا قوارِبَ الموتِ أهوَنُ شَرّاً

مِنَ العيشِ في بِلادٍ تُوَلي جائِرا

حتى أنتِ أيتُها القواربُ علينا

مابقيَ أحدٌ ماطعنَ صُدورَنا بخناجِرَهْ

ومابقيَ ثُعبانٌ مالدَغَنا بِسُمِّهِ

ومابقيَ خِنزيرٌ ماهَدّدَنا بحوافِرَهْ

حتّى الفِئرانُ استأسَدَتْ علينا

وانضمتْ لِلجَوقَةِ التي لِقبورِنا حافِرَةْ

سَيبقى شُهدائُنا مَشاعِلاً على الطَريقِ

وسَتبقى بِلادُنا حتّى تنالَ الحُريَةَ ثائِرَةْ