الاتفاقية

تآمرَ الغربُ علينا وسـمّاها اتفاقيَـة

وضعتها ووقعتها أيادٍ بريطانيةٍ وفرنسيَة

قالـوا بأننا تَرِكَـةُ الرجُـلِ المريضِ

وَصَفونا بأننا تَرِكَـةُ الدَولَـة العَلِيَـة

احتلّونا وقالوا أنهم أتونا بالحَضَـارَةِ

وأنهم سَـيصنعوا مِنّا دُوَلاً عَصريَـة

ولكـنْ حينَ دخَـلوا القُدسَ قالـوا

الآنَ انتهَـتِ الحُـروبُ الصَليبيَـة

وقالوا أمامَ قبرِ صَـلاحِ الدينِ أرِنـا

ماأنتَ فاعِلٌ فها قد عُـدنا لسـوريَة

وعدوا منحَ فلسطينَ لِشُـذّاذِ الآفـاقِ

تخلصوا منهمُ باعطائهمِ الأرضَ النبيَـة

قالوا لهم عودوا إلى الأرضِ الموعودَةِ

وكونوا لنـا فيـها الحليفَ القَـويَ

كما ووعَـدوا منحَ الشـامِ للأقليَـة

تعهدوا أنْ يقيموا عليها الدولةَ العلوية

كيانانِ الواحدُ منهما يدعمُ شَـقيقهُ

أعـداءٌ في العَلنِ وفي السِـرِ سَـويا

وقبلها سَلخوا الأحواز وأعطوها لايرانَ

وسَلخوا اللواءَ وسلبوا إريتيرية الهويَـة

وبالاضـافةِ لكلِّ هذا وذاك قسَّـمونا

إلى دُوَيـلاتٍ جمهوريَـةٍ وملكيَـة

وبعدَ أنْ غـادرونا، حَكَّمـوا بنـا

مِنْ أبناءِ جِـلدتِنا حُثالَـةَ البشَـرية

حكَّموا بنا سَـفّاحينَ وجَـلادينَ ممن

أشبعونا ليلَ نهارَ بشِـعاراتِ الوطنيَـة

طالما قالوا أنهم لايتدخلون في شُـؤوننا

ولكن من يصافحِ القاتلَ شريكه ضمنيا

يسـتنكرونَ ويقلقونَ وهمُ الشُـركاءُ

كلُّ مايقومونَ بهِ لايتعدى المسـرحيَة

ثم شـاهدنا الدويلاتِ تنهارُ تِباعـاً

بدأوهـا بلبنـانَ وبحربِـهِ الأهليَـة

ثم جعلوا منَ الصومـالِ دولةً فاشِـلةً

وغذّوا الصِراعَ مابين الدولِ المغاربيَـة

ماتركوا جارينِ إلا وجعلوهُـما يقتتلا

إلا وجعلـوا الصِـلحَ بينهما عَصّيـا

وأشعلوا حربَ العشرِ سِـنين الجزائرية

حربٌ كانت بأرواحِ الأبريـاءِ ثريَـة

وقبلَ أنْ يُدمِّـروا العِـراقَ جعلـوه

يخوضُ لثماني سَـنواتٍ حرباً عبثيَـة

ثم جعلوا السودانَ سـودانينِ وفصلوا

الجنوبَ عنِ الشمالِ بدوافعٍ دينيَـة

ولما حلَّ الربيعُ العربيُ حولوهُ خريفاً

لايريدونَ غيرَ البسطارِ علينا وَصِيّـا

سَـرقوا مِنَ الليبيينَ فرحَـةَ النصـرِ

وجعلوا المدافعَ في اليَمَنِ تُدَوي دَوِيـا

وفي مصرَ عادتِ الدباباتُ إلى الشوارعِ

وزجَّـوا في السِجنِ رئيسَ الشَـرعِيَة

وجعلوا من سورية عبرةً لباقي الشعوب

جَعلوها عِبرةً لكلِ منْ يطلبِ الحريَـة

وأرسلوا رجالاً ملثمينَ يطالبونَ بالخلافةِ

رجالاً أخذوا الأرضَ والبشَـرَ سَـبيّة

صَنَّعوا الارهابَ وجعلوهُ قميصَ عثمانَ

جعلوهُ ضوءاً أخضرَ ليمارسوا الهمَجيَة

يريدونَ لِشـعوبنا أنْ تبقى مقهـورةً

أنْ تبـقى رازخَـةً تحتَ العبوديَـة

وبعدَ كُلِّ هذا يسألونكَ أينَ المؤامرةَ

وعلى رأسِ كُلٍّ مِنا تصوبُ بُندقيَـة

نعم تغفوا الشعوبُ ولكن حينَ تصحوا

تصبِـحُ كبركـانٍ ميتٍ ينهضُ حيّـا

وسوم: العدد 672