يحلُّ الليلُ ويسمعُ لندائي

مهلاً أيها الليل...

إن كنت مقبلاً ...

ولا تغادر بالحنين عجلاً

 إن كنتَ هيّأتَ للحبيب متكأً

فلا تضرب بالصدّ رأبا

قد جاوزتُ كوني محباً

وشوقي بين المتنادين لهبا

كتبته جهراً بين صحاف أضلعي

ولقاؤه بحلو العصاري دأبا

فما لي أنشد بالصفح حجّابك

وشمسي هناك تزاورني ضحكا

بين مغيب أمات فيّ أملا

وبين حبيباً في ظلام قد لاح

 أقف على بابك حيران

 و في أنيني عشق من تلدا

هام الهوى خلف أستارك

 و برد نسائمه رقصت لكما

 الحلم بروحي يقظ سيعود

أيكون لي وتراً في تآلفكما

أنتما هناك أمل من ماض

لست أدري لم يكون صدكما

 فياخوفي من غياب يعاودني

وصبري ولهفي إليك ينفذ

أنا حيران بانتظار  موعدكما

 ويا صدى الحب الزاهر تألق

أصبو لجمع الشجون في نفسي

وسمعي رهيف لدندة لحنكما

أيها الليل أنا مثل الطيور

في كينونة تعلق غريزتها

تهيب الغروب بقسوته

ودفء الشغاف على أعشاشها

لاتدري من بالخدر يثلج الفؤاد   

 فهل يذهبها شجى الحنين           

ببعدها الآسي عن مأواها

فياحبيباً هناك أوسع  منازلك

و أمهل مضيفك ليهل مرتقبا

تكحّل بالسواد لتقرّ عيناً

وتبسّم بالثغر منك تكرما

ناد بصوت الصبا وتهيأ

 إن كنت لمقدمي غير سئما

أكرم بحسنك الفتان  وأضىْء

قناديل الدرب لولهان تعبا

ما ظنه بلهفة لقائك يطول

والغروب آذن لليل أن يأتيَ

ياقلبي أمهل شغافك وتجلد

وارقب العتمة وأنخ الخفقان

شد حبا ل وشائجك وتمنى

كيف وجه الحبيب وقد كانَ

ماكنت آتي لوكان حبك مات

أوكان في حياتي جبر أوغراما

فامدد يديك لحلو الغرام

واصبوا ضحكا للقياي رحبا

ما ترددت في ذكرك مراراً

وما أخفيت حلمي بك جهارا

قل للبحر كم سألتُ موجه

و البحّار لمّا رآني ثار غضبا

وحده مركبي كان بي مرح

لمّا شقّت له الأمواج العبابا

قد حثّ الخطى وكأنه بي عليم

شرود عيناي والغروب كان سبقا

 بين تضائل الزمن وازدياد التنهد

يحل الليل واسمع لندائي جوابا

يا رضى الروح سرمدي تمهلاً

فها قد هلّت ملامحه وانفرج البابا

هل ترين ياعين رؤى الأحبة

حين تفرّ الهواجس ويهزم الإكتئاب

فما بالي أزيدكم تعالياً وهمّتي

لم تطب فآثرت بليلها احتجابا

يارؤى الولهان كم بصحوك

أعيش التمني وأرجو لك الشفاء

مامن حبيب إلاّ خلاه سقم

فاسأل السقم

كم من حبيب خلّيتهُ اعتناقا

وسوم: العدد 706