همسات القمر 173

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*بألوان الأماني الدافئة رسمت لوحة فجر زاه على جدار الحلم

أتكون؟

*أما مللت السهاد أيها البدر القابع في شرفة الانتظار؟

*أحلّق في غابات فكري بحرية لا تعرف القيود

أحتطب بعض أشجارها أجعل منها كوخا يؤوي أحلامي المتشردة

يشدّني المدى البعيد يناجيني بلا صوت ولا همس

تردد الروح بإشفاق وحدب: لا بأس

*تستضيفنا في شرفاتها الملأى بالزهور برهة من فرح، ثم تدلينا عبر أسوارها الشاهقة دون حبل نجاة!

*للمسافات معنى يختلف باختلاف الإحساس والشعور

وللمشاعر حساباتها التي لا تعرف قانونا ولا تعترف بجواز مرور

دولة من الفوضى والعبث والحلم والخيال.. 

طير شارد متمرد لا يعرف المحال

ضعيف هش لا يقيم اعوجاجه نداء عقل أو توسل ورجاء.. قوي جبار صامد رغم الشدة واللأواء

ينبعث بنشيج الذكريات والأماني الدافئة حينا.. وحينا يرقص بعصا جنونه ملقيا وراءه رداء الكبرياء..

*من لوّث خبز الحياة وجعله منفّرا لشهيتنا؟

*على قارعة الانتظار.. أفترش رصيف القلب بعين ترقب الأفق البعيد

قلم بيد، وممحاة بأخرى

ونفس متلهفة على بسمة تسدل بنشوتها الستار

*على تضاريس النفس تهيم الروح حائرة ما بين روضة وصحراء

تستفيء ظلال الأولى، وتستجير من رمضاء الأخرى بهمسة ودعاء

*قد أخسر كثيرا

قد أتعثر في شباك الخواء والأنين

قد أقرع أبوابا أوصدت بأقفال الجفاء

قد تضج الدمعة في محاجر البكاء

قد وقد وقد..

قد يستحيل كل ما حولي سرابا أو هباء منثورا ولكن..

هي نفسي باقية أمام مرآتها تقرأ سطور الروح بذات الصوت، ذات الحب، ذات الحنين..

ما ضرّني لو خسرت كل شيء وكسبتها ما دام حبلها نية صافية موصولة برب العالمين

وسوم: العدد 741