تعالي نتقاسم العتاب

سألت زهيراً وفي قلبي شبمُ

هل لأبي الطيب في سأمه سبب

قال سئم الصحبة من رغد      .

وليس في حياضه آهة ولا حُب

ملأ الدنيا فتوة وسميرا

وما بليلى من شغافه ولا ترب

وها أنذا والثمانين وما أهرم

فما لقلبي أُخيّ يقاسمه

فقد كفاه سم الركض والخبب

.................

ذاك رهن عتاب لما خلت

بالصبح شمس

 ولم ترد منك الكتب

ألفيتُ هاجساً وقلبي يخفق

ما بالحبيب أرق ليل وعجب

فهل لي بالركاب على عجل

لعلّ السُّهاد أضرم ناره

وعلَّ فيها الجسد أو القلب

مضت أنواء وأخرى بعدها

ما لحيرتي برؤياك جدٌ ولا لعب

جفيتِ التداني حين راحت

بالديار عفراء قفر

فعجلتِ الرحيل وشددت الركب

ما كان البيت هنا منك طلل

ولكن كان لك السؤال والعتب

وما كان الدمع بالذي يكبكب

ذرى الرماد بخلفك عيني

ونبرصوتك في الأطلال لهب

قلت هل من يد تشدني

إذا ما الريح جالت وأنا تعب

علّ من يسمعك زئيرها

ففيه ركام شوقي كأنه السحب

...................

هذا وصف حال فراقك

فما أقرأ عن حالي

كجلمود همّ ٍيجلوه ندم

أو يشده طيب منك فيسحب

تعالي نتقاسم الكوى 

ولو كان العذر أوارُ حرب

فما كان عذراً لعبس وذبيان

لا أكلوا فيها قتاتاً  ولاشربوا

تعالي نتقاسم العتاب ..مرّة

ومرّة نعيش السراب

اكتبي حرفاً وشكله ألف

وشكلاً من حرفي يتيم

يضاء له الليل في حلكته

 فتغار منه القناديل والشُهب

وسوم: العدد 743