مدفئة واشتياق ...

لم يتوقف المطر تلك الليلة .كانت احلامي مصافحتا للشتاء .ابحث في كل قطرة مطر عن حلم لم يتحقق .ابحث في برد ذاك الشتاء عن اطياف احبه

لطالما جمعتني بهم مدفئة شتاء مضى

تتصافح الاحزان في قلبي مع امطاره

اجالس اطياف من احببت عني ورحل للاعودة

وفي كل يوم يمر

ازداد اشياقا لهم

للاحبه الراحلين

ازداد حاجة لهم

في كل يوم اتمنى ان تعطيني الحياة فرصة واحده لاجالسهم حول مدفئة الشتاء

ان اشعل معهم نار الاشياق الموقدة

ان المح اعينهم المتقدة بنيران الامل

ان المح بسمتهم

مرة واحدة

رجوت الحياة ان تعطيني فرصة لاصافح دفىء قلوبهم .

ولكن كان المطر ذلك المساء شديدا اكثر من اي يوم

لم يمنعني ذلك من ان اذهب اليهم .في ليل شديد الظلام .لم يكن فيه سوى قمر اوشك على الغياب

وغيم يحبس خلفه سماء ما عادت فيها اي نجوم

ذهبت لا احمل الا شعلة الاشتياق لهم

لعلي اصافح ارواحهم .اشتم رائحة تراب اختلط ببقاياهم .

وقفت بذلك المطر .قرب قبر احتوى كل من احب ومن احببت . لامسته بيدي .كان باردا مبتلا .ولكن

ولكنه جعلني اشعر بالامان

جالست قبر الاحبة للحظة

حملت ما تبقى من نفسي ورحلت .

وان كان جزء كبير مني بقي هناك حيث احبني

حيث سكنت روح امي واخي ....

غالية انت ...

وتزداد محبتي كلما ابتعدتي ...

نحن للاسف ...لا نعلم قيمة الاشياء الا عندما نفقدها

يا زهرتي التي فقدت...

عدت مبتلة الى موقدي وحيدة الا من ذكرياتي ...

علقت معطفي ..اشعلت نار موقدي

وهطلت دموعي كمطر ...

وابتسمت...

وسوم: العدد 748