همسات القمر 189

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*حين تنحرف الخطى عن مسارها وتضيع بوصلة هدفها

الأولى أن تعود إلى نقطة البداية لتنطق مجددا بنية صادقة وعزم أكيد، وإلا فستبقى تضيع في دائرة التيه .

ضريرة لا ترى بصيصا من نور يخرجها من دوامة بجنون خانق تدور، متقلبة  على جوانب تصفعها ليل نهار  ، فلا تسعف نفسها برأي أو قرار!

أنقبل الموت ولا زلنا نحسب على أهل الحياة؟!

* وتكثر القمم

وبعد كل قمة، نلملم الأوراق في محافظ الزمن.. نتركها لقادم القمم

الدمع لم يجف، الدمّ يملأ الساحات، المشهد كله صارخ بأنّة وعبرة وكثير آهاات

سيوفنا منكسة رؤوسها، حزينة مذ باتت للرقص للإسفاف لباطل يلبس ثوب حق وما ارتفعت للحق راية ولا بلغنا بها غاية

أموالنا خيراتنا كل ما فينا منهوب مسلوب لصاحب القدم

لا بأس عليك أمتي، لا تجزعي ففي كل خطب ينشب الأظفار في قلوبنا

نلبي صوت مسرحية يعتلي صاحبها مسرح الأحداث صارخا :

حي على القمم

*شجرة عتيقة تظلل الشارع وتحنو على العابرين 

تتصفح الوجوه، تحدق في قلوبهم تقرأ حروف الزمن في عيونهم، تستقي منها حديث مشاعرهم وأحاسيسهم

تبتسم، تتألم، تحنو بنسمة هادئة تبلسم

ترجع أعواما طويلة تقلّب ذكريات عمرها الكبير،تضيف إليها الكثير

تودّع الراحلين وتمد أغصان عطائها تستقبل المزيد من القادمين

ماء وطين، وبذرة نقية عقدت عهدا صادقا مع السنين

حكاية نعمة، لا تعرف الأفول، ونضارة منحة لا ينال منها الذبول

هنا وهناك، في دروب الواقع، أم في محابر الخيال والحكايات، ما بدأ بنية خالصة، لا يكتب إلا في سجل الخالدين..

*يا ليل ..

كم وصمناك بعار لست صاحبه.. وكم ملأناك هموما أثقلت كواهلنا .. وكم ذرفنا بين يديك دموعنا.. وكم خبأنا تحت وسائدك حكايا حارت تفاصيلها في دواخلنا..

شاركتنا سهدنا، آنست وحدتنا ومنحتنا جسدك ورقة نخط عليها اختلاجات أنفسنا ونلملم بها فوضى دواخلنا..

ورغم كل شيء.. جعلناك مشجبا نعلق عليه خيبات آمالنا وحسرات نفوسنا..

نطالبك بالرحيل.. . وما نظرنا في دواخلنا لندرك أن العلة فينا، وأن الشمس التي نرقبها كل يوما لا تغير حالنا ولا تجفف دمع مآقينا..

نسينا أن الليل والنهار لا يكونان إلا لصاحب القرار..

أضعنا حقنا بثرثرة عابرة و خطى حائرة..

وبقينا على شاطئ العجز ننتظر نوارس البشرى ترفرف بجناحي الفخار..

سامحنا يا ليل .. فما عادت بوصلتنا تهتدي السبيل، منذ اتخذنا مقامنا في مسجد الضرار.

وسوم: العدد 753