أشواك البراري وطفولة جميل السلحوت

clip_image002_9aafe.jpg 

clip_image004_6f846.jpg

يقع كتاب أشواك البراري-طفولتي في 221  صفحة من الحجم المتوسط ، وهو صادر عن مكتبة كل شيء الحيفاوية. ويحمل غلافه الأوّل لوحة للفنان التّشكيلي محمد نصر الله،  وتصميم شربل الياس.

الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية عن مرحلة الطفولة للأديب الكبير جميل السّلحوت، تناول بها عدّة مواضيع متشابكة من حيث الحدث والأهميّة والتّسلسل ؛ ولد الكاتب في عام 1949

وعاش ذلك الجيل حياة بائسة بكل المقاييس وأيضا آباؤهم كذلك. أمّا الواقع الاجتماعي والسّياسي فكان احتلال أهلك الشّجر والحجر.

بدأ الكاتب بالجذور حيث لا يمكن للمرء أن يتحدّث عن مسيرته الحياتيّة دون العودة إلى جذوره.

كانت نسبة الوفيات عالية جدا خاصّة بين الأطفال، ومعظمها ناتج عن الجهل والموروثات المبتذلة البعيدة عن الحقائق العلمية والصّحيّة.

                المرأة لم يكن لها أي اعتبار في ذلك الزّمان، ولم تقتصر أدوارها على الانجاب فقط، فكانت تزرع وتحصد وتحلب الأغنام وتزيل الأشواك من الأرض، ولا يحق للمرأة أن تقول لا.

   النساء والأطفال ممنوعون من إبداء الرأي ، وأيضا ممنوع أن يتكلم الأبناء بوجود الآباء والأجداد، والجدّ هو صاحب الرأي والمشورة في تزويج حفيداته.

" ابنك لك وبنتك لغيرك"ص20

   تطرّق الكاتب لزواج البدل والأقارب وما نتج عنه من مشاكل اجتماعية؛ وصحيّة مثل العقم وأمراض أخرى. أمّا بالنسبة للبنات والتّعليم فقد تأخّر كثيرا عن تعليم الأبناء في مدارس السّواحرة، حيث ولد ونشأ الكاتب، والأبناء الّذين تعلّموا هم من ضغطوا لتعليم أخواتهم كما جاء في الكتاب أنّ القائد عبد القادر الحسيني حثّ على الأهالي على تعليم أبنائهم.

كانت في تلك الفترة عادات بدائية منها تبخير الأطفال الذكور خوفا من الحسد، أما الاناث فإنّهن لا يتعرضن للحسد! وكانت هنالك عدّة تعويذات ذكرها الكاتب في الكتاب ص 31-32

" عين الحسود فيها عود، وبكرا ياكلها الدّود "ص31

في الصّف الأوّل كان الكاتب التّلميذ رقم 63 ، في غرفة صفّ صغيرة وضيّقة، وبالرغم من ذلك كان الأذكى في الحارة.

تراودت القصص والأمثال الشّعبيّة والعادات والتّقاليد ما بين مد وجزر في الكتاب وكانت قصص الطفولة تجذب القارئ لتلك المرحلة.

أطفال تلك المرحلة كانوا يعملون، ومن الأعمال التي كان يقوم بها بعض الصغار بيع الأسكيمو " البوظة"والعمل في حفريات الآثار.

وهنالك عدد من الأغاني الخاصة بالأطفال في تللك المرحالة ورد ذكرها في الكتاب ص110-129

" بكرة العيد وبنعيد...بنذبح بقرة السّيد

بكرة العيد يا مسعود...دارت الميّه في العود"ص119

وأيضا تم ذكر الألعاب الشّعبيّة للأطفال منها :

         مع العقارب  ومحاربة الدّبابير، وأيضا الطّابة، المباطحة، السبع صرارات حجارة والبنانير "الجلول"، الاكس، القرعة بالنقود أو بإخفاء الصرارة، القرعة بالقدم، شدّ الحبل، مطاقشة البيض، يا عمّي وين الطّريق، نطّ الحبل، عسكر وحراميّة، الحاكم اللّص، الجلّاد والمجلود، طاق طاق طاقيّة، الكال، الشّعبة وغيرها .

ركّز الكاتب على أهميّة التّعليم وشغفه بالقراءة والمطالعة  والاجتهاد والتّعليم.  

كان الأسلوب جميلا وشيّقا حبذا قراءتها من طلبة المدارس وأخذ العبر المنتقاة.

وسوم: العدد 779