الاتجاه السياسي في شعر الدكتور أنور محمد الحجي

sfdgsfg1058.jpg

تناول الشاعر د أنور الحجي في شعره عدة أغراض شعرية، منها الديني، وأغلبها السياسي، وقلما نجد الغرض الوجداني في شعره.

فهو شاعر رسالي يؤمن بمسؤولية الأدب، والشعر عنده هادف .

إنه شاعر إسلامي ملتزم يتبنى قضايا الأمة من حرية وكرامة ومساواة..

عالج في شعره السياسي قضايا الثورة السورية، وانتقد الطواغيت وأعوانهم، وفضح الدور الإيراني والروسي .

بُثينة ثُعـبــــان:

ويوجه الشاعر د. أنور الحجي انتقاداً لاذعا لبثينة شعبان، معاونة وزير الخارجية السورية التي صارت بوقا للطاغية، وراحت تكذب وتفتري، حيث يقول في الرد عليها، ويسميها (بثينة ثعبان):

وَثُعـبــــانٌ لَــهُ في الشَّــــامِ نَسلٌ

شَــديـــدُ الـوَقْــعِ أَسْـمـوهُ بُثَـيـناْ

فَــإنْ زَفَــرَتْ فَـزَفْـرَتُها فَحَـيـحٌ

وَإنْ نَظَـرَتْ تُصيبُ العَـينَ عَيناْ

وإنْ نَطَـقَتْ هي الـدَّجَـلُ المُصَفَّى

وإنْ صَمَتَـتْ فَـــأســوأ ما لــدينـا

ويقتبس الشاعر من سورة المسد حبال (حمالة الحطب)، ويقلد به جيد هذه المرأة التي أصبحت من أعوان الظلمة:

لَها في الجِـيْـــدِ مِـنْ مَسَـدٍ حِبـالٌ

فَـقَـدْ وَفَّــتْ لِـــذاتِ الجِـيــدِ دَيْنـاْ

بُثَـيـنُ الخُـبْـثِ مِـن إبليـسِ نَسْـلٌ

غُــــرابُ البـَيـنِ فَـاقَ البَيْنَ بَيْـناْ

فهي خبيثة استمدت كيدها من إبليس، فأضحى كيدها عظيماً يفوق كيد سيدها، وإن تسميتها بالثعبان قليل في حقها:

إذا قُــلـنـا هي الـثُّـعـبـــانُ كُــنَّـــا

لِــذاتِ السُّــمِّ بـالـمَـعنى هَـجَـيـنـا

فَقَـدْ كـانتْ لَــدى الـمَـقـبـورِ نابٌ

وذاكَ الـعُـهـــرُ إنَّــا مــا نَسَـيْـنـا

وأَكـمَــلَتِ الـنَّجــاسَــةَ في وَريثٍ

بِــذاتِ السُّــــمِّ فـي دَربٍ مَشَــيْـنـا

إلى جُـحْـرِ النّـِفــاقِ تَراهــا تَحبـو

وَمِن خُبثِ الطِّـوى تَمشي الهُوَينى  

بَكى الثُّعـبــانُ حِـيـنَ رَأى بُثَـيـنــا

وقَـــــدْ فــاقَـتْــهُ أهــــــوالاً عَلَـيْنـا

لقد بكى إبليس، وبكى الثعبان حين تفوقت بثينة شعبان عليهما في الخبث والمكر.

يـا طفلي المدفون:

ويكتب د. أنور الحجي قصيدة على لسان أب دفن ولده تحت الأنقاض، فيقول:

يا طِفلِيَ المَـدفـونُ يَحضُنُـهُ الثَّرى

والـوَجـهُ مِن حُزنِ الـتُّـرابِ تَعَفَّرا

إهنأ فَحُضنُ الأرضِ ضَمَّكَ حـانياً

مِن عَـربَـداتِ الشَّـرِّ تَفتِكُ بِالوَرى

إهـنـأ فَمـا فَـوقَ الـتُّـرابِ مَـجـازِرٌ

والعَينُ بالعَبَـراتِ أغـفَلهـا الكَـرى

قَـدْ عَـادَ وَأدُكَ يـا صَغيرُ بِظُلمِهمْ

والكُـلُّ يَهـتِـفُ للطُّغـاةِ كَـمـا تَرى

وهذه الجرائم ذكّرت الشاعر الإنسان أنور الحجي بعادات الجاهلية في وأد الطفولة البريئة، فقال:

قَـدْ عـادَ عَهـدُ الجَـاهِـلِيَّةِ عـــاهِراً

وغَدا أبـو جَهـلٍ يُعــاهِــرُ قَيصـراْ

هَــذا زَمـــانُ الظَّــالِمينَ وَحَسـبُـهُ

قَلَمي بِفَضحِ الظَّـــالِمـيـنَ تَخَمَّــرا

واسْـتَـلَّ مِـنْ حِـبـرِ الدُّعـاءِ مِدادَهُ

وَرَمـى بِــأَحـــرُفـِــهِ بَغـيّاً أَزعَرا

ويعاهد الشاعر أمته بأنه سوف يبقى محارباً للطغاة ما رمشت له عين، وما خفق له قلب...

سَأظَـلُّ حرفاً للطُّغــاةِ مُحـارِبـاً

كالصُّبحِ يَخـرُجُ للظَّــلامِ مُحَسـِّرا

يا مَنْ يَـرى سُبُلَ الرّجـاءِ فَــإنَّني

قَـدْ تُهتُ في سُبُـلِ الضَّياعِ مُحَيَّرا

فالقَتـلُ أصبحَ في الحَيـاةِ تَفـاخُـراً

يَختـالُ ذِئبُ الظَّــالِمينَ تَبَخـتُــرا

ويستنكر صمت العالم المتمدن على قتل الطفولة...

فَهُـنـا بِأرضِ الشَّـامِ عَـربَـدَ فـاجِرٌ

ذَبَـحَ الطُّفـولَــةَ بـاكِـــراً وَتَجَـبَّـرا

ويفضح الشاعر صمت مجلس الأمن، ويسميه مجلس الظلم؛ لأنه لعب دور الشيطان الأخرس الذي يرى الظلم فيسكت..

فـي عــالَمٍ صَمَتَ الضَّمـيـرُ تَقيَّـةً

عَـن وَجهِـهِ المَملوءِ خُبثـاً أسـفَـرا

وَبِمَجـلِـسٍ للـظُّـــلـمِ آذَرَ بَـغــيَـــهُ

فَبَغى وَدَمَّــــرَ في البِـلادِ وَهَجَّـرا

تَركـوكَ تَفـتـِكُ بالعِبـادِ وَجُرحُــنـا

مِن دَمعِهِ المَسفوحِ قد بلغَ الـذُّرى

لَكِـنَّ دَربي للـــرَّجــــاءِ عَــرَفـتُـهُ

مِنْ آيَـةٍ عَصمـاءِ مِـن أُمِّ الـقُــرى

مَن يَبتغي غَـيرَ الــرَّسولِ لِــواءَهُ

أو غَيرَ دَربِ الحَـقِّ يَغــدو خاسِرا

فَـبِـكَ الـرَّجـاءُ إليكَ أرفَعُ شَكوَتي

مِن عـالَمٍ ذَبَحَ الطُّفـولَـةَ وافـتـرى

سَيجيءُ وَعـدكَ يا إِلَـهُ مَع النَّـدى

نَصــراً على كُـلِّ الطُّغـاةِ مُـؤَزَّرا

وسوار كسرى خاسر بمزادي:

ويوجه الشاعر نقدا لاذعا للدور الإيراني الرخيص في سورية، والعراق، ولبنان، واليمن، فقد سعى القوم في فساد الديار والقتل والتخريب....

تَـتَـفـاخَـــرونَ الـيَـــومَ في إبعــادي

والـــدّارُ تَسْكُــنُ في فُــؤادِ فُــؤادي

والــدَّربُ ما بَين السُّـهـولِ يَضُمُّني

فَــأَشُـمُّ عِـطــرَ حَـضــارَةِ الأجــدادِ

تَـتَـفـاخَــرونَ كَما اليَهودُ تَفـاخَـرَتْ

يـا عُـصبَـةَ الإجــــرامِ والإفســـــادِ

إذْ هَـجَّـــروا الشَّـعـبَ الأَبيَّ بِنَكـبَـةٍ

بِـتـــآمُــرِ الحُـكَّـــــامِ والأسـيــــــادِ

والـيَـومُ في غُــرَفِ الظَّلامِ بِمَجلِسٍ

للأَمــنِ تُـرسَـمُ خِـطَّــــةَ الإبـعـــــادِ

الـيَـومُ صِهـيـو وَالمَجــوسُ تَــآلَـفوا

كَـتـــآلُـفِ الـجَـــــزَّارِ والـــجَــــلَّادِ

وفضح الشاعر أكذوبة حماية المراقد الشيعية من أهل السنة، ويقول لهم لقد كانت المراقد في أمان طيلة قرون في حماية السنة، فإذا تعرضت للأذى فسبب جرائمكم، وعلى نفسها تجني براقش...

فَـالـفُـرسُ يَحـمـونَ المَراقِـدَ عِـنـدَنا

وَيَهـــودُهُـمْ جَـــاؤوا لأَرضِ مِـعـادِ

والأرضُ أرضي والمَراقِدُ عِزوَتي

وَدِمـــاؤُهُـــمْ تَمـتَـــــدُّ فــي أولادي

وَيَجيءُ ابنُ الـفُــرسِ يَطـرِقُ بـابَنـا

طَــرقــــاً تَــوشَّحَ خُــبـثُـــهُ بِســوادِ

بِالحِـقـدِ جــاؤوا مِن لَظى نِـيـرانِهِم

والـنَّــارُ تَـأكُـــلُ غِـيــرَةَ الأوغـــادِ

يــا أيُّهـا الـفُــرْسُ اخـمِدوا نِيـرانَكُمْ

ما عــادَ في كِسرى غَــــــدٌ بِــرَدادِ

سَـعــدٌ وَراءَ الـبــابِ يَشـحَــذُ سَيـفَهُ

وابنُ الــوَلـيـــدِ مُــصَبِّحٌ بِـجَـــــوادِ

ويذكر الشاعر بطولات الثوار الذين أعادوا لنا بطولات سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في القضاء على دولة كسرى..

والسَّـاهِرونَ على الثُّغورِ فَـوارِسٌ

سَتُحيلُ نــارَ الـفُـرْسِ طَيـفَ رَمـادِ

وَتُحَـطِّـمُ الإيــوانَ فَـــوقَ رُؤوسِكٌمْ

وَسِـوارُ كِسرى خَـــاسِـرٌ بِـمزادي

خَسِئَتْ فُـلـولُ الفُـرْسِ في أحقادِهِمْ

فَـالأرضُ أرضي والـبِـلادُ بِــلادي

وتعود في حضن النجاسة:

وقد كتب شاعرنا د. أنور الحجي قصيدة إلى الذين عادوا إلى الحضن القذر، وتذرعوا بحجة واهية، وأجازوا لأنفسهم أن يكونوا أعوانا للظلمة ..

وَتَعودُ في حُضنِ النَّجـاسَةِ مُرغَمـاً

أمْ مُغـــرَماً بِنَجـــاسَةِ الطُّغــيـــانِ

أمْ كُنتَ تَرجـو في المَهاجِرِ مَنصِباً

أو يَلتَقيكَ الهَـجــــرُ بِــالأحضــــانِ

أمْ غَــايَــةً في النَّفسِ كُـنتَ تَرومُها

أمْ مَغنـَمـاً تَرجــوهُ فــي المـيـــزانِ

أمْ غالَبَـتـكَ النَّـفسُ تَرجِـعُ صاغِـراً

نَفسُ العَـبـيــدِ رَهــيــنَـــةٌ بِعـنـــانِ

الحنين إلى الاستبداد:

ويفضح الشاعر هؤلاء الشبيحة الذين راحوا يحنون، ويشتاقون للعبودية والذل والاستبداد (كنا عايشين)، وبعضهم عاد فعلاً يرسف بقيوده:

تَشـتـــاقُ للـقَــيـدِ الـمَـريــرِ بِلَهـفَــةٍ

وَعِـبــادَةِ الطُّغــيـــانِ والأوثــــــانِ

ما كُـنـتَ حُــرّاً حيـنَ كُنتَ مُهاجِراً

بَـلْ هـائِمــاً قَــدْ تـــاهَ في الرُّكـبـانِ

فـارْجِعْ ذَلـيـلاً حَـيثُ كُنتَ فَثَورَتي

أولى بِطُـهــرِ الــنَّـفسِ والأبـــــدانٍ

وارْجِـعْ إلى الـبُـوطِ المُـلَوَّثِ خِسَّةً

مَــرِّغْ جَـبـيــنَ الـــــعارِ بالسِّيـقـانِ

مـا أنتَ إلّأ في المجــالِسِ خِــرقَــةٌ

مَسـِّــحْ نِـفـــــاقَ الـنَّـفسِ بِـالأدرانِ

وارْكَـبْ رِكـــابَ العـائِـدينَ بِذُلِّـهـِمْ

مــا ضــاقَ رَكـبُ الــذُّلِّ بِالقِطعـانِ

ويوجه الشاعر د. أنور محمد الحجي التحية لثورة الأحرار الصامدين الذين بقوا شامخين، وشعارهم الجوع خير من الركوع...

وَلـثـورَةِ الأحـــرارِ زادَ بَهــاؤُهـــا

مـا كــانَ هـــــامُ النَّخــلِ للخِـرفـانِ

فَهُـنــا طُـيــورُ الحُـرِّ تَخفِـقُ ثَـورَةً

وَتُسَـطِّـرُ الآفــــــاقَ بــالإيمــــــانِ

دعــوا حــرفي:

وكتب الشاعر قصيدة طلب فيها من العذال أن يخلّوا بينه وبين الصعاب التي يواجهها في أداء أمانة الشعر، ورسالته، وسوف تهون في عينه المحاطر ويركب الأهوال حتى يصل إلى هدفه

دَعــوا حَـرفي فَقَـدْ أَلِـفَ الصَّعابا

وَأصبَحَتِ النُّسـورُ لَـــهُ صِحـابــا

لِأقطِفَ مِن سَـنا الجَـوزاءِ حُــلْمـاً

وَمَـتـنَ الغَــيـمِ أجـعَــلَـهُ رِكــابــا

ذَروا حَـرفي طَـليقـاً كَالضَّـواري

يُـقــــارِعُ في تَــمَــــرُّدِهِ ذِئـــابـــا

وَيَحـنـو كَالضُّلـــوعِ بِكُـــلِّ حُــبٍّ

إذا مــــا رامَ ذي وَصـــلٍ مَــآبـــا

وَأُومِضُ كَالـنَّـهـــارِ يَشِعُّ حَـرفي

فَيَبني في السُّـطـــورِ لَــــهُ كِتـابـا

ويطلب لشعره الحرية من القيود، وينطلق كالبركان، وتأتيه المعاجم طائعة، فينظمها قافية غراء ولحناً جميلاً...

دَعـو حَــرفي فَــــــلا يُثنيهِ قَـيـــدٌ

يَــرُدُّ الـبــــابَ ثُــمَّ يَـقُـــــدُّ بــابــا

جُنـونُ الحَــرفِ في غِمــدِ الَّليالي

كَما البُركــانُ مِن صَخــرٍ تَـرابى

فَـــأزبَـــدَ ثُــمَّ أزبَـــــدَ ثُـمَّ أرغـى

أحـالَ الصَّخـرَ مِن غَضَبٍ سَرابا

فـتـــأتـيــهِ المَـعـــاجِـمُ طـائِعــاتٍ

وَتَــأتَمِـرُ الحُــــروفُ لَـهُ رِغـابــا

فيَـنسُجُـهــا بِـقــــــافِــيَــــةٍ تُـغَـنّي

عـلى القـيـثــارِ أُلحـــانــاً عِـــذابـا

أمــاتَتني القُـيــــــودُ فَحَـطِّـمـــوها

أطــارَ الـقَـيـدُ مِن قَـلمي صَـوابــا

وأصبحت حروف الشعر لدى الحجي تفيض حباً، وتعيد شباب الأمة، وتوحد الصف، ..

دَعوني والحُروفُ نَفيضُ حُـبّـــــاً

لِشِـيبِ العُـمْـرِ نُرجِـعُـهــا شَـبـابـا

وأحـيـا والـيَــراعُ على الـتَّـــلاقي  

فَطَعمُ الـعَيشِ والأقـــــلامُ طـــابَ

دَعـــوا قَلَمي فَـقَـدْ أَلِــفَ السَّواقي

فَــــداعَبَ في تَشَـرُّدِهِ الشِّـعـــابـــا  

دَعـــــــوهُ يَلـثُـمُ الأوراقَ شِـعــراً

وَمِـن نَجـــواهُ يُمطِـرهـا شَـــرابـا

وَيَمخُـرُ في جُـنونِ البَحـرِ مَوجـاً

إذا مــا الشَّــطُّ نــــاداهُ استجـــابَ

فَـيَـغـمُـرُهُ بِمــاءٍ مِــن غَـــــــــرامٍ

رِمـــالُ الشَّـطِّ تَحضُنُـهُ سِـغـــابــا

فَـيَغـــدو ثُـمَّ يَـرجِــــعُ ثُــمَّ يَغــدو

دُمـــوعَ الــوَجــدِ أردَفَهــا إيـابــا

يُغـــامِـــرُ كــــالشِّراعِ بِكُـلِّ بَحـرٍ

وَيَمخــــر في مَتــاهَـتِــــهِ عُـبـابـا

وَحِـيـنَ يَضوعُ في الـدّيـوانِ حُبّـاً

يَصُبُّ الشِّعـرَ في سَطري فَـــذابَ

أنــا حُــــرٌّ لَـــهُ الأحــلامُ تَغـدو

سُــــؤالُ الحُـرِّ لا يَرجـو جَـوابــا

أزيحـــوا قَبـضَـةَ السَّــجــانِ عَنّي

فَشِـعـرُ الـحُــرِّ لا يَـرضى عَــذابا

ويؤكد الشاعر بأنه حرٌّ يطرح أفكاره بكل جرأة وانطلاق ولا يرضى بالرضوخ للسجان، فشعره حر لا يرضى التعذيب.

مزق جــــدار الصمت:

والشاعر د. أنور الحجي يحرض دائما المؤمنين على الجهاد، فالحديد لا يفله إلا الحديد، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة..

مَزِّقْ جِدارَ الصَّمتِ واخْتَصِرِ الرَّدى

واحْــرِقْ لَــظى الـنِّـيـرانِ بِـالـنِّـيـرانِ

واكْـتُـبْ بِحَــدِّ السَّيفِ مَجــدَكَ دامِـيـاً

وامْضِ إلى الطّــاغــوتِ كـالـبُــركانِ

زَمجِـرْ بِصَـوتٍ لا يُطـــالُ سَـمـاعُـهُ

بَـــــدِّدْ سـَـــوادَ اللَّــيــلِ بِــالألــــوانِ

ويطلب من الأحرار أن يعبروا درب الخلود، وأن يكفروا بالقانون الدولي الذي ينحاز للأقوياء، ولا يحترم إرادة الشعوب المقهورة...

واعْـبُـرْ إلــى دَربِ الــخُـلـودِ فَــإنَّــهُ

ما عـــادَ فـي مَســراكَ دَربٌ ثــــاني

واكْــفُـــرْ بِقـــانـــونِ الــزَّمـانِ فَــإنَّهُ

وَثَـنُ نَمــــا مِــن أحــرُفِ الأوثـــانِ

دَمِّـــرْ زَمــــانَ الـبَـغيِ دُكَّ عُـروشَهُ

أغْـــــــرِقْ سَـــلامَ الزِّيفِ بِالطَّـوفانِ

واكْـتُـبْ بِشـِعْـــرِكَ ثَــــورةً لا تَنتَهي

فَــالظُّـلمُ عــــاثَ على مَـدى أوطاني

دَمْدِمْ بِصَوتِ الحَـقِّ لا تَخشى الرَّدى

حُكِمَتْ سَـفـيـن الـعَـــدلِ بِالـقُــرصانِ

وَذِئــابُ أهــلِ الأرضِ سـاموا شامَنا

سَكَـبــوا سُمــومَ الـمَــوتِ بِالـغُــدران

وَتَكالَــبــوا بَغــيــاً بِـــأرضٍ حَسبُها

زَرَعَـتْ زُهـــــورَ الـنّـورِ بِالجُـدرانِ

ويصور حال الشام التي أحرقتها الأحقاد الطائفية فكم طفل بريء غدا شهيداً، وكم صغير شاب شعره، وكم حارة دمرتها البراميل، وكم شجرة قلعت، ..

والشّــامُ تُحـرَق لا نَصـيـرَ لِحـالِهـا

شَـرِبَتْ كُــؤوسَ الـغَــــدرِ والخُـذلانِ

كَـمْ طِـفــلَـةٌ تـاهَــتْ يُغـالِبُها الرّدى

سُـجِـنَـتْ بِــقَهـرِ الضَّـيمِ والأحـــزانِ

كَـمْ مِن صَغـيـرِ السِّنِّ شــاخَ مَواجِعاً

كَـمْ مِن كَـبـيـرٍ مـــاتَ بِالـحِــــرمــانِ

كَـمْ دَمَّــرَ الطُّـغـيــــانُ في حــاراتِـنـا

كَــمْ أحــرَقــوا أجســـادَنــا بِـثـــواني

ويطلب من الشباب النفير كالزلزال في وجه الطغيان، إن كان يطمع بالجنة

فــانْـفُـرْ كَـما الـزِّلــزالُ يأتي عاصِفاً

مـا عــــادَ في الــدُّنيــا قُلـوبُ حـَنـانِ

فَهـنـاكَ في الأخــــرى تَلـــوذُ بِجَـنَّـةٍ

وَبِــرَوضَـةٍ في رَحــمَـــةِ الــرَّحـمَنِ

جِـبــــالي أنجَبَتْ عَـرَبــا (القدس عاصمتي):

وكتب د. أنور الحجي رافعاً شعار القدس عاصمتي ويصرح الشاعر بأنه حين ذهب إلى القدس صارت حروفه ذهباً، وعباراته سيوفاً ورماحاً:

أتَـيـتُ لِــواجِــبٍ وَجَــبــا

لأرسُــمَ بالــنَّــدى أدَبـــا

أتَـيـتُ المَسجِــدَ الأقصى

فَصــارَتْ أحـرُفي ذَهَـبـا

وَصـارَ البَـحـرُ مِحبَـرَتي

وَصارَتْ أضلُعي قَصَبـا

وَآفــــاقُ السَّـمـا صُحُـفـاً

وَأحـــلامُ الـمَــدى كُـتُـبـا

وَأقــلامي مَــعَ الأحــرارِ

تُـزهِـــرُ كــالسَّـنا شُـهُـبـا

أتـيـتُ وَنَـبـضُ قــافِـيَـتي

لأرضٍ تُـنـبِـتُ الـعَـجَــبـا

ويفخر الشاعر على لسان القدس التي كانت مولد المسيح عليه السلام، وفيها جرت العهدة العمرية، وفيها مدينة خليل الرحمن، ...

هُـنــا المـيـــلادُ مَـزروعٌ

هُـنا المَهـدُ الَّـــذي عَشِبـا

هُـنــا والغــارُ يَحـــرُسُـهُ

يَـضُـمُّ يَســوعَـــهُ رَهَـبــا

هُـنــا والعَهـدُ مِـنْ عُـمَـرٍ

بِخَـــطِّ مَـحَـبَّـــةٍ كُـــتِــبـا

كَـــأنَّ الــرَّقــعَ مَعصـومٌ

بِــأعــلامِ الهُــدى نُصِبـا

بِعَـهــدٍ شَــرَّفَ الـــدُّنـيـا

فَـأنبَتَ سَطـرُهــا هُـــدُبــا

هُـنــا دَوحُ الخَـلـيـلِ نَمــا

لاســمِ خَــلـيـلِـنــا نُسـِـــبـا

ويستذكر الشاعر معركة حطين حيث انتصر الحق على الباطل، وانتصر الإسلام على الصليب...

وَجَيشُ غَـدٍ يَصُـدَّ الــرِّيحَ

مِـنْ حِطِّيـنَ قَــــدْ وُهِـــبـا

سَمِعتُ صُراخَ أقـصـانـا

يَصيحُ الحَــقُّ قَـــدْ سُلِـبـا

بِــلادي شَمسُهـا عَــــرَبٌ

وَريحُ الشَّـرقِ ريحُ صَبا

سَلـوا أحجـــارَهـا تَهـفــو

لِصَيحَـــةِ فـــارِسٍ وَثَـبـا

لِســانُ الضّــادِ يُطـرِبُــها

فَيَــرقُصُ صَخرُها طَرَبا

أتَيتُ خَجـــولَــةٌ صوَري

أُعـــاتِبُ أبحُـــري عَـتَـبا

رأيتُ الطِّـفــــلَ هِـمَّـتَـــهُ

تَفـــوقُ رَغــائِبي رَغَــبـا

وَمـــا لانَـتْ عَـــزيمَـتُـــهُ

ولا اسْـتَـغنى ولا رَهِــبـا

كَـــــأنَّ الجُـرحَ عَــلَّــمَــهُ

بِعِـــــزٍّ يَمسَــحُ الــتَّـعَــبا

هُـــو الطِّفــلُ الفِـلَسطيني

سَيُزهِــرُ جُـرحُـهُ لُـجَـبــا

وَيعـــزِفُ لَحــنَ قـافِـيَــةٍ

لِبَيتٍ كـــــــانَ مُغتَصَبـا

هُـنـا أرضي هُنا حَـقـلي

أفـــاضَ الـزَّيتَ والعِـنَبـا

وَيحـلـــو فـي خَـمـيـلَـتِــهِ

نَخـيـــلاً يَنضَحُ الــرُّطَـبا

فَـهُـزّوا نَخـــلَـةَ الــدُّنـيـا

أرى المــيــلادَ قَــدْ قَرُبا

هُـنـــا تـــاريخُ أجـــدادي

بِطــولِ الــدَّهـرِ ما غَرُبا

وَنبـــعُ عُــــروبَتي فـيــهِ

مَـــعَ الأيّــــامِ مــا نَضَـبا

هُـنــا وَهُـــتـافُ أشعــارٍ

بِضـــادٍ تَمـخُــرُ الحُجُـبـا

فِـلَسطيني بِــــروحِ فَــتىً

كَسَـيفٍ سُـــلَّ مـا غُـلِبـا

ويتوعد بني صهيون بأن النصر قادم، ويطلب من العالم أن يقرؤوا التاريخ؛ ليخبرهم عن أحوالنا في الرضا والغضب ...

بَنو صُهـيـــون آفَـــتُــــهُ

تُصيـبُ أديمَــــهُ جَــــرَبا

سَتَحفِــــرُهُ أظــافِـــــرُنـا

بِشَسعِ النَّعـلِ إنْ وَجَـــبـا

سَـلِ التَّاريخَ إنْ عَصَفَتْ

كَـتَـبـنـا حَـــرفَـــهُ لَـهَـبــا

وإنْ جَـنَحَــتْ لِمــــأمَـنَــةٍ

وَسَعــنــا سَــطــرَهُ رَحَبـا

فَهَـــذي القُدسُ عاصِمَتي

وَبَيتي عِــنــدَهـــا نُصِبـا

وأحــــلامي بِهـــا تَنمــو

بِـنَـفسٍ تَعـتَــلي السُّـحُـبــا

فَلا تَخشى على الأقصى

إذا زَلَّ الـفَـــتـى وَكَــبـــا

وَفـي أكـنـافِـــهِ وُلِـــــدَتْ

رِجـــالٌ تَصطَلي غَضَبـا

لقد ولدت أجيال في أكناف بيت المقدس، وقد عاهدوا الله على الحفاظ على القدس الطهور، وقد رضعوا حب الأقصى مع حليب الأمهات...

وَفـيهـا الطِّفـلُ مِن صَغَرِ

بِـثَــديِ حَـــرائِـرٍ شَــرِبـا

أنـــا العَــرَبيُّ إيـمـــــاني

بِمِعـراجِ الهُـــدى رَكِـــبا

وَمَــنْ يَـبـغي لِمَسـجِـــدِنـا

غُـــروباً نُصْـلِــهِ وَصَـبـا

لَـهُ قَــلبي يَهــيـمُ هَـــــوىً

وإنْ يَـبـلُـــغْ مُــنــــاهُ حَـبا

وَفــيــهِ كُـــلُّ طـــارِفَــــةٍ

تَـــرومُ الشَّـــرقَ مُقـتَـرَبا

فَسَـــلهـا تُـخـبِرُ الــدُّنـيـــا

جِـبــــالي أنجَـبـَتْ عَـرَبـا

إلى (تيس الخزعلي):

رد الشاعر د. أنور الحجي على قيس الخزعلي بعد نباحه أنه سيكمل البدر الفارسي في بلاد الشام، فقال:

يَخــورُ الخَــزعَليُّ دَمـاً وَحِـقْـدا

بِسُـمِّ الـفُــــرْسِ يَـنْـفُـثُ ما تَنَـدَّى

يَظُـنُّ الشَّـامَ قَـــــدْ هــانَتْ لِـقِـرْدٍ

وَمهمـا طـــالَ يَبقى الـقِـردُ قِـرْدا

سَـلِ الأيَّـــامَ إنْ أغــــراكَ شَــكٌّ

يَظَــلُّ الـعَــبْــدُ مَهمـا سـادَ عَـبْدا

ولكن خاب فأل قيس الخزعلي الذي صرح بالهلال الشيعي، وقال له ستبقى الشام خير أجناد الأرض، وسوف تبقى وفية للعروبة والإسلام..

يُريــدُ الشَّــامَ للأنجــــاسِ بَــدراً

وَوَجْـــهُ الشَّــامِ شَمْسٌ قَـــدْ تَبَدَّى

تَفيضُ بِنـورِهــا للـنَّــاسِ طَـوعاً

وَتَحــــرِقُ كُــــلَّ قِــرْدٍ إنْ تَعَدَّى

فَهَــذي الشَّــامُ لَــؤلــؤَةُ الَّلـيــالي

تَهِـــلُّ بَشـــائِــراً وَتَفـيـضُ وَرْدا

وَهَـذي الشَّــامُ للأنجــاسِ نــــارٌ

وَسَـيـفٌ للمَجــوسِ يَشِّــعُ حَــــدّا

الشام قبر للغزاة:

ويفتخر الشاعر أنور الحجي بأرض الشام التي أصبحت قبراً للغزاة، فيقول:

وأرضُ الشَّــامِ قَــبْــرٌ للأعـــادي

سَــلِ الـتَّــاريخَ قَــدْ أعيــاهُ عَــدّا

هيَ المَجدُ الَّــــذي كَتَبَ القَـوافي

هيَ الـنَّـثـرُ الَّذي قَـدْ فاضَ سَرْدا

دِمَشقُ الشَّـام للأشـعـــارِ حَـرفٌ

وَسَـعْــدٌ يَمْـــلَأُ الأيَّــــامَ سَــعْــدا

وإســمُ الشـَّـامِ للأعـــرابِ شـامٌ

غَــدَتْ للـنَّـاسِ تـاريخــاً ومَهْــدا

وَهَـــذي الشَّـامُ مِن صُبْحِ الَّليالي

تَـنــامُ عَـزيـمَـةً وَتَـقــــومُ مَجْــدا

وأرض الشام هي مجد للحضارة، وهي نار تحرق الأعداء، وهي عنوان الهداية والرشاد..

وَهَــذي الشَّـــامُ صَرْحٌ للأعـالي

فَكَـيـفَ تَلـيـنُ   للأعــــداءِ خَــدَّا

وَهَـذي الشَّــامُ إنْ غَضِبَتْ لَهيبٌ

وَتَغــدو في لَظى البُركـــانِ بَرْدا

وَتُمْطِـــرُ إذْ تُجـافـيـهـا الَّلـيــالي

وَتُرعِــدُ إنْ طَغى الظُّــلامُ رَعْدا

هيَ الأيَّــامُ قَــدْ أضحَتْ قـُــروناً

هيَ الأقـــلامُ تَبري الرُّشْدَ رُشْدا

هيَ السَّيفُ الَّــذي يَفْــريكَ تَيْسـاً

وَيَحظى الخَـزْعَليُّ دَمـاً وَوَعْــدا

أنـــا شامٌ:

وكتب د. أنور الحجي مصوراً جمال الشام وروعته، وأثار الذكريات في وجدانه مجرد اسم الفتاة شام، فراح يقول:

وَحينَ سَـأَلتُهـا ما الاسمُ قـــالَتْ

أنـا شــامٌ فَــزِدتُ بهــا هِـيـامـا

أنا السِّحرُ المُسافِرُ في السَّواقي

أنا الهَمَساتُ في سَهَــرِ النَّدامى

أنا شــامٌ سـَحــابٌ مِـن عَـبـيـرٍ

أنا الـكَلِمـاتُ قَـدْ نُسـِجَتْ غَراما

أنا للــرَّوضِ زَهرٌ مِن خُزامى

أنا للــريحِ أرشُـقُـهــا رِهـــامــا

أنا الأســرارُ تَفضَحُهــا عُيوني

أنا الغَـمَــزاتُ أرسُمُهــا كَـلامـا

أنا لَـمْسٌ على الكَـفَّـينِ يَصحـو

فَيَـنـشُـرُ في تَــرانيمي سَـلامــا

وسوف تبقى الشام هي الحلم والفجر والحضارة، والنور واللحن، وهي عاصمة الخلافة الأموية ...

أنا الأحـــلامُ والأحـــلامُ تَربُـو

فَتُصبِحُ كُـــلُّ آمــالي كِــــراما

أنا الـفَـجـرُ الّذي يَصحو كَـأنّي

أَشُــقُّ لِـظُلــمَـةِ الـدُّنيـا لِــثـامــا

أنا لَـيــلٌ لَــهُ الأسـحــارُ تَحـلـو

فَيَـفتـَرُّ الصَّـبـاحُ لَـــهُ ابتسـامــا

أنـا الّلحـنُ الَّـذي عَبـَرَ القَـوافي

أنا الأشـعـــارُ إذْ تَعـلــو مَقـامـا

أنا شــامٌ كـمـا الأطـيـارِ أغـفو

أنا المَلهــوفُ كَـالـعُشَّـاقِ هَـــامَ

أنا والـنُّـورُ مُـذْ ألفـيتُ رُوحـي

أَقـُـدُّ بِعَتمَةِ الــــدُّنـيـــا ظَــلامــا

أنا الـوَطَـنُ امـتـدادُ الرُّوحُ فِـيهِ

وصَــدرٌ لا يُقـــارِبـُـهُ خِصـامـا

أنا الشَّـامُ التي قـدْ عِشْتُ مَجــداً

أنا المَجــدُ الَّذي قَـدْ صارَ شاما

وستبقى الشام مسرى الرسول، وبوابة السماء، وموطن الرباط، وأرض المحشر والمنشر.

تهجير آخر القلوب الطيبة من حمص:

لقد أبدى أبناء حمص العدية بطولات خارقة استمدوها من سيدي خالد، وبعد صمود أسطوري، وحصار دام أكثر من سنتين انسحب الثوار إلى إدلب وريف حلب؛ ليواصلوا مسيرة الجهاد ...

يا حِمصُ لَــونُ جِراحِكِ الأحــزانُ

مِنْ يَــومِ هَجــرِكِ تَــاهَتِ الألــوانُ

صـارَ التُّرابُ كَـمـا رَمــادُكِ قــاتِماً

بالـبَـيـنِ صـارَ خَريرُهـا الـغُــدرانُ

مِن مـاءِ عـاصِيكِ العَنيدِ مَعَ الـنَّدى

دَمــعٌ تَجـــودُ بِـدَمعـهــاً الأفـنــــانُ

أينَ الفُـكــاهَةُ في مَجـــالِسِ أهـلَـهـا

أينَ الـــــدُّروبُ الخُضـرِ والـدَّبلانُ

قَدْ غــادَرَتْ كُــلُّ القُلوبِ شِـغـافَـها

ما عــادَ يمشي في الـدُّروبِ حِسانُ

أينَ الطُّيـورُ وَقَــدْ تَحَشْرَجَ شَـدوُها

قَــــدْ غـــابَ لَحنُ ثُغـائِها الخِـرفانُ

واسْتَبدَلـوا الــطِّـيْـبَ المُجَلَّلِ بِالتُّقى

حِـقْــــدَ الـعِــدا وَتَكـــاثَـرَ الأوثـــانُ

ويخاطب ابن الوليد بأن ينفض الغبار عن سيف الجهاد، ويحرض أبناء حمص على الصير والجهاد...

يا ابنَ الـوَلـيدِ وَقَـبْـرُ سَيفِكَ حـارِقٌ

وَيَمـــورُ في جُـنُـبـاتِــهِ الـبُــركانُ

انْفُـضْ تُـرابَ الـقَـبْـرِ طَهِّـرْ أرضَهُ

قَــد عــاثَ في حاراتِنــا الجُــرذانُ

وَذِئــابُ مِن جُحْـرِ المَجوسِ تَسَلَّلوا

وأَتَتْ تُـدَنِّسُ أرضَـنـا الـغِـلـمـــــانُ

يـا حِمصُ صَـبْراً فـابْنُ خَـالِـدَ قادِمٌ

عَـرِفَتْ مَسالِكَ حِمصها الـرُّكـبــانُ

فَـالحَـــقُّ أوَّابٌ وأَبلَــجُ كـــالضُّحى

بِالحِـقـدِ تَـأكُـــلُ بَعضَهـا الـنِّـيـرانُ

صَبراً سَـيَـرجِـعُ للسُّـهـولِ رَبيعُهـا

وَيفـــوحُ عِطـرَ إيـابِــهِ الـرِّيحــانُ

لملم حـروف الشعر:

ويصور واقع الأمة الحزين، ويجمع قواه، ويغلبه الحزن لأن حربنا غاب عنها صلاح الدين الأيوبي، فيقول:

لَمْلِمْ حُــروفَ الشِّعْـرِ وارْسُمْ عـــارَنا

ما عـادَ للأقصى السَّـلـيـبِ (صَـــلاحُ)

وَغَــــدَتْ بَيـارِقُـنــــا تُبـاعُ وَتُشـتَـرى

وعـلى الـتُّـخــــومِ مَـــــآتِــمٌ وَنُــــواحُ

وَهُـنــاكَ في الغَــــربِ الـبَعـيدِ مَحَجُّنا

وَلَــــــهُ يُقــــــامُ الحُــزنُ والأفــــراحُ

وَلَــــهُ تَـــراقَصَـتِ السُّـيــوفُ بَـلاهَـةً

عَـــزَفَـتْ بِلَحــنِ الـبـــائِسـيـنَ رِمــاحُ

ويطلب من القائد المجاهد أن يحرق ذل الأمة التي زادت على مليار ونصف، ويحكمها حفنة قليلة من البشر...

لَمْـلِـمْ جِـبـــاهَ العُـــربِ واحْــرِقْ ذُلَّهـا

فَـــالحَــــرقُ في قَـيـــحِ الجِـراحِ مُباحُ

نَضَبَتْ بُيــــوتُ العُـربِ مِنْ فُـرسانِها

سَكَـنَـتْ خِـيـــامَ عُـــروبَتي الأشـبـاحُ

شَـيــخُ القَـبـيــلَـةِ بِالـيَـهـــودِ مُـتَـيَّـمٌ

مَـــلأَتْ جُـيـــوبَ بُـنــوكِــهِ الأربــاحُ

هيَ مِن دِماءِ الشَّعبِ مِن ضَيمِ الوَرى

هيَ مِــن جِــــراحٍ سـامَـهُـنَّ قِــــراحُ

لَـولا العَمـــالــةُ مـا مَلَكتَ زِمـامَنــا

لا يُجــدي في نَفسِ الـذَّلـيـــلِ صَـلاحُ

يا قُـدسُ مالي والحُـروفُ وَقَــدْ غَدَتْ

صَــوتَ النَّحـيـبِ تَخُـطُّـهـا الأتــراحُ

وَتَـئِـنُّ مِـنْ وَجَــعِ القُـلــوبِ حَـــزينَةٌ

والَّلـيـلُ أَمسـى لا يَـلِـيـــهِ صَـبـــــاحُ

يَـبـكي جِـراحَ القُــدسِ يَذرِفُ دَمعَهُ

وَيُسَـتِّـرُ الــوَهَــنَ الـكَـئِـيـبِ وِشـــاحُ

يَبـكـي الشّــآمُ وَقَــــدْ تَمَـدَّدَ جُـرحُـهـا

لِـتَـزيـدَ في عُـمـقِ الجِــراحِ جِـــراحُ

والـنَّــزفُ في بَغــدادَ في يَمَن الـمُنى

قَـتـلُ الشُّـعــوبِ مُـبــــارَكٌ وَمُـتـــاحُ

فَـدِمـــاءِ كُــلُّ المُسـلِمينَ مُـبـــاعَــةٌ

قَــــدْ فُــرِّغَـــتْ للظَّـــالِمـيـنَ السَّــاحُ

ويطلب من خالد أن يعير سلاحه لأن سيوفنا قد أصبحت خشباً، وأصابها التعب...

يـا خــالِــدٌ يــا ابْنَ الـوَلِـيـدِ أما تَـرى

مــا عـــادَ يُـردَعُ للـطُّـغـــاةِ جِـمــاحُ

وَسُـيـوفُـنــا قَـــدْ حــارَبَتْ أحــلامَـنا

وَتَـقـــودُ دَربَ جَـيـوشِـنـا الأقــــداحُ

يا أيُّـهــا الحَــرفُ انْتَصِبْ بِتَـمَـرُّدٍ

ما عـــادَ يُقـبَـلُ في السُّطـورِ مِـزاحُ

فـاقْطَعْ كَما تَفــري السُّيـوفُ بِحَـدِّها

والحَـــرفُ إنْ وَلَــجَ الــوغى لَـمّـَاحُ

فَهُنـاكَ في الأقصى رِجــالٌ خُضِّبَتْ

بِـدِمــــائِهــا تَـتَــوالَــــــــــدُ الأرواحُ

رَسَمَتْ دُروبَ المَجــدِ في صَفَحاتِها

وَلَـجـوا مَعـــاريـجَ الخُـلـودِ وَراحـوا

هَـذا قَـــريضي فَـاجْعَـلوهُ مَداسَكُمْ

وَدُمــوعُ قَلبي في الحُــروفِ قـراحُ

عَلّي إذا كَـتَـبَ الـــزَّمــانُ أنـــالُـهــا

شَـرَفــــاً بِـكُـمْ تَـتَـشَـرَّفُ الألـــــواحُ

رحــلـــوا:

ويصور الشاعر د. أنور الحجي التغريبة السورية المعاصرة في هذه الأيام، فيقول:

رَحَلوا وَقَـلبي في المَواجِعِ يَرحَـلُ

وَعَــويلُ حُـــزنِ الـــرِّيحِ لا يَتَبَدَّلُ

ما عــادَ في عَصرِ الطُّغــاةِ لِمِثلِكُمْ

وَطَــنٌ إذا غــــابَ الأَحِـبَّــةِ يَسـألُ

رَحَلوا وفي الأحــداقِ ألفُ حِكـايَةٍ

وَشَريطُ ذِكـــرى في المَدى يَتَسَلَّلُ

ويؤكد د. الحجي أن الطيور لابد أن تعود إلى مواطنها مهما كانت الصعاب...

كُـلُّ الطُّيـورِ إذا استَحانَ رُجوعُها

رَغـمَ الصِّعـابِ إلى المَواطِنِ تَأْفلُ

إلَّاكَ طَـيـرُ الحُــــرِّ تَســرَحُ عاليـاً

صَـوتٌ بِوَجــهِ الـرِّيحِ جاءَ يُجَلجِلُ

أنتَ الـمُـــرادُ إذا تَطـــــاوَلَ بَغيُهُمْ

والفـــارِسُ المِغـــوارُ لا يَتَرَجَّـــلُ

فَـارحَــلْ سَيَنكَفِئُ العَـويلُ بِحُــزنِهِ

وَيَعودُ صَوتُكَ في السُّهولِ يُدَرغِلُ

فَـلأَنتَ إبنُ الــــدَّارِ أنتَ غِـنــاؤها

فـي أيِّ حَـيٍ كَــــالفَـراشَةِ تَـنــزِلُ

وَيَمـوتُ ذِئبُ الغابِ في طُغـيـانِـهِ

مَهمـا تَكــاثَــرَتِ الـذِّئـــابُ سَتُقتَلُ

لا لَنْ يَدومَ الحُـزن عاجَلَهُ الـرَّدى

وَيَعـــودُ يَفـــرَحُ بِـالِّلقـــاءِ المَنزِل

حــــزب الشيطان:

وحزب الله اللبناني الذي تأسس في الثمانين وزعم أصحابه أنه حركة المحرومين والمستضعفين ولكن الأحداث كشفت كذبه ونفاقه، ويفضح الشاعر أنور الحجي دور حزب الله اللبناني في سورية، ولبنان، فقد مارس من الأفعال ما يجعله حزبا للشيطان، وبعيداً عن الله:

بَــدَتِ السُّطـــورُ وَبــــانَتِ الأوراقُ

وَبِكُــلِّ حَــرفٍ تَفـتَــريــــــهِ نِفـــاقُ

حِـــزبٌ مِنَ الشَّيطـانِ يَشرَبُ خِسَّـةً

وإلى اليَهـــودِ تَســوقُــــهُ الأشــواقُ

وِمع المَجـــوسِ تَشـابَهَـتْ أنيــابُـــهُ

وإلـى الـخـيــانَـةِ نَســلُــهُ تَـــــــوَّاقُ    

وَغــــدٌ أضـاعَ القُــدسِ يَبحثُ تائِهـاً

كـالجُـــرذِ تـاهَتْ حَـولَـهُ الأنفــاقُ

فَـتَــراهُ في حِمصَ الــعَـدِيَّـــةِ تــارَةً

أو نَحــــوَ سَهلِ جِـبــــالِـنــا يَنســاقُ

أو تـــــارَةً أُخــــرى يُشَـــرِّقُ سُمُّـهُ

أو تَكـتَـوي مِنْ نــــــارِهِ الأسـواقُ

أو نَحــوَ دَرعـــــا بِالجَـريمَـــةِ هائِمٌ

وَتَخـــــابَثَتْ في سَـعـيِــهِ الأخـــلاقُ

ولقد ارتكبت جميع الموبقات قديماً وحديثاً باسم أهل البيت الطاهرين، فرد عليهم د. أنور الحجي، فقال:

بِـــاســمِ الحُسَـيـنِ وآلِ بَـيــتِ مُحَمَّدٍ

يــا وَيحَـكُـمْ كَـــمْ تــــاهَـتِ الأبـواقُ

حِـزبٌ مِنَ التَّزميرِ يَنعَقُ في الدُّجى

عَـن لَجمِهِ قَــــدْ حُـلَّـتِ الأطـــــواقُ      

الـقُـــدسُ خَلـفَــكَ فَالتَـفِتْ إنْ رُمتَهـا

أمْ حُـــــوِّلَتْ عَنْ دَربِهـــا الأحــداقُ

مــــا أنتَ إلّا لِلـيَهــــــودِ مَـطِــيَّــــةٌ

بـــانَتْ بِوَخـذِ نُحـــورِهــا الأعـنـاقُ

قَدْ جِئتَ بِاسمِ القُدسِ تَحـرِقُ أرضَنا

عَـــرِفَــتْ دَواهي مَكــرِكَ الآفــــاقُ

سُمِّيـتَ حِـــزبُ اللهِ ؟ أنتَ عِصـابَـةٌ

جُمِـعَـتْ لَـهـا الأوغــــادُ والفُسَّـــاقُ

لِتُحَــرِّفَ النَّهـجَ القَــويمَ عَنِ الهُـدى

لا عَـهــدُ لا وِجــــدانُ لا أخــــلاقُ

ويتساءل الشاعر هل كان علي والزهراء والحسن والحسين، وسائر الأئمة من العرب أم كانوا من الفرس ...

الآلُ مِـنَّــــا والحُـسَـينُ شَـهـيــــدُنــا

هــوَ نَســلُ آلِ المُصطفى الـرَّقـراق

ما كــانَ في نَسـلِ الهِـــدايَةِ مُجــرِمٌ

أو حــــاقِــدٌ في خُـبـثِـــهِ أفَّـــــــــاقُ

فـارحَـلْ بأدرانِ المَجـوسِ وَمكـرِهِمْ

إيـــــــوانُ كِســرى للـفَـنى سَـبَّـــاقُ

قَـــــدْ جـــــاءَ نورُ الحَقِّ يُطفئُ نارَكَمْ

وَيَـعُـمُّ بَعـــدَ ظـــــــلامِـكُـمْ إشـراقُ

وهذه الفضائح التي أتى بها حزب الله في سورية لا يجرؤ على القيام بها سوى اليهود، وأعداء الإسلام.

وخذ مثلاً ذلك الطفل السوري الذي مزقه برميل الموت، ويرى حتفه قد اقترب، فيقول:

(والله بكرا لقول لربي)

سـأخـبـــــــر ربــي

سَـأُخـبِـرُ رَبّي غَــداً إنْ غَــــــداْ

بِظُـلـمِ الـطُّـغــاةِ وَغَــدرِ الـعِـــداْ

سَأُخـبِـرُ رَبّي بِقَـهـــرِ السُّجــونِ

وَقَــتــلِ الـــزُّهورِ وَحَرقِ النَّدى

سَأُخـبِــرُهُ باغـتِـصابِ الحُروفِ

وَلَجمِ الـكَــــــلامِ وَرَدعِ الصَّدى

سَأُخـبِـرُهُ كَـمْ تَمـادى الظَّـــــلامُ

فَـلَــم يُـبْــقِ للصُّبحِ أيَّ مَـــــدى

سَأُخبِـرُ يَـومــاً بِشَــدْوٍ جَــمـيــلٍ

غَـــدا للطُّـيـــورِ بُـكا إنْ شَـــــدا

سَأرحَـلُ نَحــوَ جِـنـــانِ الخُـلـودِ

فَأصحـو بِـيَـومٍ غَـــــدا سَرمَـــدا

هُـنـاكَ الـرَّحيمُ الغَـفـورُ المُجيبُ

فَكَـيـفَ لِمِـثـلي يَخــــافُ الـرَّدى

ويدعو الشاعر ربه أن يأخذه إلى عالم النور والسلام، والطهر، الذي يخلو من الطواغيت..

فَـيـا رَبُّ خُـــــذني إلى عـــــالَمٍ

أرى فـيـهِ ضَـوءَ الـنَّهــارِ بَـدا

وَطَـهِّـــرْ بِـنـــارٍ جَميعَ الطُّغــاةِ

فَـقَـدْ أوغَلـوا في الدِّماءِ اليَــــــدا

هُـنـا المُجرِمونَ طَغَوا في البِلادِ

فَعـاثـوا فَسـاداً وبَـاعــوا الجَـــدا

ويتمنى الشاعر أن لا يرى مجوسياً في بلاد الطهارة، وشام الرسول:

سَأكــتُـبُ كَـيـفَ الـمَجـوسُ أَتَـوْا

بِعُـهْــرٍ يَـفــوقُ رَدىً أزبَــدا

فَـصَبُّــوا عَلـيـنــا أوارَ الَّلـهـيـبِ

بِحِـقــدِ الـمَجــوسِ بَــــدا أســوَدا

سَأُخـبِـرُ رَبِّي عَـــــذابَ الطُّغـاةِ

فَخُـــذهـمْ سَعـيــر الَّلظى أُبَّـــــدا

وَيَـــــا رَبّ خَفِّفْ على مَـوطني

وَهَـيِّــئْ لَـهُــــمْ للـمُـنـى رُشَّــــدا

ويـــا رَبّ إنّـــا نَـتـوقُ الجِـنـــانَ

بِفَضلِكَ نَــــأتي غَــــداً سُـجَّــــدا

الإشادة بالبطولات الجماعية:

لقد قدمت بلادنا العديد من الشهداء من الرجال والنساء، فقال:

فَـكَـمْ مِنْ شَـهـيـدٍ ثَــوى سَاجِــداً

وَجَــوفُ السُّجــونِ غَـدا مَرقَــدا

وَكَــم مِن فَــتــاةٍ تَــرومُ المَنـونَ

فَـــذِئبُ الطُّغــــاةِ بِهــا عـربَـــدا

وَيا رَبُّ فـــاضَ الأسى وافترى

زُنــــاةُ الظَّـلامِ عُصـاةُ الـهُــدى

أنــا كَالطُّـيــورِ بِأرضِ الجِـنـانِ

تَضـوعُ الـزُّهــورُ نَـدىً عَسجَدا

هُـنــاكَ سَـأحـكـي لَــهُ ما رَأيتُ

بِهَــولِ المَآسي وَجَــورِ الــوَدى

ستشرق الشمس:

ويبقى الشاعر د. أنور الحجي متسلحاً بالتفاؤل محافظاً على الأمل، فمهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر، والحق منتصر مهما تجبر الطاغوت، وانتشر الظلم:

سَتُشرِقُ الشَّمسُ رَغمَ الَّليلِ فانتَظِـروا

فَجــراً يَجيءُ كَـفَـلــقِ الصُّبحِ نَــوّارا

سَتُشرِقُ الشَّمسُ مـا كـانَت مَغَــارِبُها

إلّا لِـتَـبـزُغَ قَـبـلَ الصُّـبـحِ إبـكـــارا

يُصـارِعُ الَّلـيــلُ إصـبــاحي فَـيَـقهَـرَهُ

مَهـمـا استَـزدادَ ظَــلامُ الَّليلِ أشـرارا

أنـا النَّهارُ وَشِعْـرُ الحُبِّ في صُوَري

كَـم ذا يَخُـطُّ مَســارَ الشَّمسِ أشـعـارا

إنْ يُذْكَرُ النُّـورُ في ضَوئي مَضـارِبُهُ

أو يذْكَرُ السِّحرُ فاضَ الصُّبحُ أنـوارا

الإشادة بالأحرار:

ويشيد الشاعر بالأحرار الذين على أيديهم سيولد الفجر، والحرية، والمجد، والخلاص...

سَيَـنبُتُ الـفَـجــرُ والأحــرارُ مِعــوَلُـهُ

تَمَـــدَّدَ الَّلـيـلُ حَتَّى فـــاضَ أحـــرارا

هُـمُ الصَّـبـاحُ الَّـــذي يَــأتي بِعِـزَّتِـنـا

هُمُ النَّـهــارُ الَّـذي قَـــدْ زادَ إعـمــارا

هُـمُ الـبُــذورُ التي جــادَتْ بِمــا مَلَكَتْ

أنهــارَ خَـيــرٍ يَفيضُ الخَـيـرُ أنهــارا

يا نـاسِجينَ ثيــابَ المَجْــدِ مِن دَمِـكُـمْ

يــا لا فِحينَ على غَــدرِ العِــــدا نارا

وسوف تنتهي على أيدي هؤلاء الأحرار جميع المواجع والمحن وسوف يلفظ الظالمون الأنفاس الأخيرة، وسوف تشرق شمس الخلاص ..

هُمُّــوا المَسيرَ فَـقَـدْ طـالَتْ مَـواجِعُـنا

والهَجـرُ طـالَ على الأَسفـارِ أَسفـارا

شُقُّـوا الظَّــلامَ بِـدارِ الـبَـغيِ وانتقموا

لِكُـلِّ طِـفـلٍ قَضى جـوعـاً وإقـهــــارا

سَتُشرِقُ الشَّمسُ مِـن آهـاتِـــهِ غَـضَباً

لِكُـلِّ بــاغٍ بِــدَربِ الـظُّـلمِ قَـــــدْ سـارَ

سَـتُشـرِقُ الشَّمسُ قَــد بـانَتْ مَطـالِعُها

قَـــد أذَّنَ الصُّبـحُ للإصبـــاحِ إسـفـارا

دهــــــــاليز السياسة:

ويصور الشاعر المسلم مؤامرة الحكام الخونة على شعوبهم، وكيف ينفثون سمومهم في أوصال الأمة، فصور إحدى الاجتماعات، وما دار فيها:

اجتَمَعَ القــــادَةُ يَـومـاً  

فـي دَهــالِـيزِ السِّياسَةْ

غــالَبوا سُـمَّ الأفــاعي

حَـفَـــروا بِئْـرَ نَجـاسَةْ

شـَــرِبـوا مِـنْـهُ بِعِشْـقٍ

لِلكَـــراسي والــرِّئاسَةْ

بَــرَّروا قَـتــلي بِخُـبْثٍ

جَـعَـلـوا القَـتلَ كَـياسَةْ

ثُـمَّ بــاعُـــوني بِبَـخْسٍ

في زَواريبِ النَّخـاسَةْ

عَـالَـمٌ أصبحَ غَــابَـــةْ

دونَ عَــدْلٍ أو حِراسَةْ

يُصبِحُ السُّلطـانَ فـيـها

أَكـثَـرُ الـنَّاسِ شَـراسَةْ

ضاعَ حَقُّ النَّاسِ دَوماً

مِـثــلَ حَمَّــامٍ وَطـاسَةْ

ويطلب من دعاة الحق أن يثوروا على الطواغيت، وأن يطؤوهم بالأقدام، وأن يجعلوا شعارهم الخير والسلام والنور والحب ..

يا دُعـاةَ الحَـقِّ قـُومـوا

واجعَـلوا الظُّـلمَ مَداسا

واكتبوا الـتَّاريخَ نــاراً

نــارَ أشعـارِ الحَمـاسَةْ

واجعَـلوا السِّلمَ شِعـاراً

وارسموا العَدلَ أساسا

واحْـرِقـوا البَغيَ بِنورٍ

نـــورُ عِلـمٍ وَفَـــراسَةْ

إنَّمـا الـصُّـبحَ قَــريـبٌ

فَـخُـذوا مِـنـهُ اقـتِبـاسا

وإن غداً لناظره قريب، فالمستقبل لهذا الدين.

لكل القلوب المجروحة في عرسال قــلــــــوبنا معكم:

وفضح الشاعر د. أنور الحجي جريمة حزب الله في عرسال، وما فعله عملاء الأسد في المخيمات..

وعانَيْتَ المَهاجِرَ مِن خُطوبٍ

فَمـا أَعفـاكَ مَوتَ الظُّلمِ هَجْـرُ

هَـرَبتَ مِنَ الذِّئـابِ إلى ذِئابٍ

لِيَـلقى الهَجْـرَ في مَثـواكَ قَـبْرُ

تَنــاثَــرَتِ القُـبـورُ بِكُـلِّ حَدْبٍ

كَمـا يَنمـو على البَـيـداءِ زَهرُ

نَحيبُ القَـلبِ تَسبِـقُـهُ دُمـوعي

وما يُجدي لِحُـزنِ القَلبِ شِعْرُ

وفي مَـوتِ الشَّهيـدِ لَـنـا عَزاءٌ

تَلـوحُ بَشـائِــرٌ وَيَفيضُ عِـطـرُ

وَفي دَمِكُـمْ لِـيَـومِ النَّصرِ وَعـدٌ

وفي دَمعِ العُـيـونِ غَــدٌ وَنَصرُ

رَسَمْتُ مَعَ الـــدُّعـاءِ لِكُـلِّ حُـرّ

غَــداً يأتي بِــرَغمِ الَّلـيـلِ فَجـرُ

د. أنور الحجي : 5/7/2017

القائد أردوغان:

ويفرح الشاعر أنور الحجي بفوز أردوغان في الانتخابات الأخيرة، فيقول:

قـُلَّي   بِــرَبِّكَ هـَل خُلِّـقتَ مِـن رَجَـبٍ  

أم صَهوُةُ المَجدِ صارَ فَنارَها الـطِّيبُ

أم   أردوغـانُ انتَضى مِـن فَـجرِ أُمَّتِهِ  

سَيفاً   مِنَ النُّـورِ لا يـَثـنـِيـهِ تـَرغـيـبُ

أم   بارِجـاتُ   بَني عُثمـانِ   أوصَلَهــا  

دَربَ   المَعـارِجِ   تَشريـقٌ   وَتَغريبُ

يــا   مَـن   تُنـارُ علـى آثــارِهِ   شُهُبٌ  

كالصُّبحِ   يُشرِقُ مـا في   نورِهِ ريبُ

أنتَ   المَقـامُ الَّذي يَعـلو   المَقـامُ بِـهِ  

وَأنتَ   حُــرُّ الــرُّؤى   حُـبٌ وَتَقـريبُ

إن   تُخفِ   يُمناكَ فِعـلَ الخَيرِ تَـوريَةً    

يَشُدُّ   يُسراكَ   نَحـــوَ السَّبقِ تـَـألــيبُ

ويشتق من اسم الرئيس طيب الروح والأخلاق، ويصور حبه لرسول الله، فهو أبرز قدوة للرئيس المؤمن، ويطلب منه متابعة مشوار الحق والخير...

يا   طَيبَ   الرُّوحِ والأخلاقِ مِن شِيَمٍ    

فيهــا   تَجـلَّى   معَ الإيمــانِ تَهــذيبُ

مَن   كـانَ   حُبَّ رَسول   اللهِ مَنهَجُـهُ    

هَـذا   سَبيلُ الهــُدى ما   فيهِ تَسريبُ

فامضِ   سَبيلَكَ في دَربِ الهُدى عَلَماً  

يَمضي الشَّبـابُ على مَسـراكَ والشِّيبُ

إنـِّي   أتَيتُ   ودَربُ   الـحُبِّ   يَجمَعُنـا  

مِن   غــابِرِ   الـمَجدِ تَتريــكٌ وَتَعريبُ

كـَأنَّني   في   دُروبِ   الشَّامِ   ألثُمُهـا  

حينَ   الـتَقاني هُنــا   بِالـحُبِّ تَرحيبُ

كُنتُم     لِـشَعبيَ   أنصـاراً   وَمَكـرُمَةً    

لَمـَّا   دَهانــا مِنَ   الطَّاغوتِ   تَرهيبُ

مِن   كُلِّ   حُرٍّ شَريفٍ   شُكــرُهُ   أبَداً    

مـا   طَـالَ   فِعـلَكـمُ   لـَــومٌ   وتَثريبُ

مِن ياسَمينِ دِمَشقَ مَدَدّتُ الرَّاحَتينِ هوىً    

حَتَّى   التَقـاني هُنـــا بِالعِشقِ   تـوليبُ

هـي ثـــــورة الأحـــلام:

ولقد أكثر الشاعر من نظم القصائد التي تمجد ثورة الشعب السورين وهذه قصائد للشاعر الدكتور أنور الحجي نشرها في مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار التي يرأس تحريرها محمد أحمد خليفة، يقول في قصيدة تحت عنوان (هي ثورة الأحلام)، جاء فيها:

هيَ ثَــورةٌ بِالحَــقِّ تَمشي جَـارِفَــةْ

مِثلُ الصَّبـاحِ على الَّليالي العاصِفةْ

هـيَ ثــورةُ الأحـلامِ طـالَ نَـزيفُهـا

وهي الــدِّمـاءُ لِكُــلِّ أرضٍ نــازِفـةْ

هيَ ثَــورَةٌ جَمَـعَ الطُّغــاةُ لِــذَبحِهـا

كُـلُّ الـذِّئابِ مَـعَ العَقـارِبِ زاحِفَــةْ

لَكِـنَّهــا رَغْــمَ الـظَّــــلامِ فَـــإنَّـهـا

هيَ ثَــــــورَةٌ لِلـنّـورِ تَبقى هـادِفَــةْ

مِـثـلُ الجـيــادِ إذا تَعَـثـَّرَ دَربُـهــا

رَغـمَ الجِــراحِ الحُمـرِ تَبقى واقِفَـةْ

لقد فضحت الثورة أبالسة الطغاة، وعرت دعاة المقاومة، والممانعة، فأسفر الطاغية عن وجه شيطان...

عَـرَّتْ أبـالِسـَةَ الـطُّـغـــاةِ ومَكرَهـا

هيَ ثـَـورَةٌ لِلـكُــلِّ صـارَتْ كـاشِفةْ

فَــمُـقــاوِمٌ بـِالاسـمِ بـــانَ مُـقـــاوِلاً

للفُـرسِ لِصٌّ في الّليـالي الخاطِـفـةْ

أو لاعِــنُ الشَّيطـانِ يُسفِــرُ وَجهُـهُ

فَـيَـبــانُ إبلـيسٌ بِلُـبـسِ أســاقِــفــةْ

أو أُخــوَةٌ في الـــدَّمِّ أرهَـبَـهُمْ دَمي

فَــزَوَوْا كَحَــربــاءٍ بِنَفسٍ خــائِـفـةْ

علماء السلطان:

وكان لرجل الدين المعمم دور سلبي في كثير من الأحيان من أمثال البوطي، وحسون، والعكام، ..وغيرهم...

وَمُعَمَّمٌ لَـبِـسَ العَمـامَــةَ مَــظـهَــراً

هَـذي المَظـاهِـرُ قد تَبَدَّتْ زائِـفــةْ

قَــدْ بـاعَ بالـدِّينِ الحَقـيقَـةَ واشْترى

والفَـرقُ يَكمُـنُ في لِبــاسِ الطَّائِفـةْ

حَتّى الَّــذينَ عَهِـدتُهُـمْ في ثَــورتي

رَكـبـوا مَعَ الأهـواءِ أُخرى حارِفةْ

هيَ ثـَـورَةُ الأحــرارِ ثـَـورَةُ مـارِدٍ

خَرَجَتْ على الطُّغيانِ مِثلَ الرَّاجِفَةْ

هيَ للحيـاةِ غِـنــاءُ أحـــلامِ الــرُّبــا

كَــالأُمِّ تَحـنـو بِالضُّـلـوعِ الـرَّاهِـفَـةْ

لَكِـنَّـهـــا للظَّـــالِـمـيـنَ إذا بَـغَـــــوا

كَـقَــذيفَــةِ الـبُـركــانِ تأتي ناسِـفَــةْ

يا سـادَةَ الطُّغـيـانِ أقـبَــلَ يَـومُــكُـمْ

سَنُعـيـدُها نَــاراً بأُخــــرى رادِفَـــةْ

فَـــأنـــا امـتـدادٌ للحـيـــاةِ وَثَــورَتي

أمطـارُ حَــقٍّ في الّلـيـالي النَّـاشِـفَـةْ

وفي قصيدة أخرى يؤكد الشاعر أن الصراخ لن يفيد بعد اليوم، ويستبد به اليأس من نخوة الأمم ونجدة الشعوب التي رأت المأساة، فحوقلت وبقيت مكتوفة الأيدي ...

ما عاد ينفع يا صغير صراخنا

ما عـادَ يَنفعُ يـا صغيرُ صُراخُنـا

وفَـمُ الـحقيقــةِ فـي الـتَّظَلُّـمِ أبكَــمُ

لا سـامِعٌ مهمــا عـَلـتْ أصواتُنــا

فــالسَّمعُ ألـجَمَــهُ القَــويُّ الأظـلـَمُ

والقـولُ أضحى للضَّعيفِ مَـذَلَّـــةً

بـالسَّـيفِ عــالَـمُنــا   يُقـِـرُّ ويفـهَـمُ

قد فـاضَتِ الكلمـاتُ حتَّى أُتخِمَتْ

صُحُفُ الــزَّمـانِ فمـا لـَـهُ يَتَكـَتـَمُ

والمـوتُ أثخـنَ لا يُطــالُ لِجـامُهُ

والـظُّـلــمُ فـي أوطــاننــا يتحـكَّـمُ

صَرَخـاتُ أطفالِ المجازرِ غُيِّبَتْ

والـغَـربُ فـي أوجــاعِنــا يَتَهَكَّـمُ

والـعُــرْبُ آهٍ قــد تَفـَتـَّتَ شَملُـهـا

ولســانُ حـاكِمِهــا غَريبٌ   أعجمُ

صـِرنـا غُثـاءً لا سُيـولُ   لِمـائِنــا

والــرِّيحُ في أمصـارِنــا   تَتَلَـطَّـمُ

صِرنا خـِرافـاً والـرِّمـاحُ   رَبـابَةً

كَـهــلاً على أيـَّامِــهِ     يَـتَــرَحَّــمُ

وفي سلسلة من التساؤلات راح الشاعر يتساءل عن الأبطال، والأعلام، وأين فارس عبس، ...فهذه المجازر قد أقبلت...

أينَ الفَــوارسُ عِشقُهــا   لِرِكابِها؟

والسَّيفُ مِنْ كَفٍّ هـَوى   يَتَحَطَّمُ؟

أينَ البيــارقُ كـالمَـدى   مُتلاحِقٌ؟

شِبـلٌ إذا ولَــجَ   المَــلاحِـمَ   هَيثَمُ؟

أينَ الرَّضيعُ إذا المَراضِعِ أفطَمَتْ؟

فَتَخِرُّ كَــوكـبــةُ   الـعُتـاةِ   وتُرغَمُ

أينَ الَّذي إنْ قيلَ هَلْ مِنْ فارِسٍ

هَـبُّـوا أُلــوفــاً   للمقــابِضِ   تَلـثُمُ

يا آلَ عَبسٍ هَـل وَنَتْ أصـلابُكُمْ؟

أمْ شِعرُ عَنتَرَةُ   الــفَـتى يَتلَـعثمُ؟

ألـمي ينــامُ علـى النُّـواحِ عَشِـيَّـةً

والصُّبحُ من   كُلِّ المَواجِـعِ يُتخَمُ

لَكِـنْ على وَقـعِ المَـذابِحِ   أقبَلتْ

أُسـْدٌ   تَشَبَّعَ فـي مـآسيهــا الــدَّمُ

فَنَمَتْ رِجــالاً لا مَثيلَ لِثــأرِهـا

وَنَمَـتْ نِسـاءً بـالبُطـولـةِ   تَفْطُـمُ

اليـومُ يــومُ العـاديـاتِ تَزاحَـمتْ

هـي للجِــراحِ دواؤُهــا والبَـلسَمُ

يَرتَدُّ عكسَ الرِّيحِ رَجْعُ ضُباحِها

فـَـأصيخُ سَمعي هــائِمــاً أَتَنـَعَّـمُ

إنِّي أرى صُبحـاً على وقعِ النَّدى

إنِّي أرى ليــلاً يَزولٌ ويُصرَمُ

مهمـا تَكــالَبَتِ الـعِـدا في حـَقِّنـا

سَيجيءُ يــومٌ كـالنَّهــارِ فَتُهــزَمُ

الـحـيــوان:

وعندما استخدم الأسد السلاح الكيماوي ضد شعبه في داريا والغوطة وخان شيخون، وصفه ترامب بالحيوان، ووجه له عدة ضربات، ولكنها غير كافية للقضاء على شره للأبد، فكتب د. أنور محمد الحجي يقول:

هوَ الحَيــوانُ مِن نَسلِ الأفاعي

لَــهُ في كُــلِّ مَجـــزَرَةٍ سِــلاحُ

يَفيضُ بِسُمِّـهِ شَرقـــاً وَغَـربــاً

على الـتِّـلـفــازِ يَغـلِـبُـهُ النُّبـاحُ

وبالـبَـرميـلِ يَفـتِـكُ بِالضَّحـايـا

فَتَصرُخُ من مَجـازِرِهِ الجِراحُ

وَكَمْ غَصَّتْ بِـلا ذَنْبٍ سُجونٌ

وَكَمْ عَـرَّى مَظـالِمَـهُ الصَّبـاحُ

هَـوَ الطُّغـيـانُ إسـمٌ مِن مُسمَّى

ونـابُ الـذِّئبِ في غَـدرٍ سِلاحُ

حمل الرئيس السوري عدة ألقاب، فهو طاغية الشام، وأبو البراميل، وذيل الكلب، وأسماه ترامب بالحيوان، ...وغيرها...

وَقَـدْ سَمُّــوكَ ذَيـلَ الكَـلـبِ لَمَّا

غَـدَوتَ الذَّيلَ تُزكِمُـهُ الـرِّياحُ

هَـنـيـئـاً يـا بَـني الإنسـانُ لَـمَّـا

طُغاةٌ عَن بَني الإنسانِ راحوا

وَصاروا كَالوُحوشِ تَهيمُ فَتْكـاً

وِفِعـلُ الفَـتـكِ أَبهَــرَهُ النَّجـاحُ

ولَكِـنَّ الكِـــلابَ أَبَتْ وَصاحَتْ

وَأهـلُ الغـابِ أَتعَبَهـا الصِّياحُ

أَبَتْ وتمــردت إذْ صــارَ فيها

طُغــاةٌ لا يٌغـالِـبُـهــا جِـمـــاحُ

وأَردَفَـتِ المَقــالَ بِكُــلِّ سَــاحٍ

وَقَـولُ الـرَّفضِ يَعـقِـبُهُ نُـواحُ

خُـذوهُـمْ يا بَني الإنسانِ عُـذْراً

فأهلُ الغَابِ يَحكُمُها الصَّلاحُ

وَمَهما كـــانَ مِـن قَـتـلٍ لِنَبقى

فَمـا لِمجـــازِرٍ تَفني سَـمــاحُ

وندّد الطبيب الشاعر أنور الحجي بالقانون الظالم، والجوع والطغيان، والإعلام المنافق،....

هُـنـا القـانونُ إنْ قِسْتُمْ رَحيمـاً

طُغـاةُ الإنسِ للدُّنيـا استَباحـوا

ضَحايا الجُوعِ للطُّغيانِ فَـــوزٌ

وَقَتـلُ الطِّفـلِ في غـازٍ نَجاحُ

وإعـلامُ النِّفـاقِ يَمـورُ خُـبـْـثــاً

عَـنِ الإجـرامِ عَينُهُمُ أشـــاحوا

فَـأمـوالِ الـطُّغـاةِ لَـهُـمْ لِســـانٌ

وَحِبرُ الحَرفِ من دَجـَلٍ قِراحُ

تَعـالَوا يا بَني الإنسـانِ نَفـري

رِقـابَ البَغيِ والكُلُّ استراحوا

أكدت الشاعر أن الأحرار لا يبيعون مواقفهم بدراهم معدودة.

في الغربة أزرع أحلامي:

وكتب الشاعر د. أنور الحجي قصيدة صور فيها معاناة المغتربين وأحلامهم، فقال:

في الغُـربَةِ أزرَعُ أحـلامي

لأُعـيـدَ الــرّوحَ لأقــــلامي

أرسـمُ مِحـبَـرتي أُسـطــولاً

لأَقُـضَّ مَضـاجِـعَ ظُــلّامي

والـقَـلَـمَ بِهـــامَـتِـهِ سَـيـفــاً

والسَّـطـرَ يَـنــوءُ بِــــآلامي

سَـيـفــاً سَـأطــالُ بِأحــرُفِـهِ

أوكـــارَ زُنـــاةِ الإعــــلامِ

قِـرطاسي صارَ عَـنــاقِـيداً

والــرِّيـحُ تُــداعِـبُ أنسامي

وبِقلبي صــارَ هُـنـا وَطني

بِرُمـوشـي تَخـفِـقُ أعــلامي

والخَيمَةُ طَـــودٌ مِـنْ غَضَبٍ

ورُواقٌ يَـعــزِفُ أنـغـــامي

والسَّـقـفُ يُبــاعِـدُني حـينـاً

والـغُــربَـةُ تَـسـرُقُ أعوامي

لقد تجسدت في الشام أحلام الدنيا، فأصبحت عنوان الصمود والغربة، والحزن، ..

أحــلامُ الشّــامِ هي الـدُّنـيــا

والـدُّنيــا حُـلـمٌ فـي شــامي

عُـنــواني بِضـعـةُ أرقــــامٍ

بَعـثــرَها الهَجـرُ بِأرقــامي

والاسـمُ يعــودُ بـِـلا معـنى

أذكـــرُهُ كـــانَ بــأوهــامي

لَـكِـنِّي رَغـــمَ   مَـرارَتِـنــا

رَغْــمَ الإجــرامِ وحُـكَّــامي

ويقسم الشاعر بأنه سيحول الأحزان إلى أعراس نصر وتمكين، وما ذلك على الله بعزيز، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله...

سَأُعـيـدُ مَـنـاحَـتـَنـا عُـرسـاً

عـنـهـــا سـَـأُكَـفِّــرُ آثـــامي

وأَعــودُ كـمــا كُـنتُ صَبـيّـاً

والـعِشـقُ يَـبــوحُ بِهِـنـدامي

عِشـقٌ لِـتُــرابِكَ يــا وطـني

قَـدْ صـارَ بِصَحوي ومَنامي

سـَأعــودُ فَـتِـيّـاً يــــا وَطني

وَبِـدَربي تـَكـبُــرُ أحــــلامي

بِدُعـــــاءٍ مِــنْ أُمِّ شَـهـيـــدٍ

سَـأُعـيـدُ الأمــسَ لأيَّـــــامي

طوفان الأقصى:

وحين انطلقت ثورة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول عام 2023م كان الشاعر د. أنور الحجي أول الشعراء تفاعلاً معها، حيث كتب يقول:

الأرضُ أرضي والــزَّمـانُ زَماني

يــا رَبُّ زَلـــزِلْ فَـوقَهُمْ طَـوَفــاني

لا عــــاصِـــمٌ إلّاكَ رَبّــي إذْ أتــى

طُوفــانُ نُوح وَفاضَ في الأركــانِ

أنـــا إبــنُ غَـــزَّةَ إبنُ قُــدسٍ حَيثُما

نَفَـــرَتْ جُـنــــــودُ اللهِ بالإيـمــــانِ

الأرضُ أرضي لا بَقــاءَ لِغـاصِبٍ

مَهمـا تَمـــادَتْ عُصـبَـةُ الطُّغـيــانِ

ســأُذيقُ مَنْ قَـتَــلَ الطُّفـولَـةَ غِـيـلَةً

بــأسَ الـرِّجــــالِ وَثَــورَةَ الفِتـيـانِ

الأرضُ أرضي لَو ســألْتَ تُـرابَها

نَبَـتَـتْ بِكُـــــلِّ فَسِـيـلَـةٍ أغصـــاني

وَتَشَـرَّبَتْ دَمعي كـــأنَّ جُــذورَهـا

عَطشى لِعِــــزٍّ مِن صَليلِ سِـنــاني

ويتعهد الشاعر بمعاقبة قتلة الأطفال، فالأرض لنا، والقدس لنا، والله بقوته معنا، ويتفاءل الشاعر بنهاية الظلم في الوطن العربي، فيقول:

الصُّبحُ مَوعِـدُنـا وأشـــرَقَ صُبحُنا

والظُّـــلمُ والظُّــــــلامِ يَـنـتَـحِـبــانِ

يا راقِصِينَ عَلى الدِّمـــاءِ قَدْ انْتَهى

رَقْصُ الــزُّنـــاةِ وَبـــاءَ بِالخُــذلانِ

يا حــالِمينَ بِـــــأنْ سَنَنسى أرضَنا

وَبِكُــلِّ دَربٍ قَــدْ سَــــرى شِرياني

وَعَلى التُّخـــومِ تَسابَقَتْ أبصــارُنا

تَفـتَـرُّ حُلـمـاً في مَــدى الأوطـــانِ

لقد فتح فلسطين عمر العادل، ثم فتحها صلاح الدين، وآن الأوان لتفتح من جديد...

فَهُـنـا أميـرُ العَــدلِ حَــطَّ رِحـــالَهُ

لِيَخُـطَّ عَـهـــداً في وُضـــوحِ بَيـانِ

مِن رَحمَـةِ الإســــلامِ كـانَ بَيـانُــهُ

فَسَــرى كَـنـورٍ في مَدى الأزمــانِ

وَهُنا صَلاحُ الدِّينِ أزهَـرَ كالـرّؤى

لِيَـفـيضَ صَوتُ الحَــقِّ لِلإنســــانِ

الأرضُ أرضي لَو شَـمَمْتَ نَسيمَها

فـاحَتْ بِعِطـرِ عُــروبَتي وَكِـيــاني

وَتَســاقَطَـتْ خــيــراً بِديـــنِ مُحَمَّدٍ

فَـتَـعُـمُّ رَحـمَـتُـهُ بـكــــــل مكــــانِ

وأخيراً نقول:

لقد كانت شخصية د. أنور محمد الحجي ثلاثية الأبعاد، فهو طبيب يحسن تشخيص الداء ووصف الدواء، وهو شاعر مرهف الإحساس، يشارك شعبه الهموم والأحزان، وهو سياسي محنك، انتهى به المطاف أن يكون مجاهداً باللسان والكلمة والموقف .

ولنا وقفة أخرى في دراسة شعره.

والله أكبر ولله الحمد.

وسوم: العدد 1058