إضاءات في السرد العربي ؛ قراءة لأعمال كتاب عرب

واحد وثمانون – د. باسم الياسري :

clip_image002_19205.jpg

 (أضع بين يدي القاريء الكريم  مجموعة من الإضاءات لبعض من السرديات العربية، حرصت على تنوعها، حيث سيجد القاريء نفسه أمام اسماء - ربما - لم يسمع بها من قبل، ولا اعزو ذلك الى قصور في الكاتب موضوع البحث، وانما لكثرة المنشورات وتنوعها، وعجز القارئ العربي عن الإلمام بكل ما ينشر.

وقد حرصت أن تكون قراءاتي لنصوص متنوعة لعدد من الأقطار العربية، للتعريف بتجاربهم، فمهمة الناقد التعريف وتسليط الضوء لما يجده يستحق ذلك، ولم ألجأ الى اسماء كبيرة دائما، فانا اتعامل مع النص المتاح والذي يستوقفني، دون اعتبارات أخرى، بعيدا - قدر الإمكان - عن التأثير الاعلامي المحابي أحيانا والقاسي أحيانا أخرى).

هكذا يفتتح الناقد الدكتور باسم عبود الياسري كتابه الجديد (إضاءات في السرد العربي ؛ قراءة لأعمال كتّاب عرب) (185 صفحة) والذي صدر مؤخراً عن دار ضفاف (الشارقة/ بغداد). وقد تقصّدتُ نقل هذا المقطع من مقدّمة الكتاب لتأكيد سمة أساسية في أسلوب الناقد في هذا الكتاب وهو "البساطة" التي سوف تمتزج بالعمق في متن الكتاب . هذه "البساطة" التي افتقدناها كثيراً بفعل موجة الحداثة الوافدة وصرعة "اللغة المتعالية – metalanguage" التي جعلت النص النقدي بحاجة إلى نص محايث يفسّره !

ضمّ الكتاب خمس عشرة مقالة عن خمسة عشر كاتبا وكاتبة من مجموعة من أقطار الوطن العربي : من العراق زهير الجزائري (رواية الخائف والمخيف)، وارد بدر السالم (الهندوس يصعدون إلى السماء – كتاب رحلات)، حنان المسعودي (رواية : خمس نساء)، عمار السنجري (رواية : الأسير)، صادق الجمل (رواية خيال علمي : سفينة نوح الفضائية)، جابر خليفة جابر (رواية تخييل تاريخي : مخيم المواركة)، والراحل د. سلمان رشيد سلمان (رواية : شظايا الذاكرة). ومن مصر : محمد ناجي (رواية مقامات عربية). من السودان : أمير تاج السر (رواية مهر الصياح) ، اليمن : محمّد عبد الولى (رواية صنعاء مدينة مفتوحة). قطر : حسن رشيد (مجموعة قصصية : الحضن البارد). الإمارات : علي أبو الريش (السيف والزهرة). تونس : علي الطرابلسي (مجموعة قصصية : النورس). المغرب : كريمة الإبراهيمي (قصّة : وقتلك البحر)، وأخيراً ربيعة ريحان من المغرب في قصّة "مؤازرة" (لم تتم الإشارة إلى مصدري القصتّين الأخيرتين ، كما لم يحمل قسم (المحتويات) اسماء النصوص التي تم تناولها للكتاب الثلاثة الأخيرين).

وببساطة وهدوء يقلّب باسم الياسري النصوص التي يتناولها ليكشف للقارىء سماتها اللغوية والفنية ، يقيّم الفكرة المضمونية وأهميتها وامتداداتها الاجتماعية والنفسية ، ويلاحق بناء الشخصيات من قبل الروائي وقدرته على تصوير انفعالاتها والتعبير عن أفكارها ودرجة بعده منها أو التحامه بها ، لغة الكاتب وعمقها ودرجة تعبيرها عن صراعات الشخصيات ، الكيفية التي تعامل بها مع المكان ومكوّناته، ثقافة المؤلف (السينمائية خصوصاً) وانعكاساتها على بنائه للقصة والرواية .. وغيرها من مكوّنات العمل الأدبي التي راجعها الناقد ببساطة ولغة سلسة بعيدة من التعقيد وتحميل المقالة بالنظريات والشروحات المعقّدة.

وسوم: 641