مذلون، مهانون

clip_image002_94598.jpg

(رواية ديستوفيسكي)

إلى أحب الناس إلي .. وأعز ما في الوجود .. إلى ابنتي الحبيبة وفاء ..

ذكرى آلام وأيام صعبة نمر بها .. لعلنا نجد ترجيعها وأصداءها في هذه الرواية ، وكلي أمل أن يكون في وسعنا مستقبلاً ترديد ما جاء في نهايتها :

ـ فانيا، فانيا، كان هذا كله حلماً أليس كذلك ؟

ـ ما الذي كان حلماً ؟

ـ كل شيء ، كل شيء ، كل شيء حدث في هذه السنة ، يا فانيا ، لماذا هدمت سعادتك ؟

وقرأت في عينيها :

ـ " كان يمكن أن نسعد معاً إلى الأبد "

وفاء .. يا و .. ف .. ا .. ء .. هل تسمعينني ؟ أنا متفهم تماماً لوضعك ومشاعرك ، ومدرك بعمق الظروف التي أحاطت بك سابقاً وتحيط بك الآن ... أنا معك يا وفاء ..وستجدينني دائماً إلى جانبك ، ولن أتخلى لحظة عنك .. فهل تفهمينني أنت يا وفاء كأب وقبل ذلك كصديق ؟ وهل أنت مدركة أبعاد المأساة... التي أعيشها الآن ؟..!

لا أدري يا حبيبتي قد نلتقي يوماً ما بدون رقابة وبدون سجن فنتحدث .... ونتحدث طويلاً .. ولكن هذا حلم .. حلم بعيد .. قد لا يتحقق أبداً .. إذن فليس لي الآن إلا الصمت، والأحلام والصمود على طريق الرسالة التي نذرت نفسي لها ..

وسأموت من أجلها .. فهل سنلتقي يا وفاء .. على هذه الطريق ؟

7/8/93

أبوك .. صلاح

(أول وآخر رسالة من المناضل الإنسان صلاح جديد إلى ابنته الصغرى وفاء بعد مضي 23 عاماً على اعتقاله في سجن المزة العسكري ، وقد توفي بعدها بأيام ، وفاء ولدت بعد اعتقاله بشهرين.)

وسوم: العدد 766