( ليلةُ القَدْر )

أيها الأحبة: 

ليلةُ القَدْر، فُرصةٌ ثمينةُ للتَعويض والجَبْر...

فإن من كرم الله عز وجل على عباده: أن جعل لهم ليلةً واحدة من ليالي العام هي خير من ألف شهر، لِيُعوّضوا فيها ما فاتهم من خير وفضل وثواب...

فكل من وجد في حساباته كَسْراً، أو في تجارته مع ربه سبحانه وتعالى خَسارةً، أمكنه في هذه الليلة المباركة - ليلة القدر -: جَبْرَ كَسْره، وتعويضَ خسارته بإذن الله...

فمَنْ منا يتوقع أن يعيش ألف شهر أخرى زيادة عما عاشه من سنوات لُيُعَوِّضَ فيها ما فاته..!!؟؟ 

ومَنْ منا لم يَمُرَّ في حياته بأيام كَسْرٍ أو خَسارة..!!؟؟ 

ومن منا لم يمر بساعات غَفلةٍ أوقعته في خسارة، أو سَبَّبت له نَدامة..!!؟؟ 

هكذا تأتي ليلة القدر أيها الأحبة كل عام لتَجْبُرَ كَسْرَ المكسورين، وتُعَوّضَ خسارة الخاسرين، وتُشْبٍعَ طموحَ الطامحين...

فَهيَّا بنا نَشُدُّ الهمة، لِنَكْسَبَ فَضلَ هذه الليلة المباركة، آملينَ من الله عز وجل: أَنْ يَجْبُرَ كسرنا، ويُعَوضَ علينا خسارتنا، وأن يُحَقِّقَ لنا أمانينا...

ويجعلنا من عباده المُوفَّقين للخيرات والمسارعينَ إلى مَغفرةٍ منه ورضوان...

فهو وَحْدهُ سبحانه المُعينَ والمُوفِّقَ والقائل: 

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ).

والحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 776