كلمتي لابني الأستاذ الكاتب مراد غزال

clip_image002_55b16.jpg

ولدي الغالي الأستاذ مراد غزال ، الشاب الأديب الكاتب الناشط صاحب اللمسات المضيئة في عالم الثقافة في بيئة صاغها الجفاف و الركود و الجحود ،  إني جد مسرور لتلك القفزة النوعية و المميزة التي رفعتم لها شعارا مميزا " المغير تقرأ "  ، سعدت كثيرا بمتابعتي عن بعد وذلك لوضعي الصحي وخضوعي  لفترة النقاهة التي أمضيت منها الوقت و قد أوشكت عن نهايتها مع محافظتي  على الوقاية ،  قد تكون   الأيام المقبلة   فرصة لمشاركة أحبابي في حركاهم الثقافي المبدع .

و أن ما ميز حياتي و أنا فتى  تعلقي بالشباب الواعد ، الشباب  الذي يحمل مشروعا  ، الشباب الذي يبني مستقبله بيده لا بفتات الصدقة  ،   وقد  استمر تعلقي و أنا كهل  في عقدي الخامس  بهؤلاء الشباب   المستنيرين  ،  فما زلت أشعر أن أنفاسي و حريريات طاقتي تسعد حين تجالس  الشباب ،   و تستمع لزفرات الشباب  وإبداعات الشباب ،  فليس كثيرا علي أن  أمنح  جزءا  يسيرا من اهتماماتي لهذا الشباب الواعد  ، من خلال مسيرتي  المتواضعة أن أضع الجزء اليسير منها تحت تصرف أبنائي ، فأظل  أتابع و أشجع كل مبادرة و كل خطوة و مشروع يرفع التحدي في البلد   لكسر الجمود و السكون القاتل  ، و  الصمت المطبق  ،  و ذلك ليس  مستحيلا  أن نر تلك الجهود المباركة و قد استحالت واحة تشع   بإبداعات  الشباب  في شتى الفنون  ، لنرى تلك الابداعات و قد ولدت  فضاءات  في القاعات و المعارض و المحافل  تصنع الحدث بلمسات الشباب  .

          ما يعيننا و لدي الأستاذ  في هذه المرحلة أن لا نسمع لنداءات الفشل  المرافق لتلك الولادة   ، فعلى الشباب الذي يحمل مشروعا أن  يترك حياة الشباب   الذي  يعيش  على الهامش ، الشباب الذي  يعيش  الاضطراب  و التعثر  ، الشباب الذي يستهويه التردد و الانزواء وراء الأوهام القاتلة   ، فعلى الشباب أن  يمضي ليستكمل مسيره  في ثبات  بخطى ثابتة    بارك الله جهودكم في النفع الثقافي و أنتم  و الثلة المميزة من الأدباء و الكتاب و الشعراء و رجال الإعلام و الجمهور المشجع   .

ولدي الأستاذ  لم يغب عن بالي أن البلد  تخطو خطوات متقدمة في النشاط الثقافي المبدع من خلال تلك الماسات التي تحدت الواقع الصعب و الجحود  لأهل الإبداع  ، و لكن إصرار مجموعة محددة من أبناء البلدة   رفعت  الحجب ورفعت  سقف المطالب  ، أملي ولدي الأستاذ  و أمنتي  أن يستمر العطاء لاستيعاب كل الكفايات الموجودة  من خلال التنقيب واستثمار تلك المواهب في وعاء ثقافي جامع ،  وهو أمر  ليس مستحيل التحقيق ،  إنما بالتفعيل و تجسيد المبادرات يكون ممكنا فالشكر موصول  لكل  من يساهم أو يعد  أو يؤطر أو يحضر  .

وسوم: العدد 780