نعي المرحوم الدكتور اسحق الفرحان

رابطة الأدب الإسلامي العالمية

clip_image002_70495.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

بقلوب مفعمةٍ بالإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم المطلق لحكمه والرضا التام بما يفعل ويدبّر... وبنفوسٍ آمنةٍ مطمئنةٍ ينعى الدكتور جميل بني عطا رئيس مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في عمان وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة للرابطة فقيد الأمة والوطن المفكر الإسلامي والعالم الرباني والتربوي الفاضل والمعلم البارع والمربي الفاضل والأكاديمي المبدع والقائد الرائد ورجل الدولة الملتزم وصاحب الكلمة وصانع المواقف والإنسان المتواضع على رفعته والرجل الكبير في بساطته معالي الأستاذ الدكتور إسحق أحمد فرحان " أبو أحمد " الذي انتقل أمس إلى رحمة الله تعالى بعد رحلةٍ طويلةٍ في ميادين البذل والعطاء كان فيها الأبرز والأميز ... ولم يصرفه جاه ولا منصب عن الجادّة فترك بصمات واضحة مميزة في كل بابٍ وَلَجَه وأحكم الربط بين العلم والإيمان والعمل والخلق والتعاون بإتقان في منظومةٍ متناغمةٍ ووفّق في فكره ومنهجه بين التراث والمعاصرة وأصّل المعارف والعلوم في ما عُرِف بأسْلَمة المعرفة خادماً بذلك وطنه وأمتّه والإنسانية جمعاء فارتاد بفكره وعلمه وتأثيره وعمله فضاءات واسعة ومجالات رحبة كان فيها جميعاً موضع احترام وتقدير لما جمع من خصال السلف الصالح فأوعى علماً وعملاً والتزاماً وأدباً وخلقاً وتواضعاً ... وها هي آثاره تقف دالّةً عليه ... وها هي مآثره تنتصب شاهدةً على ما قدّم ...

تغمد الله فقيدنا الكبير فقيد العلم والأدب بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا ... وجمعنا به على حوض نبينا وقائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبارك وجزاهُ عنا وعن الأمة خير الجزاء وعوّضنا وأهل الفقيد وذويه والإسلام والمسلمين جميعاً عوض الصابرين الشاكرين وأعظم لنا الأجر وألهمنا حُسْنَ العزاء فيه وجميل الصبر .

وعلى الرغم مما يعتصر القلوب من ألمٍ ويعتور العيون من دموعٍ حزناً على فراق عالمنا الجليل فإننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى ويوافق نهج نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار ...

ولئن عظمت علينا مصيبتنا في شيخنا وأستاذنا آجرنا الله بها فإننا نلوذ بالصبر ونستمطر من الله الثواب والأجر بذلك  ونستذكر مصيبتنا  الكبرى بقدوتنا  سيّد الخلق وأكرمهم على الله  عز وجل محمد بن عبدالله جزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ... فيسهل علينا كل صعب وعسير ويهون علينا كل خطبٍ جليل ... فاللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا مبلغ علمنا ولا أكبر همنا واجعل الجنة دارنا وقرارنا ولا تجعل النار مأوانا ومصيرنا ...

    " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "

   " حسبنا الله ونعم الوكيل "

   " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "

   رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياُ ورسولاً .

    نَمْ قرير العين أستاذنا أبا أحمد فالسلام عليك وعلى من قضى نحبه من المؤمنين قبلك وبعدك ... أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون ... فالموت حق والبعث حق والحساب حق والجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها حق والنار أجارنا الله وإياكم من لهيبها حق ...

    سلامٌ عليك يا فرحان حياً وميتاً ويا فرحان في دنياك وآخرتك يا زينة العلماء وحلية الحكماء وشامة الأدباء ... سلامٌ عليك وعلى من سبقك من إخوانك ومن سيلحق بك منهم ... سلامٌ عليكم في الأولين والآخرين ...

    ولروحك الطاهرة من دائماً تواب السبع المثاني والقرآن العظيم يتلى عليك يعطرك في قبرك ويشفعُ لك يوم الحساب .

    والسلام عليكم وعلينا وعلى عبادنا الله الصالحين .

   وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

رئيس مكتب الأردن الإقليمي

لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في عمان

الدكتور جميل محمد بني عطا  

وسوم: العدد 780